
كشف فريق “Qwen” التابع لشركة علي بابا الصينية، عن سلسلة من نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة، التي تحمل اسم “Qwen2.5-VL”. هذه النماذج توفر إمكانيات واسعة، منها تحليل النصوص والصور والملفات، إلى جانب قدرة متقدمة على فهم مقاطع الفيديو والإجابة على الأسئلة المتعلقة بها.
وفقًا للتقييمات التي أجراها فريق “Qwen”، يعتبر النموذج الأبرز في المجموعة، “Qwen2.5-VL”، الأكثر قدرة على التفوق في عدة جوانب مقارنة بنماذج كبرى مثل “GPT-4” من شركة “OpenAI” و”Gemini 2.0 Flash” من “غوغل”. برز “Qwen2.5-VL” كأداة فعالة في تحليل المستندات، فهم مقاطع الفيديو، الإجابة عن الأسئلة المعقدة، وتحقيق نتائج أفضل في الرياضيات، مما يعكس تقدمًا ملحوظًا في مجال الذكاء الاصطناعي.
قدرة التحكم التكنولوجي على الأجهزة: إضافة جديدة ومثيرة
من بين أبرز الميزات التي يقدمها “Qwen2.5-VL” هي قدرته على التفاعل مع البرامج والتطبيقات على مختلف الأجهزة، سواء كانت هواتف ذكية أو حواسيب شخصية. النموذج يمكنه القيام بمهام متعددة على الأجهزة المحمولة، مثل فتح تطبيق “Booking” على جهاز أندرويد وحجز رحلة، مما يعكس تطورًا نوعيًا في التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية.
كما أظهر النموذج إمكانيات في التحكم في التطبيقات على أجهزة الكمبيوتر، على الرغم من أنه لم ينفذ سوى مهام بسيطة مثل التبديل بين علامات التبويب في سطح المكتب.
هذه الإمكانية في التحكم التكنولوجي تفتح آفاقًا جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، من إدارة التطبيقات إلى إجراء عمليات معقدة على الأجهزة. ورغم أن القدرة على التحكم في الأجهزة ما تزال في مراحلها الأولى، إلا أن هذا الإنجاز يمثل نقطة تحول كبيرة في استخدام الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع.
النموذج “Qwen2.5-VL” متاح الآن للتجربة
أعلنت شركة علي بابا عن توفر “Qwen2.5-VL” للاختبار عبر تطبيق “Qwen Cha” التابع لها، إضافة إلى إمكانية تنزيل النموذج من منصة “Hugging Face” المخصصة لتطوير الذكاء الاصطناعي. هذه الخطوة تتيح للمطورين والباحثين فرصة التفاعل مع النموذج واختباره في بيئات متعددة، مما يعزز من مكانة “Qwen” كلاعب رئيسي في سوق الذكاء الاصطناعي.
منافسة محتدمة في السوق الصيني والعالمي
يعتبر فريق “Qwen” التابع لشركة علي بابا أحد أكبر المنافسين للعديد من الشركات العالمية والمحلية في مجال الذكاء الاصطناعي، أبرزها “DeepSeek” الصينية، التي أثارت بدورها اهتمامًا كبيرًا في صناعة التكنولوجيا مؤخرًا. ومع تزايد الابتكارات والتطورات في هذا المجال، تبرز الصين كقوة منافسة رئيسية، ليس فقط على المستوى المحلي، بل على الساحة العالمية.
من الواضح أن “Qwen2.5-VL” يمثل خطوة هامة في تقدم الذكاء الاصطناعي، بما يمتلكه من ميزات متنوعة مثل التحكم التكنولوجي في الأجهزة وتحليل البيانات المعقدة. مع تقديم هذه النماذج للمستخدمين والباحثين، تواصل شركة علي بابا تعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في السوق، ما يفتح المجال أمام المزيد من الابتكارات التي ستغير الطريقة التي نتفاعل بها مع التكنولوجيا في المستقبل.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله