الــجــامــعــة

ملتقى وطني حول “الذاكرة التاريخية في الإبداع الأدبي” بجامعة جيلالي ليابس

من تنظيم قسم اللغة العربية وبالتعاون مع قسم الفنون ومخبر النص المسرحي

نظّم قسم اللغة والأدب العربي بالتعاون مع قسم الفنون ومخبر النص المسرحي الجزائري، ملتقى وطنياً بعنوان: “الذاكرة التاريخية في الإبداع الأدبي: قراءة في المضامين والأشكال”.

يهدف هذا الملتقى إلى توفير منصة علمية وثقافية تجمع الباحثين والمبدعين لمناقشة تأثير الذاكرة التاريخية في الإبداع الأدبي، واستكشاف آليات استحضارها وتوظيفها داخل الأشكال الأدبية والفنية المختلفة.

كما يسعى إلى تسليط الضوء على كيفية معالجة الأحداث التاريخية في الأدب، ودورها في تشكيل الهوية الثقافية وإثراء التجربة الإبداعية.

ويأتي هذا اللقاء في إطار تعزيز الحوار الأكاديمي حول العلاقة بين التاريخ والأدب والفن، وإبراز أهمية

استلهام الماضي في صياغة أعمال أدبية تعكس رؤية معاصرة للتاريخ برؤى نقدية وتحليلية.

الملتقى الوطني حول تأثير الثورة التحريرية في الأدب الجزائري  لرئيسة الملتقى  السيدة جدي فاطمة

بدأت فعاليات الملتقى الوطني بكلمة ترحيبية ألقتها السيدة جدي فاطمة، رئيسة الملتقى، حيث تناولت في حديثها تأثير الثورة التحريرية المجيدة على الأدب الجزائري.

وأوضحت كيف أن هذه الثورة كانت لها تأثيرات عميقة على الإبداع الأدبي، مشيرة إلى أن الثورة ألهمت الكتابة الأدبية وجعلتها محركًا لروح جديدة تتسم بالقيم الإنسانية السامية.

كما أكدت أن الملتقى يسعى إلى دراسة كيفية تأثير الكتابات الأدبية في استحضار الذاكرة التاريخية، وكيف شكلت الثورة نقطة انطلاق لتوثيق معاناة الشعب الجزائري في سبيل الاستقلال.

الذاكرة الجماعية وبناء الهوية الوطنية للبروفيسور  جلال عبد القادر

أما كلمة السيد عميد الكلية، البروفيسور جلال عبد القادر، فقد تناولت مفهوم الذاكرة الجماعية وأثرها في تشكيل الأمة. حيث استعرض القوة التي تتمتع بها الذاكرة الجماعية في تشكيل وتوجيه الأمة، وضمان بقاء الهوية الوطنية قوية وثابتة في مواجهة التحديات.

وأضاف أن الذاكرة الجماعية تصنع المناعة ضد الهجمات العدائية الخارجية، وتساهم في الحفاظ على السيادة الوطنية.

كما أشار إلى أهمية تطوير ميكانيزمات الشعور بالانتماء التي تتطور عبر الأجيال من خلال الإبداعات الفكرية والفنية التي ينقلها الأدباء والمفكرون والفنانون.

العلاقة بين الذاكرة التاريخية والإبداع الأدبي للأستاذ  قرقوة  ادريس

ثم ألقى السيد رئيس مخبر النص المسرحي، الأستاذ إدريس قرقوة، كلمته التي تناول فيها العلاقة بين الذاكرة التاريخية والإبداع الأدبي.

حيث استعرض كيف أن الذاكرة تحمل في طياتها صور الثورة وملامحها الحية، وكيف كانت وما تزال مصدر إلهام للعديد من المفكرين والأدباء.

وأضاف أن الثورة الجزائرية شكلت لحظة فارقة في تاريخ الأمة، وكانت مصدرًا خصبًا للأدب العربي، وقد استلهم منها

الأدباء العديد من الأعمال التي ساهمت في التعريف بالقضية الوطنية على الصعيدين العربي والدولي.

كما أشار إلى تفاعل بعض الكتاب الغربيين مثل فرونس فانون وألبير كامو مع الثورة الجزائرية، وركزوا في أعمالهم الأدبية على معاناة الشهداء وتضحياتهم.

إعادة تأويل الأحداث عبر الذاكرة التاريخية للأستاذ عواد

في كلمته، سلط السيد رئيس اللجنة العلمية، الأستاذ عواد عبد القادر، الضوء على علاقة الأدب بالتاريخ وكيفية إعادة تأويل أحداث الثورة المجيدة عبر الذاكرة.

وأكد على أن الذاكرة التاريخية تشكل مادة خصبة يعيد الأدب والفن تشكيلها باستمرار، مشيرًا إلى أهمية الدراسات الأكاديمية في الحفاظ على الذاكرة الوطنية وحمايتها من النسيان.

مداخلة الأستاذ لحمر قادة عميد الكلية  الذاكرة الاسترجاعية والفنون

استهلت أشغال الملتقى بمحاضرة افتتاحية بعنوان “الحفاظ على الذاكرة ودوره في صون وحدة الأمم” قدمها الأستاذ لحمر قادة، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية.

حيث تحدث عن العلاقة بين الذاكرة الاسترجاعية والفنون، موضحًا كيف يمكن أن يكون الفن سلاحًا لاسترجاع الذاكرة التاريخية.

كما ربط بين المقاومة الجزائرية والمقاومة الفلسطينية، مشددًا على أهمية الحفاظ على الذاكرة التاريخية ودورها في تحديد ملامح الهوية الوطنية.

كلمة مدير الجامعة البروفيسور بوزياني  مراحي  شكر وتقدير

وفي ختام فعاليات الافتتاح، ألقى مدير الجامعة، البروفيسور بوزياني مراحي، كلمة عبر فيها عن شكره وامتنانه

للقائمين على الملتقى، مثنيًا على الجهود والنشاطات الفعالة التي ينفذها قسم الفنون ومخبر النص المسرحي.

كما أشاد بالمشاركات في الإبداعات الفنية على المستويين المحلي والوطني.

وأكد على أن الملتقى يضم مداخلات غنية وثرية، معربًا عن تقديره لتلاحم أسرة الكلية وجهودها المستمرة في دعم البحث العلمي وتعزيز سياسة الوزارة الوصية.

كما دعا إلى تطبيق مخرجات هذا الملتقى على أرض الواقع، ليفتتح بذلك أشغال الملتقى الوطني.

المداخلات والموضوعات المتنوعة

تضمن برنامج الملتقى مداخلات متنوعة تناولت موضوعات متعددة تتعلق بالذاكرة التاريخية والأدب والفن.

على سبيل المثال، قدمت الأستاذة معروف مختارية حنان مداخلة حول “دور المسرح في التعريف بالثورة الجزائرية”

بينما قدم الأستاذة كريم خيرة دراسة حول “دور المسرح في التعريف بالثورة عبر مسرحية أبناء القصبة لعبد الحليم رايس”.

كما استعرض الأستاذ ابراهيمي إسماعيل “جحا عند علالو بين الكوميديا والدعاية الثورية”.

الذاكرة التاريخية والأدب المصري

في مداخلتها، تناولت الأستاذة حليمة بولحية “الثورة الجزائرية في الأدب المصري صدى النضال من المغرب العربي إلى

ضفاف النيل”، بينما قدّمت الأستاذة رقية جرموني محاضرة بعنوان “الذاكرة التاريخية بين البعد المعرفي والفني”.

كما ألقت الأستاذة بن مخلوف سليمة مداخلة عن “التوثيق التشكيلي للثورة الجزائرية: الذاكرة بين الفن والتاريخ”.

التوثيق الأدبي للثورة الجزائرية

شارك أيضًا الأستاذ علوش عبد الرحمن بمداخلة حول “النزعة الثورية في أعمال كاتب ياسين: الجثة المطرقة أنموذجًا”

بينما قدم الأستاذ سعيد عكاشة محاضرة عن “الكتابة للأطفال زمن الثورة التحريرية”.

كما قدم الأستاذ سعداني يوسف محاضرة بعنوان “متخيل الثورة وأسئلة الذاكرة في الرواية الجزائرية المعاصرة”.

الدور المحوري للأدب في الحفاظ على الذاكرة

كما قدمت الأستاذة سعاد سليماني محاضرة حول “تمثيلات الثورة الجزائرية في الأدب الجزائري: بين التوثيق والتخييل”

بينما تناولت الأستاذة نادية لقجع جلول موضوع “الذكاء الاصطناعي: رؤية جديدة أم قوة مؤثرة؟ إعادة إنتاج سرديات الثورة الجزائرية برؤية رقمية”.

وقد أضافت هذه المداخلات الكثير إلى إشكالية الملتقى، وأسهمت في إثراء النقاش حول دور الأدب والفن في الحفاظ على الذاكرة التاريخية.

التوصيات الختامية للملتقى

خلص الملتقى إلى العديد من التوصيات الهامة، التي ركزت على تعزيز الدراسات النقدية حول تمثلات الذاكرة التاريخية في الأدب.

كما تم التأكيد على أهمية التركيز على الأبعاد السردية والجمالية والتأويلية للأعمال الأدبية التي تتناول الثورة الجزائرية.

بالإضافة إلى تشجيع الأعمال الأدبية التي تستلهم الذاكرة التاريخية من خلال الكتابة السردية أو الشعرية أو المسرحية.

كما تم التوصية بترجمة الأعمال الأدبية التي توظف الذاكرة التاريخية، وإبرازها في المحافل الدولية لتعريف العالم بالإرث الثقافي والتاريخي للجزائر.

كما دُعي إلى تفعيل دور المؤسسات الثقافية والمكتبات في الترويج للأعمال التاريخية، وإنتاج أعمال درامية وسينمائية تستلهم الأدب التاريخي، من أجل نقل الذاكرة التاريخية عبر وسائل الإعلام المختلفة، وبالتالي إيصالها إلى الأجيال الجديدة بطرق جذابة وفعالة.

فتحي مبسوط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى