
- الندوة الدولية تضع رهانات لاعتماد الطاقات المتجددة بعيدا عن المصادر الاحفورية
كشف البروفيسور “بن عبو سنوسي” رئيس الندوة الدولية حول الانتقال الطاقوي مع اختتام فعاليات الندوة المنظمة بالمدرسة العليا للاقتصاد بوهران أن النقاش حول الانتقال الطاقوي فتح على مصراعيه، لتمكين تحديد طرق تنفيذ الانتقال والتركيز على الرهانات والتحديات التي تساير هذه العملية.
حيث أكد حضور الأكاديميين وإثراء ورشات الندوة بالتوازي حول التحول الطاقوي، شملت تدخلات حول الاتفاقيات حول الطاقة وانعكاساتها على القدرة الشرائية، فضلا على الانسجام ودور التكنولوجيا وإثرها على الانتقال الطاقوي واستعمالها في مسيرة الانتقال الطاقوي، إلى جانب مقارنة محاسبية للتحديات الطاقوية والكفاءات الطاقوية ورشات حول التكنولوجيات البحث في حقل الكفاءات الطاقوية.
كما عرفت اختتام الندوة تركيز مشاركين عن بعد من مختلف الدول حول إدماج طاقة الرياح في السياسة الطاقوية للطاقة المتجددة، دور الذكاء الاصطناعي في تقييم النفايات مساهم الغاز في الانتقال بالجزائر الاستراتيجية الوطنية لتطوير الهيدروجين بالجزائر. مبرزا أن النقاش الأكاديمي عرف حضور الفاعلين المؤسساتيين على غرار اللجنة الوطنية للحفاظ على استهلاك الطاقة، ومشاركة أكاديميين من تونس، روسيا، فرنسا وتركيا.
كما تطرق إلى التحسيس حول الانتقال الطاقوي وكيفية تطبيق البرامج من نمط استهلاكي مبني على الطاقات الاحفورية لأقل استهلاك وأكثر الطاقات المتجددة مع مرافقة، برنامج لتطوير الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقوية من خلال القدرات المتاحة، لاسيما الخلايا الشمسية والرياح والتوليد المشترك، والحرارة الجوفية والكتلة الحيوية لتمكين من الانتقال الطاقوي وتحقيق مكاسب خارج قطاع المحروقات، والتطرق إلى ما تم انجازه في المجال .
وتعرف آلية التحول الطاقوي بالجزائر لتحقيق التنمية المستدامة إلى تسليط الضوء على أهمية التحول الطاقوي نحو الطاقات المتجددة، من خلال الإشارة إلى أهمية الأمن الطاقوي في تحقيق التنمية المستدامة، في ظل زيادة التحديات والرهانات على المستوى الدولي. لقد تم التوصل إلى أن الجزائر تعمل على وضع برامج تنموية في آفاق عام 2030، لخلق نظام طاقوي جديد يهدف إلى التقليل من الطاقة التقليدية وتشجيع الطاقة النظيفة، على الرغم من هذه المبادرات العملية إلا أن الأهداف المرجوة من ذلك لا تزال بعيدة المنال، في ظل نقص الاستثمار والوعي والنظرة المستقبلية.
حيث لم يعد الانتقال الطاقوي أمرًا اختياريًّا بالنسبة الجزائر، فالمتغيرات الداخلية المتعلقة بزيادة الطلب المحلي على الطاقة، فضلا عن المتغيرات الخارجية لاسيما التحول العالمي باتجاه الطاقات المتجددة باتت تضغط على صانع القرار الجزائري للاستجابة لهذه المتغيرات. وعلى هذا الأساس، أقرت الجزائر برنامجا للانتقال الطاقوي (1) يرمي لتعزيز استخدام الطاقات المتجددة، وتجنب العجز الطاقوي.
للإشارة، أقرت الجزائر، في عام 2011، الـ”برنامج الوطني للطاقات المتجددة والفاعلية الطاقوية 2011-2030″، ويهدف إلى توسيع استخدام الطاقات المتجددة في توليد الكهرباء للتقليل من الاعتماد على الغاز الطبيعي كمصدر مهيمن في توليد الطاقة الكهربائية، ثم عُدِّل هذا البرنامج في عام 2015، لكنه أبقى على أهدافه العريضة. وتعني عملية الانتقال الطاقوي الانتقال من نموذج وطني لإنتاج واستهلاك الطاقة إلى نموذج آخر، وفقًا لرؤية شاملة، ويمكننا تلخيص الأهداف الرئيسة لعملية الانتقال الطاقوي من خلال تنويع موارد الاقتصاد الكلي،الحفاظ على موارد الطاقة الأحفورية، وتنويع مسار الطاقة وتقليل الارتباط بموارد الطاقة الأحفورية من النفط والغاز، إلى جانب حماية البيئة والمساهمة في الجهود الدولية للتقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون CO2.
منصور. ع