الثـقــافــة

جمعية “إقرا” بمتليلي الشعانبة

إحياء اليوم العربي لمحو الأمية

الأستاذ الحاج نور الدين أحمد بامون

 

تبقى محو الأمية مهمة الجميع واستئصالها ومحاربتها بالجزائر عامة وبمتليلي الشعانبة بولاية غرداية ورجالها وإطاراتها المخلصين بصفة خاصة، قضية الجميع. في خضم الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة الجزائرية للتقليل من نسبة انتشار الأمية في إطار الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية.

إن أهمية الاحتفال باليوم العربي لمحو الأمية، يشكل في كل سنة من الثامن 08 جانفي قفزة نوعية تضاف بلبنة قوية، تضاف للصرح القائم لتقويته وتعزيزه، قد يجعل من محوِ الأمية تسطير مستقبل مشرق وزاهر، وميلاد أمل جديد، وبداية حياة تعليمية منيرة تؤدي بالأمي إلى النجاحِ المنتظر والأخذ بزمام الأمور بيده للتحرر من أميته.

بعد استقلال الجزائر، أسس مركز وطني بموجب مرسوم رئاسي، بعدها تم تحويله إلى مؤسسة عمومية، مستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية تحت وصاية وزارة التربية الوطنية (الجزائر). في سنة 1965 انعقد مؤتمر دولي لوزراء التربية تم الاتفاق فيه على تجريب مضمون جديد لمحو الأمية، أطلق عليه محو الأمية الوظيفي، يهدف إلى الابتعاد عن المناهج والطرق التربوية الخاصة بالصغار، ويركز على إكساب العمال المهارات الأساسية وتأهيلهم مهنياً لتمكينهم من النهوض الصحيح بالتنمية.

في سنة 1978 ، انعقدت دورة عامة لمنظمة اليونيسيف تم فيها تحديد مفهوم الأمية الوظيفية بأن محو الأمية الوظيفي هو إكساب المتعلم آليات القراءة والكتابة والحساب، وإعطائه تكويناً متخصصاً في الميدان الفلاحي والصناعي بقدر يؤهله مهنيا ويرفع من قدراته الإنتاجية.

إن الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية، صادق عليها مجلس الحكومة في 23 جانفي 2007، وبذلك فإن نسبة الأمية في الجزائر انخفضت من 10,22 بالمائة في سنة 2008 إلى 07,94 بالمائة في سنة 2021. إن أهمية مشروع محو الأمية الذي تؤمن به الجزائر منذ فجر الاستقلال، يسعى إلى بناء مجتمع قوي قادر علي محاربة أميته بنفسه وبمساعدة الجميع، فقط من خلال الإيمان بالقضية وأهميتها وتضافر جهود المجتمع بكل مكوناته وفعالياته للنهوض بالإنسان الأمي ليكون في مقدمة الشعوب.

 

أسرة جمعية "اقرأ"

الحدث مناسبة اليوم العربي لمحو الأمية

على غرار باقي الجهات من القطر الجزائري، أحيت أسرة جمعية “اقرأ” المكتب الدائري لمدينة متليلي الشعانبة لولاية غرداية فعاليات اليوم العربي لمحو الأمية المصادف ليوم 08 جانفي من كل سنة. أحيت الجمعية يومها العربي لسنة 2025، الحدث الذي احتضنته مقر مكتب الجمعية وسط المدينة بمتليلي الشعانبة، وسط أجواء عرفت حضورا للمتمدرسات والمعلمات، وسط أجواء مثالية عكست واقع جهود بذلت ولا تزال تبذل من طرف القائمين عليها، لا لشيء سوى مواصلة كفاح متواصل ومستمر لمحاربة الجهل ومحو الأمية، التي بدأت تعرف نسبة انخفاضا محسوسا في السنوات الأخيرة قراءة وكتابة، وبأياد رفعت شعارها المعهود لا مستحيل مع الإرادة، كان اليوم وحفله جد بسيط تمثل فيما يلي:

 

فقرات الحفل

انطلق الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاه الأستاذ “عاشور صالح” بحنجرته الذهبية الصادحة كعادته على مسامع الحضور، تم الكلمة الترحيبية ونبذة عن اليوم العربي 8 جانفي من كل سنة وأحيائه.

ثم كلمة رئيس المكتب الولائي الأستاذ “بوزيد محمد” الذي تطرق فيها إلى شرح أهداف الجمعية والمجهودات المبذولة من طرف أعضائها ومعلماتها وإطاراتها، والدور الفعال الذي يلعبونه في المساهمة والمساعدة على القضاء على الجهل والتخلف في تقليص داء الأمية ومحاربته كونه عنصر فتاك بالأمة، كما حث الجميع خاصة معلمات والإطارات للمساهمة في التوعية والتحسيس والإقناع بالالتحاق بصفوف محو الأمية. وبانتهاء فقرة الكلمات، شرع في لفتة خيرية إنسانية تتمثل في توزيع بطانيات وأغطية لبعض العائلات المعوزة كمساعدة في هذا الشتاء وبرده القارص.

جهود كبيرة تبذل وتبقى متواصلة لمحاربة الأمية بمتليلي الشعانبة لا تنقطع ولا تتوقف منذ عقود حلت، وتبقى متمدرسات محو الأمية، نماذج حقيقية ملموسة بإرادة قوية تستحق الثناء والتشجيع. كما أن النجاحات المكتسبة والنتائج التي حققها المكتب الدائري بمتليلي لجمعية اقرا لمحاربة محو الأمية بمتليلي الشعانبة وباقي مراكزها التابعة لها ملموسة ومشهود لها منذ أمد بعيد.

وبدون أن يمر الحفل مرور الكرام، تم التطرق إلى التذكير بخصال رجال الجمعية ودورهم الفعال جميعا. حفظ الله الأحياء و رحم الله الأموات، وختام الحفل تم تقديم إكراميات للحضور وقراءة فاتحة الكتاب ودعاء ترحم على رجال محو الأمية ومن غادروا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى