الحدث

المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة في يومه الثالث والأخير

الدعوة إلى مضاعفة عدد الشركات الناشئة

اختتمت أمس السبت بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال” بالجزائر العاصمة، فعاليات الطبعة الـ3 للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة، التي أشرف على افتتاحها الخميس الماضي، الوزير الأول، السيد “نذير العرباوي”، حيث تم تنظيم العديد من النشاطات أبرزها قمة الذكاء الاصطناعي التي تجمع خبراء وصناع القرار في المجال، يتم من خلالها مناقشة أحدث الابتكارات المتوصل إليها والآفاق المستقبلية.

وعليه، عرف اليوم الثالث والأخير من هذه التظاهرة القارية، زيارة وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، “نور الدين واضح”، لمعرض المؤسسات الناشئة المقام على هامش الطبعة الثالثة للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة (5-7 ديسمبر 2024)، حسبما علم لدى المنظمين. وموازاة مع المؤتمر الإفريقي، ينظم مجلس الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمصغرة، ومشاركة عدة وزارات أخرى، ندوة حول الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي.

وقد عرف اليوم الثاني من المؤتمر، أول أمس انعقاد القمة الوزارية الإفريقية للمؤسسات الناشئة، برئاسة السيد “واضح”، في جلسة مغلقة، عكف من خلالها الوزراء الأفارقة المشاركون على مناقشة برنامج الأمانة العامة للمؤتمر وورقة طريق تواكب الاستراتيجية الإفريقية للذكاء الاصطناعي. كما تم عقد جلسة نقاش بعنوان “بناء الجسور: دور الجالية الجزائرية والإفريقية”، والتي أكد من خلالها كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، “سفيان شايب”، “بأن الجزائر ملتزمة بتعزيز التعاون الإفريقي المشترك في مجالات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، باعتبارها ركائز أساسية للنهوض باقتصاد المعرفة في القارة”. وعرف اليوم الثاني من التظاهرة أيضا تنظيم عدد من الورشات واللقاءات والمحاضرات، جمعت مختلف الفاعلين المشاركين في الطبعة الثالثة للمؤتمر المنظم تحت عنوان “إعادة تصور إفريقيا من خلال الذكاء الاصطناعي”، إضافة إلى تواصل فعاليات المعرض المخصص للمؤسسات الناشئة.

 

إفريقيا بحاجة إلى مضاعفة عدد الشركات الناشئة

أجمع خبراء مشاركون في الطبعة الـ3 للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة اليوم الجمعة بالجزائر العاصمة، على حاجة إفريقيا إلى المزيد من الشركات الناشئة لاستقطاب المستثمرين، بالإضافة إلى تسويق صورة جيدة عن دول القارة كمشجعة على المقاولاتية والابتكار لتصبح وجهة استثمارية بشكل يكون في مستوى إمكاناتها.

وخلال جلسة نقاش تحت عنوان “ريادة الأعمال التقنية وبيئة أعمال الشركات الناشئة”، أكد “كمال عمرون”، رائد أعمال جزائري يدير شركة ناشئة بلكسمبورغ، أن إفريقيا تحتاج إلى شركات ناشئة بكم أكبر بكثير مما تتوفر عليه حاليا لخلق سوق جاذب للتمويل الأجنبي، مشيرا إلى أهمية تسويق الدول لنفسها بشكل جيد، يمحو الصورة النمطية عنها بأنها غير مستقرة، ضاربا المثل ببعض الدول التي استطاعت أن تخلق صورة تفيد بأنها دولة سريعة النمو وتشجع الابتكار. وثمن الخبير تنظيم فعاليات كبرى مثل المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة، الذي يعد -كما قال- منتدى مهما لعقد الشراكات بين المؤسسات، داعيا إلى إقامة المزيد من التظاهرات من هذا النوع.

 

حركية كبيرة للمؤسسات لإبرام شراكات دولية

عرف الظاهرة خلال الأيام الثلاثة حركية كبيرة لمختلف المؤسسات المشاركة، التي نجح بعضها في عقد شراكات دولية، فيما يسعى البعض الآخر إلى تحقيق هذا الهدف قبل نهاية التظاهرة. بحيث تميز المعرض بحضور مكثف لرواد الأعمال في الأركان المخصصة لتقديم المشاريع وتلك المخصصة للقاءات الثنائية بين العارضين، مما سمح للمؤسسات بالتعريف بالكثير من المشاريع بهدف توسيع نشاطها إلى دول أخرى.

من جهتهم، أكد عدد من العارضين أن الهدف الأساسي من مشاركتهم بموعد الجزائر هو الظفر بعقود شراكة تسمح بنقل خدماتهم خارج حدود دولهم. وفي هذا الصدد، أكد “فراد مينيكي”، مسير شركة ناشئة كينية تنشط في مجال الطاقة المتجددة أن مؤسسته التي “بدأت تحقق نجاحات في بلدها الأم تسعى للتوسع نحو دول مجاورة، وعقد شراكات من مختلف الأنواع”. وأشار المبتكر إلى أن تواجد الوفد الكيني بموعد الجزائر كان “مفيدا جدا”، إذ سمح بتقديم المؤسسة أمام المستثمرين بهدف الحصول على التمويل، كما سمح بتعريف التكنولوجيا التي توفرها لشركاء محتملين في دول مجاورة، فضلا عن قياس مدى نجاعة حاضنة الأعمال التي تنتمي إليها المؤسسة مقارنة بنظيراتها في الدول الإفريقية.

من جانبه، أكد “ديوغراتياس كازينتوالي”، مسير لشركة ناشئة رواندية متخصصة في إنشاء التصاميم ثلاثية الأبعاد المبنية على الواقع الافتراضي والمستعملة في الألعاب الإلكترونية والإعلانات، أنه رغم العلاقة التجارية التي تربط مؤسسته بزبائن في كندا والولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية، إلا أن الحضور في المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة يعد “خطوة مهمة، تفتح بابا جديدا من الشراكات”. وأكد المقاول أن السوق الجزائري يهم شركته ويقدم الكثير من فرص التعاون، كما تعد الدول الإفريقية الأخرى ساحة لتوسيع النشاط، “حيث تم بالفعل توقيع شراكة مع مؤسسة من بوتسوانا، كما تم عقد لقاءات عمل مع مؤسسات من دول أخرى، ستتواصل المحادثات معها لتجسيد العقود لاحقا”، حسبه.

أما بان تيب، الذي يدير شركة ناشئة إثيوبية في مجال حجز تذاكر النقل، التي حققت -حسبه- رقم أعمال يقدر بـ 4 ملايين دولار خلال الأشهر ال8 الأخيرة، فأكد أن “الوقت قد حان لأن يتوسع المشروع أكثر، من خلال تحصيل تمويلات جديدة أو دخول أسواق دول أخرى، وهو ما بدأ يتحقق، من بوابة المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة”. ولفت المتحدث إلى المحادثات “الجدية” التي جمعته بممثلي شركات جزائرية وتنزانية وأخرى من غينيا، بهدف توفير نسخ من المنصة الإلكترونية خاصة بكل من هذه الدول، مشيرا إلى أن المحادثات متقدمة وستتجسد بالتوقيع على عقود لاحقا.

من جانبه، أكد “إفرايم سويلا”، الذي يدير شركة ناشئة توفر منصة تعليمية، أن مؤسسته لا تبحث عن التمويل، لأن نظامها الربحي يقوم على اشتراكات الزبائن، غير أن “عقد الشراكات للتواجد في دول أخرى هو السبب الرئيسي لمشاركتها”. وأضاف السيد “سويلا” أن مؤسسته تمكنت من التعاقد من شركة من نيجيريا خلال تظاهرة الجزائر، كما توجد في محادثات مع متعاملين من الجزائر وجمهورية الكونغو وإثيوبيا وبوتسوانا، مبديا أمله في تجسيد هذه الشراكات على أرض الواقع.

للتذكير، شهدت التظاهرة حضور أكثر من 500 شركة ناشئة و100 مستثمر من 50 دولة إفريقية، مع تنظيم نحو 30 محاضرة، بمشاركة أزيد من 200 خبير، مما يجعل منه “الأكبر من نوعه في إفريقيا”، حسب المنظمين.

ق.ح/ وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى