
ترأس وزير الدولة، وزير الخارجية والجالية والشؤون الإفريقية، “أحمد عطاف”، أمس الإثنين بنيويورك، الاجتماعات رفيعة المستوى التي بادرت الجزائر ببرمجتها على مستوى مجلس الأمن، بغية تسليط الضوء على أبرز القضايا التي تشغل العالم العربي والقارة الإفريقية، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بمستجدات القضية الفلسطينية ومكافحة ظاهرة الإرهاب في إفريقيا والتعاون بين منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. كما يدخل كل هذا ضمن مجموعة من الاجتماعات والأنشطة رفيعة المستوى التي تندرج في إطار رئاسة الجزائر الدورية لمجلس الأمن ألأممي برسم جانفي الجاري.
وعليه، فقد ترأس السيد “أحمد عطاف”، اجتماعا تنسيقيا بمقر البعثة الدائمة للجزائر لدى منظمة الأمم المتحدة، بحضور الممثل الدائم للجزائر، السفير “عمار بن جامع” وأعضاء البعثة الدبلوماسية الجزائرية بنيويورك. بحيث لدى تواجده بنيويورك، سيجري “عطاف” محادثات مع المسؤولين الأمميين، وعلى رأسهم الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، “أنطونيو غوتيريش”، التقى السيد الوزير، بعدد من نظرائه من الدول الشقيقة والصديقة المدعوة للمشاركة في أشغال الاجتماعات سالفة الذكر.
حيث أكد، السيد “أحمد عطاف”، عشية اجتماع أمس الإثنين، في حوار خص به قناة الجزائر الدولية من مقر بعثة الجزائر الدائمة لدى الأمم المتحدة بنيويورك، أن الاجتماع يتمحور حول “الوضع في الشرق الأوسط”، يرتكز على بحث وقف إطلاق النار بغزة والجزائر من موقعها كرئيسة الدورة الحالية لمجلس الأمن ستسهر على متابعة تنفيذ الاتفاق بجميع مراحله، مذكرا بمساعي الجزائر المستمرة والمستميتة لرفع المعاناة عن قطاع غزة. وأشار في السياق ذاته “هذا الاجتماع يأتي غداة الوصول إلى اتفاق دولي طال انتظاره حول وقف إطلاق النار بغزة والذي دخل حيز التنفيذ يوم الـ19 جانفي، ولقد سعت الجزائر منذ انضمامها إلى مجلس الأمن لإعطاء الأولوية القصوى للقضية الفلسطينية بخصوص موضوع وقف إطلاق النار ورفع المعاناة عن غزة”.
وأضاف في السياق ذاته، أن الجزائر ستأخذ على عاتقها كرئيسة لمجلس الأمن في هذا الشهر متابعة هذا الاتفاق الذي يشمل 3 مراحل الحرص على متابعة تنفيذه وتقييمه مرحليا وكذلك التدخل لرفع الحواجز أو الاختلالات إن ظهرت في تطبيقه.
وقف إطلاق النار في غزة يبقى مشوبا بالحذر
وفي رده عن موقف الجزائر إزاء اتفاق وقف إطلاق النار، صرح السيد الوزير قائلا، بأنه “يحذونا أمل حذر وتفاؤل يقظ لأن هذا الاتفاق دقيق جدا، ويجب أن يحظى برعاية المجموعة الدولية من أجل تجسيده الميداني وما ننتظره كجزائريين من مجلس الأمن إقراره وتبنيه وإثباته وتوسيع رقعة الدعم الدولي له”.
مشيرا إلى التفاف المجموعة الدولية لإعطاء الوزن الحقيقي والمؤثر لإقرار وقف إطلاق النار بغزة، حيث استطرد قائلا “هذا الاتفاق هو نتيجة عمل مجموعة ضيقة من الفاعلين الدوليين، واليوم يجب أن تلتف المجموعة الدولية حوله لإعطائه الوزن الحقيقي والمؤثر له”، معتبرا هذا القرار في حد ذاته، خطوة في إطار أوسع وأشمل وهو الإطار الخاص بالسعي من أجل تحقيق حل دائم للقضية الفلسطينية والذي لايتأتى إلا من خلال تطبيق الشرعية الدولية والتي ركيزتها الأولى حل الدولتين.
لدى الجزائر تجربة كافية داخل مجلس الأمن كعضو غير دائم
أما فيما يخص انضمام الجزائر إلى مجلس الأمن كعضو غير دائم، فقد ذكر السيد الوزير، بأنه” ليست هذه المرة الأولى التي تنضم فيها الجزائر إلى مجلس الأمن كعضو غير دائم وهي المرة الرابعة ونجاح بلادنا في هذا وفي ظرف قصير منذ الاستقلال، يعد أمرا لافتا وهذه المرة الخامسة التي تترأس فيها الجزائر مجلس الأمن منذ الاستقلال، وذلك راجع إلى أنه لنا تقاليد وأعراف في التعاطي مع رئاسة مجلس الأمن والتي تعد مسؤولية تفرض أعباء على من يتحملها.
تسليط الضوء على خطورة الإرهاب بإفريقيا
وفي شق محاربة الإرهاب، خاصة ما تعلق بالاجتماع الوزاري حول انتشار آفة الإرهاب في القارة الإفريقية، فقد أكد السيد “أحمد عطاف”، على أن الهدف من هذا الاجتماع إعادة إقحام المجموعة الدولية – التي صرفت أنظارها عن هذه الآفة التي شهد تراجعا في عدة أماكن في العالم – خلال الآونة الأخيرة لإعادة تسليط الضوء على الإرهاب الذي توسعت رقعته في إفريقيا، مضيفا أن الإرهاب تقوى اليوم من ناحية العدد وأصبحنا نتكلم عن جيوش إرهابية بدل مجموعات والتي تستعمل أسلحة متطورة في عملياتها العسكرية الإستراتيجية، ولذلك ارتأينا إعادة إماطة اللثام على هذه الآفة التي تعاظمت خطورتها في إفريقيا ومسؤولية كبرى ملقاة على عاتق الجزائر لمواجهتها ودعونا لعقد اجتماع ثاني حول الإرهاب سيعرف حضور لوزراء خارجية أفارقة مهتمين بهذا الموضوع. كما قال السيد “أحمد عطاف”.
هشام رمزي