
أعلنت إدارة نادي أتليتيكبارادو، يوم الثلاثاء، عن التحاق لاعبها طاهر بن عامر، بنادي الاتحاد الليبي. وأبرزت إدارة “الباك” في بيان مقتضب عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، بأن بن عامر، يلعب معارا في الفريق الليبي، مقابل قيمة مالية، لم يتم الكشف عنها.
ليكون بذلك، طاهر بن عمار، رابع جزائري ينتقل في الميركاتو الشتوي، إلى الدوري الليبي، بعد كل من مهاجم اتحاد العاصمة. اسماعيل بلقاسمي الذي التحق أهلي طرابلس. ومعاذ حداد، مدافع شباب بلوزداد، الذي التحق بأهلي بنغازي، ومدافع اتحاد خنشلة، إبراهيم حشود، الذي انضم إلى الهلال.
وتشكل الأكاديمية الاستثناء في الجزائر كونها ومنذ سنوات، باتت المثل والقدوة التي يجد رؤساء الأندية الأخرى لذة غير مبررة في إدارة ظهورهم لما هندس له زطشي.
ويركز الجميع في الجزائر على مشروع بارادو الناجح، والملايين التي دخلت حساب هذه الأكاديمية الفتية.
تجربة نادي أثلتيك بارادو ستبقى رائدة في مجال التكوين، داخل منظومة كرة القدم الجزائرية، فالنادي الجزائري الصغير، الذي يمتلك أصغر قاعدة شعبية في الدوري الجزائري، يواصل تصدير لاعبيه نحو الدوريات الأوروبية، فبعد نجاح العديد من اللاعبين سابقاً في الاحتراف وحتى دقّ أبواب المنتخب الأول، مثل الثلاثي بطل أفريقيا، يوسف عطال، رامي بن سبعيني وهشام بوداوي، يعود اليوم مرة أخرى لتقديم أسماء جديدة، ستكون له كلمة في المستقبل.
وأصبحت مــدرسة بارادو المصدر الأول محليا في إنتاج المواهب ، كــما أن أغلب لاعبي بارادو الذين إحترفوا في أوروبا قدموا مستويات رائعة في المستوى العالي ولعل ما يقدمه بن سبعيني خير دليل على ذلك، إذ أن القيمة التسويقية لمدافع بوروسيا مونشغلاباخ أصبحت في حدود الـــ20 مـــليون يورو (أكثر من 400 مليار سنتيم، وهو أمر حتما سيحسب للاعب المجتهد وللمدرسة التي تكون فيها .
مــدرسة بارادو أصبحت اليوم الـرقم واحد محليا في تصدير اللاعبين إلى الخارج، والرقم واحد في تغذية المنتخب الوطني الأول ، وكذلك أغلب الفئــات الشبانية للمنتخب الوطني وهو ما يعــكس العمل الكبير الذي تقوم به إدارة الفريق في وقت يجب على بقية الــأندية الجزائرية أن تسلك نفس المســار على الأقل من أجل تكوين لاعبين وترقيتهم للفريق الأول لتحقيق النجاحات الأولقاب أولا، ولبيعهم إلى الأندية الأوروبية وجني عائدات مالية تسمح لهم بتطوير مدارسهم التكوينية ثانيا .
لكن ثمة نقاط ظل في نجاح مشروع أكاديمية بارادو وجب عدم إهمالها وهي كم المواهب الجزائرية التي تبقى بحاجة لمن يصقلها فقط، وهو ما من شأنه أن يغني المسؤولين المستقبليين عن مواصلة التبضع من مدارس أوروبا التكوينية وكذا ضرورة غربلة ووضع شروط جديدة لمن يرغب في الوصول إلى هرم الأندية المحترفة. سياسة الصفقات الكبيرة والأموال والبذخ، التي اتسمت بها الكرة الجزائرية في سنوات مضت، أثبتت للمرة الألف أنها مجرد وسيلة فساد لا يمكنها أن تقدم أي منتوج كروي، لذلك بات من الواجب أن تعمم تجربة بارادو على كل الأندية، وأن يصبح التكوين وأبناء الفريق هم النواة الأساسية للفرق، حتى تضطر هذه الأخيرة للعمل من أجل الجودة واختيار اللاعبين الأحسن وتكوينهم للمستقبل.
شريف. م