
نظمت كلية التكنولوجيا بجامعة “طاهري محمد” ببشار، على مدار يومي 26 و27 نوفمبر 2025، فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للهندسة الكهربائية وأنظمة الطاقات المتجددة، بمشاركة واسعة للباحثين والخبراء من داخل الوطن وخارجه.
وشهد الملتقى حضور والي ولاية بشار، السيد “أحمد بن يوسف”، الذي أشرف على الافتتاح، إلى جانب السلطات الأمنية وأعضاء مجلس الأمة، وبمشاركة الأسرة الجامعية وعلى رأسها مدير الجامعة البروفيسور “بزازي بوجمعة” وعميد كلية التكنولوجيا البروفيسور “قادري بوفلجة”.
ويمثّل هذا المؤتمر مناسبة دولية بارزة تجمع نخبة من الباحثين والمختصين من داخل الوطن وخارجه، بهدف تبادل ومناقشة أحدث نتائج الأبحاث في ميدان الهندسة الكهربائية بمختلف فروعها، وكذا أنظمة الطاقات المتجددة وما يرتبط بها من تقنيات وتطبيقات علمية متقدمة. ويأتي هذا الحدث ليكرّس التوجه العلمي للجامعة نحو الانفتاح على المحيط الاقتصادي والاجتماعي، وتعزيز شبكات التعاون وتبادل الخبرات بين المؤسسات البحثية والجامعية.
وقد شدّد المتدخلون في الجلسة الافتتاحية، على أهمية هذا الملتقى في تطوير المعرفة العلمية، وتعزيز قدرات الباحثين الشباب، ودعم المشاريع البحثية التي تخدم التحول الطاقوي والابتكار التكنولوجي.
وتضمّن برنامج المؤتمر سلسلة من الجلسات العلمية والمحاضرات المتخصصة التي ركّزت على 4 محاور رئيسية تمثلت في أنظمة الطاقة الكهربائية، وما تشمله من تقنيات تطوير الشبكات، إضافة إلى مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية وتطوراته، وكذا الطاقات المتجددة باعتبارها ركيزة أساسية للتحول الطاقوي، فضلا عن الذكاء الاصطناعي واستعمالاته في أنظمة الطاقات المتجددة، باعتباره أحد أهم الاتجاهات البحثية الواعدة.
كما شهدت التظاهرة مشاركات دولية مميزة لباحثين من ماليزيا، ليبيا، مصر وإسبانيا، ما منح الملتقى بعداً علمياً عالمياً وأغنى النقاشات المطروحة. وإلى جانب ذلك، شاركت جامعات ومخابر بحث وطنية ومراكز بحث علمية مثل الجزائر العاصمة وجيجل وأدرار، مما أضفى على المؤتمر تنوعاً كبيراً في التجارب والخبرات العلمية.
وأجمع المشاركون على أن المؤتمر يشكل منصة واعدة لنسج علاقات تعاون جديدة، وتطوير مشاريع بحث مشتركة في مجالات الطاقات المتجددة والذكاء الاصطناعي والأنظمة الكهربائية الذكية. كما اعتبروا أن هذه التظاهرات تسهم في دعم الابتكار ورفع مستوى التكوين، وتمنح الطلبة فرصة الاحتكاك المباشر بالخبراء والمختصين. وعلى هامش الملتقى، تم تكريم عائلة المرحوم الدكتور “لطفاوي عبد الصمد”، تقديراً لجهوده وإسهاماته في تنظيم النسخة السابقة من المؤتمر.
وخلصت أشغال المؤتمر إلى توصيات، أهمها ضرورة ضمان استمرارية ودعم مثل هذه المبادرات العلمية، وتوسيع الشراكات بين الجامعة والقطاعات الاقتصادية والصناعية لتثمين مخرجات البحث العلمي، وكذا فهرسة مداخلات الملتقى بما يضمن حفظها وتيسير الاستفادة منها علمياً وبحثياً، بالإضافة إلى توسيع فرص النشر والسعي لإيجاد آليات أكثر مرونة لتسهيل مشاركة الباحثين الأجانب بما يعزز خلق مشاريع علمية مشتركة وتوأمة مؤسساتية، فضلاً عن الدعوة إلى إدماج ورشات عمل موجهة لطلبة الدكتوراه في الدورات المقبلة من الملتقى لتطوير مهاراتهم البحثية والانفتاح على المستجدات العلمية.
ع. العربي



