الــجــامــعــة

جامعة سعيدة تختتم فعاليات الملتقى الوطني الافتراضي

حول "الأداء التمثيلي بين المسرح والسينما"

اختتم قسم الفنون بجامعة الدكتور “مولاي الطاهر” بسعيدة اليوم ، فعاليات الملتقى الوطني الافتراضي الثاني الموسوم بـ “الأداء التمثيلي بين المسرح والسينما”، والمنظم بالتنسيق مع مخبر الترجمة والتأويل في ظل التواصل متعدد اللغات، وقد استقطب هذا الحدث العلمي نخبة من الأساتذة والباحثين وطلبة الدكتوراه من مختلف ولايات الوطن، في لقاء أكاديمي جمع بين الرؤية النظرية والتحليل الجمالي والتقني لفنون الأداء.

 

وقد انطلقت أشغال الملتقى من فرضية مفادها أن السينما، رغم حداثة نشأتها مقارنة بالفنون الأخرى، قامت على تفاعل عميق مع هذه الفنون، إذ استمدّت من العمارة فنون تصميم الديكور، ومن الفنون التشكيلية جماليات الإطار ودلالات اللون، فيما استعارت من المسرح أسس الأداء التمثيلي في مراحلها الأولى لتقترب من الواقعية، وتؤسس تدريجيًا خصوصيتها التعبيرية الخاصة.

وبينما يقوم الأداء المسرحي على الحضور الجسدي المباشر والتفاعل الآني مع المتلقي داخل فضاء حي، فإن الأداء السينمائي ينضبط لإكراهات اللقطة، وإيقاع المونتاج، ورؤية المخرج، مما يجعل اختلاف الوسيط البصري محددًا أساسيًا في بناء الشخصية وإدارة الانفعال.

هذا التفاعل بين الفنين، فتح باب التساؤل حول حدود التمايز والتقاطع بينهما، كيف تتبدّل آليات الأداء عند انتقال الممثل من الخشبة إلى عدسة الكاميرا؟ وما الذي تبقى من الجماليات المسرحية في الفضاء السينمائي؟ ثم كيف أثرت الوسائط الحديثة وتحول الذوق الجمالي للجمهور في فهمنا لفنون التمثيل؟

هي أسئلة محورية، أجاب عنها الأساتذة المشاركين من خلال مداخلات علمية قاربت الموضوع برؤية متعددة الاختصاصات.

وقد سعى الملتقى، في نسخته الثانية، إلى تحقيق جملة من الأهداف العلمية في مقدّمتها توسيع المعرفة بخصوصيات الأداء التمثيلي بين المسرح والسينما، والوقوف على التحولات الجمالية التي أحدثتها التقنيات الحديثة في أساليب التمثيل، فضلا عن استشراف مستقبل الممارسة التمثيلية في ظل الصعود المتسارع للذكاء الاصطناعي، وما يطرحه من تحديات مهنية وفنية على السواء.

ومن هذا المنطلق، انفتحت أشغال الملتقى على مجموعة من محاور النقاش التي عالجت الأداء المسرحي من خلال التجارب الإخراجية المعاصرة، ودرست تقنيات الأداء السينمائي وسماته التعبيرية الخاصة، كما تناولت تأثير التحول في الذائقة الجمالية على بناء الشخصية الدرامية، قبل أن تتوّج ببحث إمكانات خلق لغة تمثيلية هجينة تنشأ من التفاعل الخلاق بين خشبة المسرح وعدسة الكاميرا. بهذه الرؤية الشمولية، قدّم الملتقى مساحة خصبة للحوار الأكاديمي حول مستقبل فنون الأداء في زمن تتغير فيه الوسائط، وتتشكل فيه جماليات جديدة للتمثيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى