
يتواصل معسكر المنتخب الوطني بمدينة جدة تحسباللمباراة الودية الثانية والتي ستجمعه بعد غد أمام المنتخب السعودي على استاد “الأمير عبد الله الفيصل”، في مواجهة تحمل أبعاداً مختلفة بالنسبة إلى المدرب “فلاديمير بيتكوفيتش”، خصوصا أنها تأتي بعد الفوز الأول على منتخب زمبابوي بثلاثة أهداف مقابل هدف، وفي سياق استعدادات المنتخبين لنهائيات كأس أفريقيا وكأس العرب 2025.
ويعول الناخب الوطني “فلاديمير بيتكوفيتش” كثيرا على هذه المواجهة الودية الثانية أمام المنتخب السعودي، الذي فاز مؤخرا على حامل لقب النسخة الأخيرة من “الكان”، منتخب كوت ديفوار بنتيجة 1-0 بجدة، تحت قيادة المدرب “هيرفي رونار”.
التحضيرات جارية على قدم وساق في مركز التربص، حيث ركز الطاقم الفني على تكثيف التدريبات التكتيكية والفنية، مع محاكاة سيناريوهات المباراة لضمان جاهزية اللاعبين. وشدد “بيتكوفيتش على أهمية التركيز الذهني والانضباط التكتيكي، مؤكداً أن الفريق يسعى لتقديم عرض قوي يعكس صورة الخضر أمام الجماهير،وضمان انسجام التشكيلة المثالية وتحقيق التوازن بين الخطوط، خاصة مع دمج العناصر الشابة مع الخبرة الكبيرة لمحرز وزملائه، لضمان مباراة مميزة أمام السعودية.
ويكتسي هذا اللقاء تحديدا أهمية إضافية، بالنظر إلى المستوى الذي أظهره المنتخب السعودي في لقائه الودي الأول حين فاز على منتخب ساحل العاج بهدف دون رد، وهو ما يجعل اللقاء بمثابة اختبار جدي أمام منافس متماسك، يلعب على أرضه، ويقوده مدرب خبير بالقارة الإفريقية، هو الفرنسي “هيرفي رينار”.
ويتعامل الجهاز الفني للمنتخب الوطني مع هذا الموعد بتركيز لافت، باعتباره فرصة مناسبة لقياس جهوزية التشكيل الأساسي للفريق قبل الاستحقاقات المقبلة، خصوصاً أن “بيتكوفيتش” يدرك طبيعة المنتخب السعودي الذي يجمع بين الانضباط التكتيكي والسرعة في التحولات، إضافة إلى امتلاك لاعبيه خبرة واسعة في المنافسات الكبرى.
ويعتزم الناخب الوطني العودة إلى الرسم التكتيكي (4-3-3) بعدما اعتمد في اللقاء السابق على خطة (3-5-2)، وهو تغيير يرتبط أساساً بعودة القائد “رياض محرز” الذي أعفي من مباراة زمبابوي بسبب تأخر التحاقه بالمعسكر، ما يعني أن بيتكوفيتش يخطط لمنح الفريق شكلاً أكثر توازناً على الأطراف وبناء لعب أوضح من الوسط.
وستبدأ تغييرات بيتكوفيتش من مركز الحراسة، حيث سيعود الحارس “ألكسيس قندوز” إلى التشكيلة الأساسية بعد أن لعب “أسامة بن بوط” اللقاء الأول وقدّم أداءً مطمئناً رغم الهدف الذي تلقاه من ركلة جزاء. وسيتولى الثنائي “عيسى ماندي” و”زين الدين بلعيد” مهمة قيادة محور الدفاع، مع بقاء “رفيق بلغالي” خياراً أساسياً في الرواق الأيمن والتعويل على “ريان آيت نوري” في الجهة اليسرى، فيما يُتوقع إعفاء “جوان حجام” من هذه المواجهة، رغم أن إصابته في اللقاء الماضي لا تدعو إلى القلق، لكن المدرب يفضل عدم المخاطرة به.
أما وسط الميدان، فسيعرف مزيجاً بين الخبرة والديناميكية، إذ سيحافظ “إسماعيل بن ناصر” على مركزه في التشكيلة الأساسية بالنظر إلى حضوره القوي أمام زمبابوي، بينما يعود “هشام بوداوي” ليشكل معه ثنائياً متوازناً في بناء الهجمات وكسر ضغط المنافس، وسينضم إليهما “حسام عوار” الذي يعرف جيداً أجواء الملاعب السعودية منذ انضمامه إلى اتحاد جدة الموسم الماضي، ما يمنحه ميزة إضافية في التعامل مع النسق العالي الذي يميز المنتخب السعودي.
ورغم المستوى الممتاز الذي قدمه “إبراهيم مازة” في المباراة الماضية، إلا أن “بيتكوفيتش” ينوي الاستفادة منه باعتباره ورقة رابحة في الشوط الثاني، خصوصاً في حال احتياج الفريق إلى زيادة الإيقاع أو تغيير شكل اللعب بين الخطوط.ويستعيد خط الهجوم توازنه بعودة “رياض محرز” إلى مركز الجناح الأيمن، وهو اللاعب الذي يُنتظر منه الكثير في هذا اللقاء تحديداً أمام مجموعة يعرفها جيداً من خلال مواجهاته المتكررة ضد الأندية السعودية.
وسيكمل “محمد الأمين عمورة” مثلث الهجوم، باعتباره الأكثر جهوزية وفعالية في الفترة الحالية، بينما سيواصل بغداد بونجاح قيادة الخط الأمامي، مستفيداً من خبرته وتمركزه القوي داخل منطقة العمليات، خصوصاً أن “بيتكوفيتش” يرى فيه لاعباً قادراً على استغلال نوعية الكرات التي يصنعها محرز وعوار من الخلف.
وفي ظل هذه المعطيات، تبدو مباراة السعودية مناسبة مثالية لقياس مدى جهوزية التشكيلة الأساسية التي يعول عليها بيتكوفيتش قبل المرحلة الحاسمة من الإعداد للبطولات المقبلة، خصوصاً أن مواجهة خصم قوي ومتوازن مثل المنتخب السعودي ستوفر مؤشراً مهماً للمدرب حول مستوى الانسجام، وفعالية الرسم التكتيكي الجديد، ومدى قدرة المجموعة على تحمل ضغط المباريات الكبيرة خارج الديار.
م/ش



