
حقّـق قـطاع الصحة بولايـة تلمسان السنتين الأخـيرتين العـديد من الإنجازات التي تؤكد إرادة الدولة وحرصها على ضمان رعاية صحية نوعية للمواطن، أين تم اتخاذ جملة من القرارات التي كرست مبدأ مواصلة تعزيز ما تم انجازه وتدارك النقائص المسجلة، استجابة لتطلعات المواطن في الحصول على خدمة صحية ترقى إلى المستوى المأمول وتخفف من معاناة المرضى.
حيث تكـلّلت هذه الإنجازات بتدعـيم الـقـطاع بالعـديد من المشاريع التي من شأنها إعـطاء دفع للمنظومة الصحية المحلية، وتحقيق قفزة نوعية في التكفل بالمرضى لدى دخولها حيز الخدمة خلال سنة 2024، حيث تم رفع التجميد على عـدد من المشاريع التي طالما نادى بها ساكنة بعض بلديات الولاية، إذ من شأن هذه المشاريع حسب المسؤول الأول على القطاع بالولاية تحقيق قـفـزة نوعية، تمكن من إعادة ضبط وترقية الخريطة الصحية للولاية، وتسهيل المطالبة بتسجيل مشاريع أخرى مستقبلا.
وتتمثل أبرز هذه المشاريع في مشروع إنجاز وحدة الاستعجالات الطبية الجراحية بالمؤسسة العمومية الاستشفائية “شعبان حمدون” بمغنية، التي تتسع لـ60 سريرا، بغلاف مالي يقدر بـ 120 مليار سنتيم، إذ ستسمح هذه الاستعجالات التي فاقت بها نسبة الأشغال 60 بالمائة حال إنجازها، بالرفع من مستوى الخدمات المقدمة، لاسيما فيما يخص العمليات الجراحية المستعجلة، والتي تضم 04 قاعات للعمليات الجراحية، إضافة إلى المستلزمات والمعدات الطبية الضرورية للتكفل الأمثل بالمرضى، كون الاستعجالات الحالية لاتفي باحتياجات المتزايدة للمرضى على مستوى دائرة مغنية والدوائر المجاورة لها.
كما تم صيف 2024، استلام مصلحتين مهمتينبالمستشفى الجامعي، وهما مصلحة متخصصة في الحروق، وكذا مصلحة للإنعاش الطبي، إذ لعبت هذه الأخيرة دورا كبيرا خاصة في فترة الكوفيد 2020/2021، أين لوحظ آنذاك كان هناك نقص في من حيث الهياكل، وقد تمتجهيزها بكل المعدات اللازمة. فضلا، عن استلام عيادة متعددة الخدمات على مستوى بلدية السواحلية بدائرة الغزوات،والتي كانت منجزة ولم تدخل الخدمة، بسبب نقص التجهيزات وبالتنسيق مع مديرية الصحة لولاية تلمسان تم تجهيزها بكل المعدات اللازمة وتدعيمها بمصلحة لطب النساء والتوليد مجهزة بأحدث الأجهزة العصرية، وهوما يخفف عناء تنقل المرضى إلى مستشفى دائرة الغـزوات باستثناء الحالات المستعصية، إلى جانب وضع حيز الخدمة 03 قاعات للعلاج، حيث تم تجهيزها من قبل مكتب الهلال الأحمر الجزائري.
بالموازاة مع ذلك، شهدت بعض قاعات العلاج والعيادات المتعددات الخدمات هي الأخرى ترميمات، فضلا عن تجهيز البعض منها بأحدث التجهيزات والعتاد الطبي، وفي مقدمتها سيارات الإسعاف الطبية مجهزة بالعتاد الطبي، كما استلم قطاع الصحة بولاية تلمسان خلال هذه السنة عـدد من الهياكل العمومية الصحية الجديدة، منها 03 عـيادات متعددة الخدمات بكل من عمير، الحناية وبني وارسوس، مجهزة بكل الأجهزة الطبية بما في ذلك الأشعة والمخبر ومصلحة الولادة، إلى جانب مصلحة لطب جراحة الأطفال بالمستشفى الجامعي تلمسان التي تحتوي على 04 قاعات للعمليات الجراحية، وقاعتين مخصصتين للعمليات الخفيفة، بما في ذلك مصلحة الاستشفاء التي تحتوي على 80 سرير.
وبخصوص المشاريع المبرمجة استلامها مستشفى 60 سرير بدائرة مرسى بن مهيدي، بعدما انتهت به أشغال الانجاز، إذ كان مبرمج وضعه حيز الخدمة تزامنا مع ذكرى عـيد الاستقلال، ونظرا للتأخر في عملية التجهيز بسبب بعض الإجراءات الإدارية والقانونية المتعلقة بدفتر الشروط، خاصة السكانير، والأشعة ومخبر التحاليلوغـيرها، وفور استلام التجهيزات خلال الأيام القليلة المقبلة سيوضع حـيز الخـدمة.
للإشارة، اعـتبر وزير الصحة السابق، “عبد الحق سايحي”، خلال الزيارة التي قادته إلى ولاية تلمسان في جويلية 2025، أن تلمسان ستصبح قطبا صحيا جهويا بامتياز بعد استكمال المشاريع قيد الإنجاز فيها، مؤكدا في سياق تصريحه، أن ولاية تلمسان شهدت تسجيل 10 مشاريع لهياكل صحية هامة، على غرار مستشفى جامعي بطاقة 500 سرير ومستشفى مختص في طب الأورام للأطفال بطاقة 200 سرير وآخر بطاقة 60 سرير ببلدية سيدي الجيلالي، وغـيرها من المشاريع التي يمكنها من التكفل بالمرضى من مختلف ولايات الوطن، سيما من الغرب والجنوب الغربي، واعتبر في هذا الشأن أن بعد استكمال كل المشاريع التي هي قيد الإنجاز، خاصة تلك المتواجدة على مستوى المناطق الحدودية كمرسى بن مهيدي ومغنية وسيدي الجيلالي، ستصبح ولاية تلمسان قطبا صحيا جهويا بامتياز.
الرقمنة لتعـزيـز المكاسب…أداء ونوعــية الـخـدمـات
وتسهـيـل الـولـوج إلـى الـهـيـاكـل الـصـحـية
كشف مدير مديرية الصحة والسكان لولاية تلمسان، في تصريح إعلامي أن مديرية الصحة والسكان لولاية تلمسان، انـتـهـت من عملية رقمنة مختلف الهياكل الصحية التابعة لها، مشيرا إلى وجود برامج، منشأنها تطوير العديد من المنصات الرقمية التي تتكفل بالرعاية الصحـية للمرضى.
حيث تندرج هذه العملية التي مسّـت أكثر من 44 عـيادة متعـدّدة الخدمات للصحة الجـوارية ومصلحة الاستعجالات الطبية الجراحية، للمركز الاستشفائي الجامعي “تيجاني دمرجي” والمؤسسة الاستشفائية المتخصصة الأم والطفل بتلمسان.
كما شملت الرقمنة أيضا المؤسسات العمومية الاستشفائية لكل من بلديات الغزوات، الرمشي، مغنية، ندرومةوسبدو، مضيفا أن مجال الرقمنة يضاف إلى أهم المشاريع المحققة تجسيدا لالتزامات رئيس الجمهورية، في إطار تحسين أداء المؤسسات الصحية وتوفـير أفضل الخدمات للمريض.
رقمنة مختلف الهياكل الصحية التابعة لمديرية الصحة والسكان لولاية تلمسان، تمكّـن من ضبط وتحديد مواعـيد المرضى، وتسيير الفحوصات الطبية عـبر مختلف المصالح، إذ تم تسخير 300 جهاز من حواسيب وشاشات للعرض لضمان السير الحسن لهذه العملية التي تجري بالتنسيق مع عدة شركاء فاعلين من بينهم المديرية العملية لـ “اتصالات الجزائر” بتلمسان، لضمان خدمات ربط بالانترنت لهذه الهياكل الصحية ذات جودة عالية.
بالموازاة مع ذلك، تم تفعـيل التطبيق الإلكتروني الوزاري للملف الطبي الإلكتروني للمريض”DEMdz”، عـبر مختلف مصالح الاستعجالات الطبية الجراحية للمؤسسات الاستشفائية والمركز الاستشفائي الجامعي لتلمسان، والذي يسمح للفرق الطبية المناوبة بالإطلاع على ملفات المرضى بطريقة إلكترونية وهي العملية التي يجري تعميمها تدريجيا على باقي الهياكل الصحية بالولاية.
وقد جاءت العملية تطبيقا لتعليمات الوزارة الوصية في إطار مخطط العمل الخاص بالمريض الذي يشمل 7 محاور من بينها الرقمنة من أجل تحسين الخدمات لفائدة المرضى، حيث تساهم هذه المبادرة في ضبط وتحديد مواعـيد الفحوصات والتحاليل وسرعة التكفل بالمرضى، وتحسين ظروف الاستقبال والتوجيه وتسيير الفحوصات الطبية بمختلف المصالح، خاصة مصلحتي الأشعة والتحاليل الطبية بهدف تقليص فاتورة اقتناء المعدات بهذين المصلحتين ومتابعة نتائجهما عن بعد، من طرف الأطباء بمختلف المصالح.
ارتياح كبير لدى مسيري المؤسسات الصحيةوالمرضى لتوظيف الرقمنة في القطاع
عـملية رقمنة الهياكل الصحية بولاية تلمسان لاقت استحسانا وارتياحا كبيرا لدى مدراء المؤسسات الصحية بالولاية، نتيجة توظيف الرقمنة في تسيير الفحوصات الطبية وتوجيه المرضى، كـون العملية سمحت بتسيير نظام المواعيد بشكل ممتاز، علاوة على تمكين الأطباء عـبر العيادات الصحية من الإطلاع على نتائج الأشعة الخاصة بالمرضى عبر شبكة تواصل داخلية تم إنجازها، والتي من المنتظر توسيعها خلال الأيام القليلة المقبلة لتشمل نتائج التحاليل الطبية وتحرير الوصفات الطبية بطريقة إلكترونية، وإعـداد وصفة الأدوية الخاصة بالصيدلية المركزية للمستشفى الجامعي لتلمسان عـبر منصة رقمية، وكذا تسيير مواعيد إجراء الفحوصات المتخصصة بشكل مضبوط.
كما أن نظام الرقمنة مكن الأطقم الطبية بمختلف العيادات الطبية العمومية من استقبال أكبر عـدد من المرضى يـفـوق الـ 200 مريضا يوميا بالعيادة الواحدة،إلى جانب تقليص استعمال الورق في التعاملات اليومية، ما بين مختلف المصالح الصحية. من جهتهم، عـبّر بعض المرضى بالمؤسسة الصحية عن ارتياحهم لهذه المبادرة، التي اعتبروها مميزة من ناحية التنظيم ومربحة للوقت ومفـيدة في توجيه المرضى نحو مختلف المصالح لإجراء الفحوصات الطبية دون عناء الانتظار.وحسب قولهم، وضعت هذه المبادرة من جهة أخرى حدا لمشكل الطوابير الذي كانت تسوده الفوضى نتيجة عـدم التزام بعض الأشخاص بـدورهم.
هذا وقد نظمت مديرية الصحة والسكان لولاية تلمسان،دوراتتكوينية لتفعـيل الرقمنة، والتي جاءت تبعا لتعليمات وزير الصحة، بتفعيل رقمنة قطاع الصحة في عملية تكوين الأطباء وأعوان الاستقبال على مستوى مصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية والعيادات الصحية، في إطار تفعيل نظام الرقمنة في العلاج ومتابعة المريض، حيث أطر هذه العملية مختصون في الرقمنة وتكنولوجية الإعلام والاتصال من خلال إنشاء تطبيق خاص من طرف مهندسين، يهدف إلى تفعيل عملية متابعة المريض منذ دخوله ومعاينته عبر واجهة رقمية خاصة بكل ملف طبي، وهذا بغية إحداث التغيير الإيجابي في الميدان ومضاعفة الإعلام والتوعية واستغلال الإمكانيات والوسائل التي سخرتها الدولة، مع خلق فضاء للحوار والتشاور والتنسيق وتفعيل قنوات للتواصل مع كل الفاعلين في قطاع الصحة.
كما شملت هذه الدورات التكوينية التي لازالت متواصلة الأطباء والإداريين، وهذا خدمة للمريض وتمكينه من الحصول على مختلف الخدمات الصحية وتحسين ظروف مستخدمي القطاع، يشكل هدفا رئيسا ضمن الرؤية الجديدة لبعـث قطاع الصحة، وفقا لتعليمات وزارة الصحة.
كــوفــيـد19 ســاهــم في تسريع الاندماج إلى الاقتصاد الرقمي بالجزائر
أكـد البروفـيسور “محمد.ع”، مختص في أمراض الأوبئة أن جائحة كورونا كوفيد19، كان لها دورا جدا بارزا في تسريع الاندماج إلى الاقتصاد الرقمي بالجزائر، نظرا لتأثيراتها المتفاوتة على شتى القطاعات الاقتصادية، والتي مست القطاع الصحي، فدعت الحاجة إلى استخدام الرقمنة لتقديم بعض الخدمات للمواطنين القابعين تحت مظلة الحجر الصحي بهدف تفادي نشر العدوى، ومن تم التحكم في مستويات انتشار الوباء.
حيثهذا أسهم في زيادة الوعي بأهمية الخدمات الإلكترونية، الأمر الذي ساعد على تطورها في نفس الفترة، فانتشرت مفاهيم الطب الرقمي، التطبيب عن بعـد، الصيدليات الالكترونية…إلى غير ذلك من المنتجات والخدمات الرقمية. وعليه، سارعت الكثير من المؤسسات الالكترونية في الاستثمار بإنشاء منصات رقمية تتكفل بتقـديم الخدمات الصحية، وأضحت الرقمنة عامل يزيد من جودة الخدمة الصحية وميزة تنافـسية جديدة تسعى المؤسسات الصحية لاستقطابها بهدف عصرنة المرفق الصحي.
وقـد أسهمت جائحة كورونا وبشدة في إطلاق طاقات ابتكارية وإبداعية لفئة الطموحة من الشباب، كسروا الحواجز واضعين مهاراتهم واختراعاتهم تحت التصرف، وبفضل كفاءات جزائرية تم إطلاق منصة رقمية خاصة بالصحة وموجهة للأطباء والمواطنين للانضمام إليها بهدف تلقي خدمات صحية.
وتعتبر هذه المنصة من الحلول الرقمية المسايرة للواقع المعاش، وتزيد من فرص تحسين الرعاية الصحية في ظل الوضع الوبائي، وتهدف هذه المنصة التي أطلق عليها اسم دوكتا “Docta” إلى تنظيم المواعيد الطبية وإدارة المعلومات والملفات الصحية خاصة بالمرضى، كما أن التطبيب عن بعـد لا يعـتبر كعامل لتقدم قطاع الصحة فحسب، بل يتعداه إلى كونه يساهم في إصلاح المنظومة الصحية والاقـتصادية.
ع. أمــيــر