خاص

بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية:

ندوة علمية لطلبة الذكاء الاصطناعي والرياضيات

تقام ندوة علمية بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية،بعنوان “دور المجتمع المدني في تعزيز الصحة النفسية مبادرات وتحديات”، بالإقامة الجامعية “معالمة 4″طلبة الذكاء الاصطناعي والرياضيات،التي نظمت من قبل جمعية “ناس الخير”،وهذا من 5 إلى 15 أكتوبر الحالي.

 

حيث برر الدكتور “بورنان عبد الحكيم” في مداخلته، حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على نفسية المراهقين والشباب، الأبعاد النفسية والاجتماعية لهذه الظاهرة المتنامية في المجتمع الجزائري.

وأوضح أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل يؤدي إلى اضطرابات في المزاج، ضعف التركيز، تراجع الثقة بالنفس والعزلة الاجتماعية، بسبب المقارنة المستمرة مع الآخرين والإدمان على التفاعل الافتراضي، ما يجعل المراهق يعيش حالة من التوتر والقلق الدائم.

كما أشار إلى أن هذه المنصات، رغم فوائدها في التواصل وتبادل المعرفة، أصبحت سيفا ذا حدّين، إذ تسببت في ارتفاع نسب الاضطرابات النفسية، خصوصًا عند الفئة العمرية ما بين 13 و25 سنة.

 

جلسات الاستشارات النفسية “أون لاين” وسيلة فعالة لتقديم الدعم والمتابعة النفسية عن بُعد

وفي هذا السياق، أبرز الدكتور “بورنان” الدور المحوري للأطباء والمعالجين النفسانيين في التكفل بهذه الفئة،من خلال جلسات الاستشارات النفسية عبر الإنترنت “أون لاين”، التي أصبحت وسيلة فعالة لتقديم الدعم والمتابعة النفسية عن بُعد، خصوصًا في الحالات التي تتطلب تدخلاً سريعًا أو عند صعوبة التنقل.

وأكد على ضرورة تعزيز التربية الرقمية داخل الأسرة والمدرسة، وتشجيع الاستخدام الواعي والمسؤول لمواقع التواصل، مع دمج الدعم النفسي في البرامج التربوية لحماية الشباب من الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي، و ركزت الأخصائية “ليندة معامير”، المختصة في علم النفس العيادي بالعيادة المتخصصة بوشنافة بالجزائر العاصمة، في مداخلتهاحول موضوع تعزيز الصحة النفسية في الوسط الجامعي، على أهمية الوقاية والدعم النفسي المستمر لفئة الطلبة.

وأوضحت الأخصائية أن المرحلة الجامعية تُعد من أكثر المراحل حساسية في حياة الفرد، حيث يواجه الطالب خلالها ضغوطات نفسية ودراسية واجتماعية، مما يستدعي الاهتمام بالجانب النفسي بنفس قدر الاهتمام بالتحصيل العلمي، وأشارت إلى أن الكثير من الطلبة يعانون من القلق، الاكتئاب، ضعف التركيز وصعوبات التكيف، وهي أعراض يمكن الحد منها من خلال برامج دعم وإرشاد نفسي مهيكلة داخل الحرم الجامعي.

كما أكدتالأخصائية أن معايير تعزيز الصحة النفسية في الوسط الجامعي، يتطلب تضافر جهود عدة أطراف، من بينها الإدارة الجامعية، الأطباء النفسانيون، الجمعيات الطلابية والأخصائيون الاجتماعيون، وذلك عبر تنظيم ورشات تفريغ نفسي، وجلسات استماع، ومرافقة فردية للطلبة في الحالات الخاصة.ودعت إلى دمج الثقافة النفسية في البرامج الجامعية، وتشجيع الطلبة على طلب المساعدة النفسية دون خجل، لأن الوقاية خير من العلاج، ولأن الصحة النفسية المتوازنة هي الأساس لنجاح الطالب أكاديمياً وحياتياً.

 

ضرورة إدراج جلسات تفريغ نفسي واستشارات دورية داخل الإقامات الجامعية

فيما قدّمت الأخصائية النفسانية “لعموري نوال”، من الإقامة الجامعية معالمة 4 بالعاصمة، مداخلة مميزة حول أهمية المرافقة النفسية الدورية لطلبة تخصصي الذكاء الاصطناعي والرياضيات، مركّزة على البعد النفسي في المسار الأكاديمي لهذه الفئة من الطلبة الذين يعيشون تحت ضغط ذهني ومعرفي كبير، وأكدت الأخصائية أن طلبة هذه التخصصات يواجهون تحديات فكرية عالية، وساعات تركيز طويلة، وتنافساً شديداً، مما قد يؤدي إلى إرهاق نفسي وعقلي إذا غابت آليات الدعم والمرافقة النفسية المنتظمة، وأشارت إلى أن الصحة النفسية الجيدة تسهم في تنمية الإبداع، وتعزز قدرات التحليل والتفكير المنطقي، وهي عوامل أساسية في مجالات الذكاء الاصطناعي والرياضيات.

كما دعت لعموري إلى ضرورة إدراج جلسات تفريغ نفسي واستشارات دورية داخل الإقامات الجامعية، خاصة في التخصصات التي تتطلب مجهوداً ذهنياً مكثفاً، مؤكدة أن الوقاية النفسية المبكرة تساعد الطلبة على تحقيق التوازن بين الجانب العلمي والنفسي، وتجنب الإرهاق أو الانعزال الاجتماعي.وختمت بالتأكيد على أن العناية بالصحة النفسية للطلبة الموهوبين فكريا، هي استثمار في كفاءات المستقبل، داعية إلى تعميم ثقافة المرافقة النفسية داخل كل المؤسسات الجامعية لضمان بيئة تعليمية صحية ومتوازنة.

و ركزت الدكتورة “بوحنيكة إيمان”، طبيبة عامة، في مداخلتها باللغة الإنجليزية، على أهمية التفاعل الإيجابي بين الأطباء وطلبة الجامعات في تعزيز صحتهم النفسية والجسدية على حد سواء.وأوضحت الدكتورة أن التواصل الفعّال بين مقدمي الرعاية الصحية والطلبة الجامعيين يشكل عنصراً محورياً في بناء الثقة والوقاية من الاضطرابات النفسية، مشيرةً إلى أن الفئة الجامعية، كثيراً ما تتعرض لضغوط نفسية مرتبطة بالدراسة، التغيرات الاجتماعية، والتحديات المستقبلية.

كما أكدت أن التفاعل الإيجابي القائم على الاستماع، التفهم والتشجيع يساعد على تعزيز روح المبادرة لدى الطلبة، ويدعم قدرتهم على تجاوز الصعوبات اليومية. وشددت على أهمية توسيع نطاق الجلسات التوعوية والاستشارات الطبية داخل الجامعات لتقريب الطلبة من الأطباء والمختصين.

وختمت “بوحنيكة” مداخلتها بالتأكيد على أن الرعاية الصحية الحديثة لا تقتصر على العلاج فقط، بل تشمل بناء علاقة إنسانية إيجابية تخلق بيئة جامعية صحية، محفزة وآمنة نفسياً، تُمكّن الطلبة من التفوق والابتكار بثقة وطمأنينة.

 

العمل على دعوة المثقفين والإعلاميين إلى المساهمة في نشر ثقافة الوعي النفسي

قدّم الأستاذ “عبد الرؤوف زوغبي”، الأديب والدبلوماسي السابق، وعضو كل من منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف، مداخلة ثرية ومميزة حول أبعاد اليوم العالمي للصحة النفسية، وذلك ضمن فعاليات الأسبوع الوطني للصحة النفسية المنظم بمختلف ولايات الوطن، فالصحة النفسية ليست ترفاً أو خياراً ثانوياً، بل هي أساس التوازن الإنساني، ومفتاح التنمية الشاملة التي تراعي الإنسان كقيمة عليا.

وأوضح أن الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية، هو فرصة لتجديد الوعي الجماعي بأهمية الوقاية، والمرافقة، والدعم النفسي عبر المؤسسات التربوية، الجامعية والمهنية،كما  أن أبعاد هذا اليوم تتجاوز الطابع الصحي البحت لتشمل جوانب اجتماعية، تربوية واقتصادية، داعياً إلى بناء مجتمع متفهم لاضطرابات النفس، خالٍ من الوصم والتمييز، يسهل فيه على الفرد طلب المساعدة دون خجل أو خوف.

ومن يكون دور المنظمات الدولية، خاصة منظمة الصحة العالمية واليونيسف، في دعم البرامج الموجهة لفائدة فئة الشباب والمراهقين، مؤكدا أن الاستثمار في الصحة النفسية هو استثمار في مستقبل البشرية.

ويبقى العمل على دعوة المثقفين والإعلاميين إلى المساهمة في نشر ثقافة الوعي النفسي وتكريس قيم التوازن والرحمة، لأن الإنسان ـ كما يقال ـ “لا يُقاس بعلمه أو ماله، بل بسلامه الداخلي وقدرته على التعايش مع ذاته والآخرين”. وتم هذا، بالإضافةإلى مداخلات أخرى لمتخصصين ونقاشات الطلبة، الجامعيين من المدارس المتخصصة في الرياضيات والذكاء الاصطناعي.

وفي آخر اللقاء، اقترحت “جزائر الخير من طلبة الذكاء الاصطناعي استحداث تطبيق أو منصة رقمية للتواصل المباشر مع الحالات النفسية، وتقديم التوجيه والإرشاد النفسي مع التفاعل مع المعالجين والمختصين.للإشارة، حضر رئيس الجمعية ونائبه “بوروبة العيهار” والأستاذ “بشير دادة” رئيس المجلس الوطني.

ج.غزالي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى