
باتت حلبة الثيران بوهران “لاكوريدا”، المتواجدة بحي الأمير خالد بوهران، تستقطب مئات السياح والزوار من داخل وخارج الوطن، وذلك منذ حلول شهر أكتوبر بحسب حصيلة نشاط المؤسسة العمومية لتسيير حديقة التسلية لوهران.
حيث تستقطب السياح والزوار، كونها معلما تاريخيا وأثريا فريدا من نوعه وذات طابع معماري مميز، ويعمل القائمون على الموقع على تهيئة المعلم وإعادة افتتاحه لاستقبال الزوار وتنظيم فعاليات ثقافية وفنية متنوعة فيه. الحلبة هي معلم تاريخي تركه الإسبان، وهي المعلم الوحيد في الجزائر وتعتبر من المعالم النادرة في قارة إفريقيا.
وفي إطار الزيارات المتكررة لحلبة الثيران بمدينة وهران، استقبل هذا الصرح التاريخي الاسبوع المنصرم عددًا كبيرًا من الزوار الوافدين من مختلف ولايات الوطن، وسياح من إسبانيا، فرنسا، روسيا، الولايات المتحدة الأمريكية، الكويت، الامارات العربية و مصر، بما فيهم سفيرة الولايات “إليزابيث مور أوبين”، والتي دونت بسجل الحلبة، إعجابها بالصرح الثقافي.
وأعرب الزوار عن إعجابهم بالقيمة التاريخية والمعمارية التي تتميز بها الحلبة، معتبرين زيارتهم فرصة ثمينة للتعرف على هذا المعلم العريق ودوره في استضافة العديد من الأنشطة الفنية والثقافية خلال الحقبات الماضية، التي تتميز الحلبة بتصميمها الدائري الفريد ومدرجاتها، مما أثار إعجاب الزوار الذين يزورونها لاستكشاف هذا الإرث التاريخي. وبحسب القائمين على هذه المنشأة، فإنه بعد إعادة تهيئتها، أصبحت الحلبة وجهة سياحية نابضة بالحياة تستقبل الزوار من مختلف الجنسيات، بالإضافة إلى أفراد الجالية الجزائرية في الخارج.
تُستخدم الحلبة اليوم لاحتضان العديد من الأنشطة الثقافية والفنية، بما في ذلك العروض الفنية والمعارض المختلفة، مما يزيد من جاذبيتها، حيث تستقطب عددًا كبيرًا من العائلات من داخل ولايات الوطن، إلى جانب السياح الأجانب، مما يجعلها نقطة جذب سياحي مهمة. للإشارة، فقد تم يعود تاريخ بناء هذه التحفة إلى سنة 1890 رغبة في تلبية طلب السكان ذو الأصول الإسبانية الذين استوطنوا مدينة وهران بعد الاحتلال الفرنسي.
حيث تم بناءها بمادة الخشب ولم تلبث إلا قليلا حتى قضى عليها حريق مهول، مما تطلب إعادة بناءها من جديد، وهو ما قد تم فعلا لكن هذه المرة بمواد صلبة وذلك في سنة 1906 وتم تدشينها في 14 جويلية سنة 1910، تتشابه في هندستها المعمارية مع حلبة «نيم» بفرنسا وحلبة «موسيا» و«لي كورون» بإسبانيا، وهو ما يسمى أيضا بـ «بلازادو توروز»، أي قصر الثيران. وجاءت على نفس تصميم حلبات الثيران التي بُنِيت في عدد من المدن الإسبانية.
وهي تغطي مساحة 4800 م2 وتتميز بشكلها الدائري، كانت تتوفر في الأصل على 4 آلاف مقعد، ثم توسّعت إلى 10 آلاف مقعد في أول عملية توسيع برمجتها السلطات الاستعمارية للمبنى سنة 1954.
توقف نشاط مصارعة الثيران بها سنة 1936 أثناء اندلاع الثورة الإسبانية، ليعود بعد ذلك خصوصا بعد التوسعة في عدد المقاعد كما أشرنا سابقا، ليعود ويتوقف النشاط نهائيا سنة 1960 إبان ثورة التحرير الجزائرية .
تعدت النشاطات التي أقيمت بهذه الحلبة نشاط مصارعة الثيران، حيث أقيمت مباريات لكرة القدم بـ 6 لاعبين، بالإضافة إلى مباريات الملاكمة وظهور بطل فرنسا السابق “هواري قوديح” و”محمد خليفي” وإقامة الحفلات الموسيقية لفرق مشهورة في وقتها كفرقة دكوينتات جاز بلاتارز” وفرقة “هوليداي أونيس” ومباريات المصارعة “الكاتش” وأبطالها كالمصارع “أونج بلون” و”بورو دو بوتين”. أما بالنسبة لمصارعة الثيران، فقد شهدت ساحتها ظهور مصارعين مشهورين كالقرطبص، أوردينازيبي وغيرهم.
منصور.ج