الجهوي‎

القابلة “جودة عائشة” تُطلق نداء من “حاسي القارة”

الكشف المبكر عن سرطان الثدي.. مسؤولية، لا خوف

تُعدّ القابلة “جودة عائشة” اسما لامعا ووجها مألوفا في مجال الرعاية الصحية النسوية بمدينة حاسي القارة ولاية المنيعة. وكمحور ارتكاز في عيادتها “الرحمة” بحي الدوي، لم تكتف”جودة” بتقديم الرعاية الروتينية للأمهات والمواليد، بل حملت على عاتقها رسالة الوعي والتثقيف الصحي.

 

ومع حلول “الشهر الوردي”، المخصص لزيادة الوعي بسرطان الثدي، التقينا بالقابلة “جودة عائشة” في عيادتها لتسليط الضوء على هذا الموضوع الحيوي في حوار مع “بلوبر عمورة” منسق بيولوجي في قطاع الصحة. وفي هذا اللقاء، استكشفنا أهمية الكشف المبكر، ودور القابلة في توجيه السيدات، والإجراءات الوقائية التي يجب على كل امرأة معرفتها. هذه هي خلاصة خبرتها القيّمة ونصائحها التي قد تُساهم في إنقاذ الأرواح، وتحويل الخوف إلى قوة ووعي.

 

كسر حاجز الخوف: الفحص خطوة شجاعة

تشير القابلة “جودة” إلى أن أكبر تحد يواجه حملات التوعية هو حاجز الخوف، حيث إن “الخوف من اكتشاف المرض يجعل كثيرا من النساء يؤجلن الفحص، مما قد يؤدي إلى تأخر التشخيص”. وتشدد القابلة على ضرورة تغيير هذه النظرة، قائلة: “يجب أن نعلم أن الفحص لا يعني الإصابة، بل هو وسيلة للحمايةواكتشاف أي تغيرات مبكرا، مما يزيد فرص الشفاء ويقلل من شدة العلاج”الفحص، وفقا لخبرتها، هو “خطوة شجاعة ومسؤولة تجاه صحتك ومستقبلك”.

 

فوائد لا تُحصى: لماذا الكشفالمبكر هوالمفتاح؟

تُوضح “جودة عائشة” أن الكشف المبكر ليس مجرد شعار، بل هو استثمار حقيقي في الحياة والصحة،ومن فوائده الرئيسيةارتفاع نسبة الشفاء، حيث تتجاوز نسبة الشفاء 90 بالمائة في الحالات المكتشفة في مراحلها الأولى، تخفيف قسوة العلاج من خلال الكشف المبكر حيث يقلل بشكل كبير من الحاجة إلى الجراحة أو العلاج الكيميائي والإشعاعي القاسي،والاطمئنان النفسي الذي يمنح الفحص الدوري المرأة راحة نفسية واطمئنانا دوريا،وكشف الورم قبل انتشاره مما يمنع المرض من التطور إلى مرحلة يصعب علاجها.

 

عوامل الخطر والوقاية: خارطة طريق لحياة صحية

في حديثها عن أسباب المرض، تؤكد “جودة” على أنه “لا يوجد سبب واحد محدد”، لكن هناك عوامل خطر تزيد من احتمال الإصابة، أبرزها التقدم في العمر، والتاريخ العائلي أو الوراثة(طفرة BRCA1 أو BRCA2)، والسمنة، وقلة النشاط البدني.

ولمواجهة هذه العوامل، تُقدم القابلة “جودة” طرقا عملية للوقاية، يجب أن تُصبح جزء من الروتين اليومي:

نمط حياة صحي: الحفاظ على وزن صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام.

الرضاعة الطبيعية: لفوائدها الوقائية المعروفة.

الفحص الذاتي الشهري: يجب على كل امرأة أن تبدأ بإجرائه ابتداءً من سن العشرين.

الفحص السريري والماموغرافي: الفحص الدوري بالأشعة (الماموغرافي) موصى به للنساء من سن 40 سنة فما فوق، أو قبل ذلك إذا وُجد تاريخ عائلي.

 

الفئة المستهدفة ومستقبل العلاج

تُشدد “جودة عائشة” على أن التوعية ليست حكراً على فئة عمرية معينة، فـ”النساء من عمر 20 سنة فما فوق هن الفئة المستهدفة لإجراء الفحص الذاتي”.أما الفحص الدوري، بالأشعة فهو موجه أساسًا لمن تجاوزن سن الأربعين.

وفي ختام اللقاء، تُبين “جودة” أن خيارات العلاج متنوعة وتشمل الجراحة، والعلاج الإشعاعي، الكيميائي أو الهرموني، لكنها تُكرر رسالتها الأهم: “كلما كان الكشف مبكرا، كان العلاج أسهل، وكانت نسبة الشفاء أعلى”.

رسالة القابلة “جودة عائشة” من عيادة “الرحمة” بحاسي القارة هي دعوة للجميع، سيدات ورجالا، إلى تبني ثقافة الوعي، وتحويل القلق من المرض إلى إجراءات وقائية تضمن الصحة والسلامة. حياتكِ تستحق هذه اللحظات من الاهتمام.

الهوصاوي لحسن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى