الجهوي‎

سونلغاز بالمنيعة.. طاقة متجددة للتنمية لتوازن وطني في الجنوب:

مشاريع استراتيجية لتعزيز أمن الطاقة وتحسين البنية التحتية المدرسية

تتسارع وتيرة الاستثمار في البنية التحتية الطاقوية بالجنوب الجزائري، لتتحول من مجرد مشاريع تقنية إلى خيارات استراتيجية، تمس عمق التنمية المحلية وأمن الطاقة الوطني.


وفي هذا السياق، حلّ وفد رفيع المستوى من الشركة الجزائرية للكهرباء والغاز “سونلغاز” بولاية المنيعة، بقيادة السيد “دفدف”، الرئيس المدير العام لشركة سونلغاز الخدمات، وبمشاركة السيد “مازري عبد الحميد”، الرئيس المدير العام لشركة سونلغاز سايغ للصناعات الكهربائية والغازية.
هذه الزيارة لم تكن بروتوكولية، بقدر ما حملت معها رسائل اقتصادية واجتماعية واضحة، تؤكد حرص الدولة على جعل الجنوب ليس مجرد مستهلك للطاقة، بل حلقة مفصلية في استقرار الشبكة الوطنية.

أبراج التوتر العالي.. من مشروع تقني إلى خيار استراتيجي

معاينة مشروع تحضير وتجميع أبراج التوتر العالي، شكّلت أبرز محطات الزيارة. هذا المشروع يتجاوز طابعه التقني، إذ يمثل شريانًا جديدًا للطاقة يربط الشمال بالجنوب، ويعزز استقرار التزويد بالكهرباء بولايات الجنوب، ذات المناخ القاسي والحاجيات المتزايدة، كما أن هذا الاستثمار يعكس رؤية استراتيجية للدولة في تقليص الفوارق الجهوية وضمان عدالة طاقوية، حيث يصبح الجنوب ليس فقط متصلا بالشبكة الوطنية، بل مستفيدا من مشاريع ذات بُعد تنموي شامل.

التعليم كأولوية.. ربط المدارس بالكهرباء والغاز

في موازاة ذلك، لم تهمل سونلغاز بعدها الاجتماعي، إذ أعلنت مديرية التوزيع بالمنيعة عن إتمام ربط 4 مؤسسات تربوية جديدة بشبكتي الكهرباء والغاز الطبيعي. هذه الخطوة ليست مجرد تزويد تقني، بل تعبير عن إرادة سياسية لدعم المدرسة الجزائرية وتوفير بيئة بيداغوجية أفضل للتلاميذ، بما ينسجم مع رهانات إصلاح المنظومة التربوية، فالطاقة هنا تتحول من خدمة مرفقية إلى أداة لإرساء العدالة الاجتماعية، حيث يجد التلميذ في الجنوب نفس ظروف التمدرس التي يحظى بها زملاؤه في الشمال.

قراءة في الدلالات

الزيارة إلى المنيعة تكشف عن مقاربتين متكاملتين، مقاربة استراتيجية تهدف إلى تعزيز أمن الطاقة الوطني وربط الجنوب بالشمال، ومقاربة اجتماعية تستهدف تحسين ظروف المعيشة اليومية للمواطنين، خصوصًا في قطاع حساس كالتعليم. هذا التوازن يترجم رؤية أوسع أن الطاقة ليست غاية في حد ذاتها، بل وسيلة لدعم التنمية البشرية وتعزيز الوحدة الوطنية عبر مشاريع ملموسة على أرض الواقع.
إنّ ما قامت به سونلغاز في المنيعة، يفتح نقاشًا أوسع حول أهمية إدماج البعد الاجتماعي في الاستثمارات الطاقوية، ويبرز أن نجاح أي مشروع لا يقاس فقط بحجم الكيلومترات المضافة للشبكة أو الأبراج المشيدة، بل بقدرته على إحداث فارق في حياة المواطن.

الهوصاوي لحسن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى