
خطوة استراتيجية ضمن برنامج وطني : في إطار السياسة الوطنية الرامية إلى تعزيز الرقابة على نوعية المياه وضمان سلامتها للمواطن، استفادت مؤسسة “الجزائرية للمياه” لولاية المنيعة من مخبر متنقل جديد يُمكّنها من إجراء تحاليل فورية ومعايرة دقيقة لجودة المياه الموزعة، مع القدرة على التدخل الاستعجالي في أي وضعية قد تهدد الصحة العمومية.
وقد تم تسليم هذا المكسب الجديد بإشراف السلطات الولائية، وبحضور ممثلين عن المديرية العامة للجزائرية للمياه، في خطوة تعكس التزام المؤسسة بتحديث أدواتها التقنية والرقابية، وتوسيع شبكة المتابعة الميدانية عبر كافة البلديات والمناطق.
وفي هذا السياق، أكد السيد “صلاح الدين شريط”، المدير المركزي للزبائن والاتصال بالمديرية العامة، أن “توزيع هذه المخابر المتنقلة يدخل ضمن برنامج وطني طموح يخص 125 مخبرا عبر ولايات الوطن، بما يشكّل دعامة أساسية لاستراتيجية المؤسسة في عصرنة الأداء وضمان الاستجابة الفعّالة لحالات الطوارئ”. وأضاف المتحدث أن هذه المبادرة ستسمح بتعزيز ثقة المواطن في نوعية المياه، وتدعيم أسس الوقاية الصحية.
ويرى متابعون للشأن المحلي، أن هذا المخبر المتنقل يمثل نقلة نوعية في تسيير المرفق العمومي للمياه، إذ سيوفر قدرة أكبر على الرصد المبكر والتشخيص الفوري لأي خلل قد يطرأ على الشبكة، مما يساهم في رفع مستويات اليقظة ويعزز من فعالية التدخلات الميدانية. كما يعكس المشروع إرادة الدولة في ضمان خدمة عمومية ذات جودة عالية، ترتكز على حماية صحة المواطن باعتبارها أولوية وطنية.
وبمنظور أشمل، يُعد هذا المشروع رافعة استراتيجية لتعزيز الأمن المائي الوطني، باعتبار الماء موردا حيويا يرتبط بشكل مباشر بالتنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي. فالاستثمار في المخابر المتنقلة لا يُترجم فقط في تحسين الخدمات اليومية، بل يشكّل جزء من رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تأمين الموارد المائية للأجيال القادمة، وترسيخ ثقافة المسؤولية المشتركة بين الدولة والمجتمع في حماية هذا المورد الحيوي.
الهوصاوي لحسن