الجهوي‎

ثانوية “ديدوش مراد” بالمنيعة.. صرح تربوي يترجم رهانات التنمية في قلب الصحراء

من مدرسة للتعليم إلى فضاء متكامل لصناعة قادة المستقبل

مع انطلاقة الموسم الدراسي الجديد، تفتح ثانوية “ديدوش مراد” بالمنيعة أبوابها لتلاميذها، وهي تحمل رسالة أعمق من مجرد تلقين المعارف. لقد تحولت هذه المؤسسة، عبر سنوات من الجهد والتطوير، إلى فضاء تربوي متكامل يجمع بين جودة التعليم، العناية الاجتماعية والرعاية الصحية، لتصبح رمزاً للرهان الوطني على الاستثمار في الإنسان.

إن نجاح هذه الثانوية لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة رؤية واضحة ودعم متواصل من مختلف المستويات، فتهيئة 32 قاعة دراسية وتجهيزها بما يلائم متطلبات التحصيل العلمي، يعكس حجم العناية اللوجستية التي توفرها السلطات، بدعم مباشر من مديرية التربية بقيادة “أولاد قويدر خودير”، ومتابعة دقيقة من والي الولاية “بن مالك مختار”، الذي يؤكد أن التعليم يشكل محور التنمية المحلية المستدامة.

كما تجسد الدولة التزامها بخدمة الطالب من خلال مبادرات عملية، أبرزها افتتاح المطعم المدرسي الجديد، الذي يشكل إضافة نوعية تعكس الرؤية الرئاسية في جعل المدرسة فضاءً متكاملا. فالأمر لا يتعلق فقط بتقديم وجبات غذائية، بل بتوفير ظروف تعزز التركيز والتحصيل، وتقلل من مشقة التنقل، وهو ما يمنح للتلميذ فرصا أفضل لتحقيق النجاح.

وفي بُعد آخر لا يقل أهمية، تبرز مبادرة “أسبوع الصحة المدرسية”، التي أشرفت عليها الدكتورة “بن خليفة زينب”، لتؤكد أن المدرسة فضاء لبناء وعي صحي يرافق التلميذ في مسيرته. فالتربية الصحية، عبر ورشات عملية حول النظافة والتغذية السليمة، تكمل دور التعليم الأكاديمي، لتصنع جيلا أكثر وعيا بسلامة جسده وعقله.

وفي تصريحها، أكدت مديرة الثانوية “خارف ربيعة” أن المؤسسة تسعى إلى تمكين التلاميذ من تجاوز حدود الطموح إلى تحقيق الإنجاز، معتبرة أن “طلاب اليوم هم قادة الغد”، وهي رسالة تعكس رؤية استراتيجية ترى في كل تلميذ مشروع مواطن فاعل في خدمة الوطن. إن ثانوية “ديدوش مراد” بالمنيعة ليست مجرد جدران أو مقاعد دراسية؛ بل هي نموذج حي لمدرسة المستقبل، حيث تتضافر جهود الدولة والطاقم التربوي والمجتمع المحلي لبناء جيل مسلح بالعلم والمعرفة، وقادر على مواجهة تحديات الغد بثقة واقتدار.

 

الهوصاوي لحسن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى