محلي

وهران تعيش أجواء دخول مدرسي استثنائية

بين فرحة العودة للمدرسة ولقاء الزملاء

عاشت ولاية وهران أجواء استثنائية اليوم ، وهي تشهد عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة وولوج أكثر من 5000 تلميذ جديد لأول مرة، برسم السنة الدراسية الجديدة 2026/2025.

 

حيث التحق 451.381 تلميذا بمقاعد الدراسة في الأطوار الثلاثة (الابتدائي، المتوسط والثانوي)، عبر 952 مؤسسة تربوية موزعة عبر تراب الولاية، منها 20 مؤسسة جديدة تتكون من 12 مدرسة ابتدائية، 5 متوسطات، ثانويتين ونصف داخلي بأقسامهم، في جو يطبعه فوضى اللقاء بعد شوق فراق دام 3 أشهر، انقطعت فيه أخبار الكثير منهم، وعودة لقائهم بأساتذتهم.

فيما صنع تلاميذ الابتدائي الاستثناء، وهم يتباهون بملابسهم وتسريحات شعورهم، ومعظمهم يحمل محفظته، معلنا انطلاقته في مهمة جديدة وهي تحصيل العلم والتفوق على نظرائه، بينما القلة منهم من تمسكوا بأيدي أوليائهم رافضين الالتحاق بالمدرسة. وكان والي وهران “سمير شيباني” والي الولاية إلى جانب مدير التربية الوطنية لولاية وهران قد أشرفا على الدخول الرسمي انطلاقا من الثانوية الجديدة “زعزع عبد الرحمن”، التي استلمت مؤخرا بحي 1201، كوسيدار ببئر الجير.

كما كان الحضور الأمني لافتا، سواء بالنسبة الشرطة أو الدرك الوطني، من خلال تنظيم سير المركبات بالقرب من المؤسسات التربوية، في مرافقة سمحت بضمان سير التلاميذ خاصة الصغار باندفاع وتسابق للوصول بأقصى سرعة إلى ساحة المدرسة.

 

التحاق 2400 تلميذ من ذوي الهمم بمقاعد الدراسة

وفيما يخص فئات ذوي الهمم، فيقدر عددهم بـ 2400 تلميذ، موزعين على مختلف المؤسسات التربوية العادية والمختصة، منهم من يدرس بمدارس مختصة بذوي الهمم ومنهم من يدرس ضمن المؤسسات التربوية العادية عن طريق الأقسام المدمجة، والتي يناهز عددها 42 قسما، موزعين عبر مختلف المؤسسات التربوية. كما تم تخصيص 300 مليون سنتيم، سمحت باقتناء 440 من الأدوات والأجهزة التي تساعد على تنمية القدرات العقلية والذهنية لتلك الفئة، التي تحتاج إلى طريقة خاصة من أجل اكتساب العلم والمعرفة، لاسيما ما تعلق بأدوات الحساب والأشغال الهندسية، إضافة إلى الأدوات المتعلقة بطريقة “البراي” بالنسبة للمكفوفين، ناهيك عن أولئك الذين يعانون من تأخر ذهني.

يذكر أن مديرية النشاط الاجتماعي وزعت 80 ألف منحة مدرسية (5000دج) لفائدة العائلات المحتاجة و2900 محفظة مدرسية، بينما تواصل الجمعيات توزيع المحافظ المدرسية على المحتاجين.

 

إدماج 3170 أستاذا متعاقدا وتعيين 24 مديرا جديدا 

وفي خضم اجتهاد مديرية التربية بولاية وهران، لتوفير كل الظروف اللازمة لضمان موسم دراسي ناجح، وفي إطار برنامج قرار وزارة التربية الوطنية، القاضي بإدماج الأساتذة المتعاقدين في مناصبهم، فقد كان لوهران فرصة إدماج 3170 أستاذا متعاقدا في مناصب قارة ودائمة بمختلف الأطوار التعليمية، إضافة إلى 50 أستاذا جديدا يدمجون مباشرة، قادمين من المدرسة العليا للأساتذة.

ولضمان سيرورة جيدة للمؤسسات التربوية، فقد تم تعيين 24 مديرا، منهم 14 مديرا في مستوى التعليم المتوسط و7 مدراء في التعليم الثاني في الطور الثانوي، بينما شهدت المنصة الوطنية بعنوان الدخول والخروج في إطار الحركة التنقلية للأساتذة دخول 212 أستاذا جديدا إلى ولاية وهران، كما أن 200 عامل مهني سيكون لهم دورا مهما في الإبقاء على السيرورة العادية للمؤسسات التربوية.

 

استلام هياكل تربوية جديدة في انتظار أخرى خلال هذا الفصل

وفي ظل عمليات الترحيل السكني الذي تشهده ولاية وهران، فإن عديد المشاريع الخاصة بإنجاز المؤسسات التربوية تعرف تفاوتا في الإنجاز على مستوى المناطق السكنية الجديدة، حتى يتمكن التلاميذ من مزاولة دراستهم بالقرب من سكناتهم الجديدة، عوض التنقل لمسافات طويلة أو البقاء بمؤسساتهم السابقة.

حيث دخلت ثانويتين، 4 متوسطات و12 مجمعا مدرسيا، إضافة إلى أقسام التوسعة التي بلغت 69 قسما، حيز الاستغلال بداية من الدخول المدرسي، في انتظار جاهزية عديد المشاريع التي تشرف على نهايتها، معظمها سيسلم مع نهاية السنة الجارية 2025، لتدخل حيز الخدمة مباشرة، إلى جانب استلام عديد المطاعم المدرسية التي ستسمح لضمان وجبات ساخنة للتلاميذ.

كما تم إخضاع عديد المؤسسات التربوية، لاسيما المدارس الابتدائية منها إلى عمليات ترميم وإعادة تهيئة، شملت الطلاء، إعادة تركيب النوافذ والأبواب، السبورات المكسورة، تصليح سقوف الأسطح بالنسبة لحجرات التدريس، إعادة تهيئة شبكات الصرف الصحي والمياه، إعادة تهيئة دورات المياه، تنظيف الساحات ومحيط المؤسسات التربوية، تصليح شبكتي الإنارة والتدفئة تحسبا لموسم الشتاء.

 

الصحة المدرسية… برنامج ثري بمرافقة الأطباء

ولأن نجاح الدراسة يكون بتوفر صحة جيدة للتلاميذ، فقد اختارت وزارة الصحة أن تخصص أسبوعا صحيا لفائدة التلاميذ، تحت إشراف أطباء عامونومختصون.

وفي هذا الشأن، فقد سخرت مديرية الصحة لولاية وهران 85 طبيبا عاما و93 طبيبا جراح أسنان و57 طبيبا نفسيا، إلى جانب 4 أطباء مختصين في الأرطوفونيا. هؤلاء الأطباء سيكونون في خدمة 448000 تلميذ في مختلف المستويات، للاستجابة الفورية في حال حدوث طارئ صحي للتلاميذ، وكذلك الكشف عن الوضع الصحي لهم، حتى تتم المرافقة العلاجية من البداية، ناهيك عن إعطاء الصورة والمعطيات الصحية الحقيقية للأطقم التربوية من أجل ضمان معاملة خاصة للأطفال أو التلاميذ الذين يعانون من أمراض وأعراض خاصة، من طرف الأطقم التربوية تجنبا للإحراج أو تأثير ذلك على نفسيتهم أمام زملائهم أثناء الدراسة.

وتجدر الإشارة، إلى أن مديرية الصحة لولاية وهران سخرت تخصصات طبية جديدة لتسهيل المرافقة الطبية لهم، على غرار تخصصات التنفس، الغدد وكذا القلب، وهو ما سيسمح للتلاميذ بتلقي متابعات خاصة عبر وحدات الكشف التي سخرتها مصالح مديرية الصحة على مستوى إقليم الولاية، حفاظا على نفسية التلميذ وتفعيلا للتكفل الصحي الذي تضمنه الدولة الجزائرية لأبنائها.

 

توفير حافلات النقل للتلاميذ للبعيدين عن مؤسساتهم التربوية

وحفاظا على تواجد التلاميذ بمؤسساتهم التربوية في الوقت المحدد، فقد قامت السلطات المحلية لولاية وهران، بالتنسيق مع مديرية النقل، بوضع مخطط خاص لتوفير حافلات نقل توجه لنقل التلاميذ خلال دوامهم.

وفي هذا الشأن، فإن الحافلات المدرسية ستكون تحت وصاية البلدية مباشرة، تنقل التلاميذ البعيدين عن مدارسهم، وقد تم ذلك، على غرار بلدية قديل التي خصصت 6 حافلات نقل، لتتكفل بنقل التلاميذ بقرية “بن ملوكة” الذين سينتقلون عبر الحافلات إلى متوسطة “حمادة حبيب”، وتلاميذ كريشتل إلى الثانوية ببلدية قديل مقر، ناهيك عن التلاميذ الذين يسكنون بالمناطق المبعثرة أو ما يعرف بـ “المزارع”.

بينما ستوجه حافلة لنقل التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة (طيف التوحد)، إلى المركز المتخصص بأرزيو، في الوقت الذي سيتم السهر على نقل تلاميذ مدرسة “حسان بن ميمون” إلى مدرسة “مالك بن نبي”، من أجل تلقي دروسهم طيلة الفصل الأول، في انتظار جاهزية مدرستهم التي تخضع لعملية ترميم شاملة، على أمل استلامها مع نهاية الفصل الدراسي الأول.

 

العمل على القضاء على النقاط السوداء بلاسيرا، مسرغين وحاسي بونيف

وفي إطار السعي لاستلام جميع الهيكل التربوية، فإن والي وهران يواصل إشرافه الشخصي على متابعة وتيرة الإنجاز بمختلف المشاريع التي مازالت قيد الإنجاز.

حيث صرح أمس، لدى زياراته المتفرقة لمختلف الهيكل التربوية التي استقبلت التلاميذ، والتي مازالت عبارة عن ورشات بناء، بأن كل الجهود ملقاة من أجل إنهاء هاته المشاريع التي تعتبر ضرورية لضمان توفر جو مناسب للتلاميذ والأساتذة للدراسة، وتسليمها في أقرب الآجال، على غرار 8 مجمعات مدرسية، 4 متوسطات و3 ثانويات، ستفك الضغط عن المؤسسات التربوية وتحل مشكل اكتظاظ الأقسام، وذلك بالمناطق التي عرفت عمليات ترحيل مكثف على غرار القطب السكني “أحمد زبانة” بمسرغين، التابع لدائرة بوتليليسو”لاسيرا” التابع لدائرة وادي تليلات، إضافة إلى بلدية حاسي بونيف.

يذكر أنه تزامنا مع الدخول المدرسي، فإن الأسواق الجوارية لبيع الكتب مازالت مفتوحة أمام العائلات وتتواصل إلى نهاية الشهر الحالي.

ميمي قلان 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى