ترأس والي ولاية مستغانم، السيد أحمد بودوح، اجتماع عمل موسع خصص لمناقشة جملة من الملفات الهامة، بحضور السيد إدريس عباسة رئيس المجلس الشعبي الولائي، الأمين العام للولاية بالنيابة، رئيس الديوان، رؤساء الدوائر، المفتشة العامة للولاية، إلى جانب المدراء التنفيذيين.
التحضيرات لموسم الخريف والشتاء
في مستهل اللقاء، تم التطرق إلى الإجراءات الاستباقية الخاصة بموسم الخريف والشتاء، حيث قدم مدير الحماية المدنية عرضاً حول التحضيرات الميدانية لمواجهة مخاطر الفيضانات، مع تحديد النقاط السوداء عبر تراب الولاية.
وأشار إلى توفر مخزون أمني ولائي معتبر يضم 862 خيمة، 2793 سريراً للتخييم، 3390 بطانية، و2825 فراشاً، إلى جانب تعزيز هذا المخزون بمبادرة من السيد الوالي الذي رصد 3 مليار سنتيم من ميزانية الولاية لسنة 2025 لدعم وسائل الإيواء المؤقت.
وأكد السيد الوالي في هذا السياق على ضرورة التأكد من أن أماكن الإيواء المؤقت تتوفر على المياه الصالحة للشرب، الصرف الصحي، والإنارة العمومية، وأن تكون قريبة من الشبكات الحيوية، مشدداً على أهمية التسيير الاستباقي للكوارث الطبيعية. وأضاف أن “الكارثة لا تنتظر، ولابد من تسخير كل الإمكانيات الممكنة لمجابهة المخاطر”، مع تأكيده التزام الولاية بدعم المخزون الأمني سنوياً.
تدابير مديرية الري والأشغال العمومية
من جهتها، أكدت مديرية الري والديوان الوطني للتطهير مباشرتها سلسلة من التدابير الاستباقية شملت تحيين جرد النقاط السوداء، تفعيل فرق التدخل، وتكثيف حملات تنظيف شبكات التطهير،وفي هذا السياقشدد السيد الوالي على منح مهلة 10 أيام لتنظيف البالوعات ومعالجة النقاط السوداء.
أما بالنسبة لمديرية الأشغال العمومية، فقد دعا السيد الوالي إلى تغيير منهجية العمل باعتماد نظام التعويض وتشغيل العمال أيام العطل (الجمعة والسبت)، إضافة إلى تسليم ألبسة العمل للعمال. كما وجه تعليمات صارمة بخصوص تنظيف مداخل ولاية مستغانم، وتوفير الإنارة العمومية بمنطقة سيدي العجال.
وكشف السيد الوالي عن التحضير لإنشاء وحدة جديدة عبر مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني ستتكفل بعمليات التنظيف إلى جانب مؤسسة “مستغانم نظيفة”، مؤكداً على ضرورة مضاعفة الجهود لتكثيف عمليات التطهير خاصة في النقاط السوداء مثل بوقيرات مركز خلال تساقط الأمطار. كما شدد على ضرورة إيجاد حلول عملية للحد من ظاهرة سرقة أغطية البالوعات.
اعذار 719 محلا وغلق 35 آخرا جراء التسممات الغذائية
وفي النقطة المتعلقة بالتسممات الغذائية، قدمت مديرية الصحة حصيلة تدخلاتها، حيث تم منذ مطلع السنة إلى غاية اليوم تنفيذ 2986 خرجة تفتيشية بالتنسيق مع مصالح مديرية التجارة، أعذر خلالها 719 محلاً مع تسجيل 35 حالة غلق تحفظي أو عقابي بسبب مخالفات مرتبطة بالنظافة أو عرض مواد منتهية الصلاحية، وشدد السيد الوالي أن “صحة المواطن خط أحمر ولن يُسمح مطلقاً بأي تهاون أو تلاعب يتعلق بسلامة المستهلك”، مؤكداً أن السلطات العمومية لن تتسامح مع أي تجاوزات تهدد الصحة العمومية، وأن الإجراءات الردعية ستكون صارمة وحازمة ضد المخالفين.
10 أيام فقط مهلة لإجراء مسح شامل عبر الأحياء للتموين بالماء الشروب
وفي ملف التموين بالمياه الصالحة للشرب، أبدى السيد الوالي استياءه من الانقطاعات المتكررة واعتبرها “غير مقبولة بأي حال”، موجهاً تعليمات صارمة لمصالح الجزائرية للمياه بضرورة معالجة التسربات وضمان التموين المنتظم. كما أمهل الوحدة الولائية 10 أيام فقط لإجراء مسح شامل عبر الأحياء والقرى والدوائر، وتقديم تقرير مفصل حول وضعية التزويد والتأكد من وصول المياه إلى حنفيات المواطنين.
كما دعا السيد الوالي إلىتنظيم حملات تحسيسية واسعة للمواطنين، خاصة عبر الشواطئ، بخصوص الوقاية من التسممات الغذائية،تجنيد كافة عمال وحدة الجزائرية للمياه على مدار 24 ساعة لضمان توفير المياه للسكان.
إجراء تشخيص دقيق لوضعية التزويد عن طريق مسح ميداني حيّاً بحيّ ودواراً بدوار من طرف المسؤولين المحليين ووحدة الجزائرية للمياه.
وفي ختام الاجتماع، شدّد السيد الوالي على أن نجاح هذه التدابير لا يتحقق إلا بالعمل الميداني الجاد والتنسيق المحكم بين مختلف المصالح، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تتطلب تعبئة شاملة ويقظة دائمة لمواجهة أي طارئ. كما دعا إلى جعل خدمة المواطن في صدارة الأولويات، باعتبارها جوهر عمل الإدارة وأساس الثقة بين المواطن والدولة.
مختار. م
