اقتصاد

الالواح الشمسية.. دول عربية تضخ أموالا طائلة في المجال

بدأت العديد من الدول العربية تولي اهتماما بالغا للإستثمار في الألواح الشمسية. وبالتالي ضخ أموال كبيرة في هذا القطاع. كي تلج مجال أكبر صناع للألواح الشمسية على غرار الصين. الولايات المتحدة وكندا.


 

وحسب التقارير الحديثة للخبراء، فإنّ 5 دول عربية أصبحت تجتذبها هذه الصناعة في محطات الطاقات المتجددة وتولي لها اهتماما كبيرا، حيث هناك أكثر من 20 شركة تخطط لهذا المسعى في نطاق أسواق الشرق الأوسط، على رأسها مصر وعُمان والسعودية وقطر وسلطنة عمان. حيث نجحت أكبر 10 شركات مصنعة للألواح الشمسية الكهروضوئية السنة الماضية، في تسليم نحو 500 غيغاواط من الألواح، لتحقق رقمًا قياسيا جديدًا يقترب من ضعف العام السابق له.

وعليه فإن صناعة الألواح الشمسية تمثّل فرصة أمام الدول العربية لتحقيق مستهدفات توطين صناعة الألواح الشمسية وتقليل الواردات، خاصة في زخم وسط ما تشهده دول المنطقة من انتعاش واضح في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة خلال السنوات الأخيرة.

 

مصر تلج السوق المحلي

بدأ مصر في ولوج مجال صناعة الألواح الشمسية محليا، وذلك ضمن الأهداف التي سطرتها كمرحلة اولى لتحقيق مستهدفات توطين صناعة الطاقة المتجددة وعدم الاعتماد على الاستيراد، خاصة وإنها وسط ما تشهده من مشروعات ضخمة.

وعليه فإنّ مصر تخطط لأن تكون جميع الألواح الشمسية لديها مصنّعة محليًا بحلول عام 2030، ليدعم ذلك خطط رفع حصة الطاقة المتجددة بمزيج توليد الكهرباء إلى 42 بالمائة بحلول 2030، على أن ترتفع لأكثر من 60 بالمائة عام 2040. وفي ديسمبر 2024، وقّعت مصر ممثَّلةً في الشركة العربية للطاقة المتجددة التابعة للهيئة العربية للتصنيع، عقد إنشاء مشروع صناعي مشترك للألواح الشمسية، مع شركة صن شاين برو السويدية، حيث يتضمن العقد إنشاء خط إنتاج بقدرة 1 غيغاواط سنويًا بمسمى “مصنع الطاقة العربي السويدي ASEF”.

كما أن مصر، لديها مصانع للألواح الشمسية، لكن معظمها يركّز على التجميع فقط، دون تغطية احتياجات السوق المحلية، ولعل أهم هذه الاستثمارات مصنع متخصص في تصنيع الألواح والخلايا والسخانات الشمسية والزجاج الشمسي بمحافظة قنا، إلى جانب خط إنتاج للألواح الشمسية تابعًا للشركة العربية للطاقة المتجددة، بالإضافة إلى مصنع آخر تابع لشركة بنها للصناعات الإلكترونية، بقدرة إنتاجية 50 ميغاواط سنويًا.

ورغم إرتفاع سعة توليد الطاقة الشمسية في مصر إلى 3.12 غيغاواط بنهاية العام الماضي، وتدشين مشروعات جديدة، ومنها محطة أبيدوس 1 للطاقة الشمسية في محافظة أسوان بسعة 500 ميغاواط، غلا أنّ مصر تبقى رابع أكثر الدول العربية استيرادًا للألواح الشمسية الصينية بسعة سجلت 1.06 غيغاواط خلال 2024، حسب ما أفاد به تقرير الخبراء.

 

السعودية ترسِّخ مكانتها عالميًا

من جانبها، المملكة العربية السعودية لا تخفي طموحاتها في ولوج مجال صناعة الألواح الشمسية ضمن مخططاتها الإستراتيجية لرؤية 2030، وعليه  سارعت إلى توطين هذه الصناعة وترسيخ مكانتها بصفتها مركزًا عالميًا لصادرات منتجات وخدمات الطاقة المتجددة، وبالتالي قفزت سعة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في السعودية بنسبة سنوية 326 بالمائة، لتصل إلى 3.3 غيغاواط بنهاية 2024، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.حيث وقّع صندوق الاستثمارات العامة السعودي اتفاقية إنشاء أكبر مصنع ألواح شمسية في المملكة، مع شركة جينكو سولار الصينية، أكبر مصنّعي الألواح الشمسية في العالم. ويتضمن الاتفاق الموقَّع في جويلية 2024 إنشاء مصنع ألواح شمسية بطاقة إنتاجية 10 غيغاواط سنويًا، بكلفة استثمارية مليار دولار.

كما قامن السعودية ايضا بتوقيع العام الماضي اتفاقية لتوطين صناعة السبائك والرقائق بسعة 20 غيغاواط سنويًا، ضمن سلسلة إمداد الألواح الشمسية، بالشراكة بين “لوماتيك إس إي بي تي إي المحدودة”، وشركة رؤية للصناعة السعودية. وإلى انب ذلك فغنها تملك مصنع لإنتاج الألواح والخلايا الشمسية يعمل منذ عام 2010، في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، كما تحتضن مدينة تبوك الصناعية مصنعًا لإنتاج الألواح الشمسية بطاقة إنتاجية 1.2 غيغاواط، وبدأ الإنتاج منذ 2021. ويأتي ذلك، مع قفزة سعة الألواح الشمسية التي استوردتها السعودية من الصين إلى 16.44 غيغاواط خلال العام الماضي، مقابل 7.95 غيغاواط عام 2023.

 

سلطنة عمان بيئة محفزة

بدورها، تعدُّ سلطنة عمان بيئة محفّزة لإنشاء مصانع للألواح الشمسية، حيث وضمن الإستراتيجية الجديدة للبلاد، فإنها تستهدف رفع نسبة الطاقة المتجددة إلى 30 بالمائة بحلول عام 2030، على أن تنمو لـ39 بالمائة في 2040. كما أنها في جذب استثمارات لتوطين صناعة الطاقة الشمسية، على غرار بدء شركة “يونايتد سولار” تنفيذ مصنع لإنتاج مادة البولي سيليكون باستثمارات 1.35 مليار دولار، وهي مادة أساسية في إنتاج الخلايا الشمسية، إلى جانب توقيعها في نوفمبر 2024 مع  شركة “جيتاي سولار” الصينية، اتفاقية تأجير أرض لإنشاء مصنع متقدم لإنتاج الألواح الشمسية في المنطقة الحرة بصحار، بقدرة إنتاجية 5 غيغاواط سنويًا.

كما تستهدف شركة “جيه إيه” الصينية إقامة مصنع في عمان بطاقة إنتاجية 6 غيغاواط من الخلايا و3 غيغاواط من الألواح، باستثمار يبلغ 564 مليون دولار، ثم ارتفعت سعة توليد الطاقة الشمسية في سلطنة عمان إلى 1.68 غيغاواط خلال 2024، بدعم من بدء الإنتاج التجاري من محطة منح 2 للطاقة الشمسية بطاقة 588 ميغاواط، قبل موعدها بـ4 أشهر. وعليه فإنّ البيانات التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة، بلغت سعة واردات سلطنة عمان من الألواح الشمسية الصينية نحو 2.45 غيغاواط.

 

قــطـر

في السياق ذاته، تشهد دولة قطر تحركًا نحو تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية مع امتلاكها سعة توليد الكهرباء من المصدر الشمسي تبلغ 703 ميغاواط، لتكون بيئة جاذبة لكبار مصنّعي الألواح الشمسية. ويرصد الرسم البياني التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أكثر الدول العربية توليدًا للكهرباء من الطاقة الشمسية:

 

الألواح الشمسية الصينية تلقى رواجا في الخليج العربي

توضح بيانات جمعتها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أنّ 3 بلدان خليجية في المنطقة، تعتبر أكثر الدول العربية استيرادًا للألواح الشمسية الصينية في سعة الواردات، وذلك ضمن مشروعات طاقة شمسية ضخمة الأكبر عالميًا، حيث بلغت 29.38 غيغاواط خلال العام الماضي.

وحسب نفس التقرير، فإنّ المنطقة العربية تتميّز بمعدل شمسي من بين الأعلى عالميًا، وهو ما يدعم مواصلة تصدُّر دول المنطقة سوق الطاقة العالمية مع تحقيق الاستدامة ومحاربة الانبعاثات الضارة بالبيئة. وكانت وحدة أبحاث الطاقة قد رصدت، أن دول المنطقة في طرح المزيد من مشروعات الطاقة الشمسية الضخمة للتنفيذ بقيادة السعودية، التي تشهد إسراعًا في تنفيذ خطّتها للطاقة المتجددة، بالإضافة إلى قطر وعمان والجزائر، وفقًا للأرقام التالية:

السعودية: 16.44 غيغاواط.

عمان: 2.45 غيغاواط.

مصر: 1.06 غيغاواط.

المغرب: 1.05 غيغاواط.

 

محطة طاقة شمسية في السعودية

وتصدّرت السعودية القائمة بفارق كبير بسعة بلغت 16.44 غيغاواط، في ظل مشروعات الطاقة الشمسية الضخمة التي تعمل البلاد على تنفيذها، مثل مشروع الشعيبة بسعة 2.63 غيغاواط، ومحطة الرس 2 للطاقة الشمسية بطاقة 2 غيغاواط، وغيرها. وفي نهاية العام الماضي، نجحت عمان في بدء التشغيل التجاري لمحطة منح 2 للطاقة الشمسية بسعة 588 ميغاواط، قبل موعدها بـ4 أشهر. وجاءت مصر بقائمة أكثر الدول العربية استيرادًا للألواح الشمسية الصينية خلال 2024، بسعة بلغت 1.06 غيغاواط. جاءت تونس في المركز بقائمة أكثر الدول العربية استيرادًا للألواح الشمسية الصينية خلال العام الماضي، بسعة بلغت 0.71 غيغاواط، وتلتها في الترتيب دولة قطر، بسعة استيراد من الألواح الشمسية الصينية وصلت إلى 0.63 غيغاواط، ثم اليمن، بقدرة 0.62 غيغاواط. بينما جاء الأردن  بسعة استيراد بلغت 0.55 غيغاواط، وفي المركز الأخير بقائمة أكثر الدول العربية استيرادًا للألواح الشمسية الصينية حلّ لبنان، بقدرة 0.46 غيغاواط.

وعلى صعيد الدول الأخرى، استورد العراق 0.43 غيغاواط من الألواح الشمسية الصينية، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة، كما ارتفعت واردات الجزائر من الألواح الشمسية الصينية خلال العام الماضي، بسعة 0.36 غيغاواط، بالتزامن مع عام حافل بإطلاق العديد من مشروعات الطاقة الشمسية بعد تأخُّر عدّة سنوات.

محمد الأمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى