
ستدخل الملحقة الثانوية المحولة ببلدية قرطوفة في ولاية تيارت حيز الخدمة بدء من الموسم الدراسي القادم، لتوفر بذلك حلا جذريا لمشكلة التنقل اليومي التي كان يعاني منها أكثر من 400 تلميذ في المرحلة الثانوية. هذا القرار التاريخي، سيضع حدا لمشوار التنقل المرهق خارج حدود بلديتهم، في خطوة تمثل استثمارا حقيقيا في مستقبل أبناء المنطقة.
فقد كان طريق العلم لتلاميذ قرطوفة ليس سهلا على الإطلاق، حيث كانوا يضطرون يوميا لقطع مسافات طويلة بين بلديتهم وبلدية الرحوية، أو حتى عاصمة الولاية، وهو ما كان يؤثر سلبا على تركيزهم وتحصيلهم الدراسي. بفضل هذه المبادرة، بات بإمكانهم التركيز على دراستهم في بيئة تعليمية أقرب وأكثر استقرارا، مما سيعود بالنفع على أدائهم الأكاديمي.
وفي هذا السياق، أكد رئيس بلدية قرطوفة، السيد “لعرج عبد القادر”، أن “هذا التغيير لا يقتصر على الجانب اللوجستي فحسب، بل يمثل دفعة قوية لتحسين الأداء التعليمي في البلدية ككل”، وأضاف أن توفير هذه المؤسسة التعليمية الجديدة سيخلق مناخا تعليميا أفضل، ويعزز من فرص النجاح للتلاميذ.
هذا التحول في قرطوفة ليس حالة منفردة، بل يندرج ضمن استراتيجية موحدة لتقريب المؤسسات التعليمية من التلاميذ. فقد سبقتها في هذا المسعى بلديات أخرى مثل مغيلة، سرغين والرصفة خلال الموسم الدراسي الماضي، وشكلت تجاربها الناجحة نموذجا يحتذى به. هذه الخطوة تؤكد على أن الإرادة السياسية والمجتمعية يمكنها أن تتجاوز المعوقات الجغرافية لتمكين طلاب العلم من الوصول إلى المعرفة، وتوفر لهم بيئة مناسبة للتعلم في جميع أنحاء الولاية.
إن هذا القرار هو أكثر من مجرد تغيير وظيفي لمبنى؛ إنه رسالة أمل لأجيال جديدة، تؤكد على أن التعليم حق متاح للجميع، وأن المعوقات الجغرافية لن تقف حائلا أمام سعي طلاب العلم نحو المعرفة.
ج.غزالي



