
أعلنت شركة الإعلام التابعة للرئيس الأمريكي السابق دونالد “ترامب” .عن خطط لإضافة محرك بحث جديد. إلى منصتها الاجتماعية منصة “ترامب” المعروفة باسم “تروث سوشيال” . حيث سيعتمد هذا المحرك على تقنيات الذكاء الصناعي بهدف منح المستخدمين قدرة أكبر على الوصول إلى المعلومات. وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعي المنصة لمواكبة التطورات التقنية التي باتت تفرض حضور الذكاء الصناعي. في مختلف مجالات التكنولوجيا.
وبحسب بيان الشركة فإن المشروع دخل حيز التجربة من خلال نسخة تجريبية أولية. وقد تم تطوير هذه الميزة نتيجة شراكة تقنية مع إحدى الشركات المتخصصة في حلول البحث الذكي. دون الكشف عن تفاصيل الشروط المالية أو الجوانب الفنية الدقيقة. الأمر الذي يعكس رغبة الطرفين في التركيز على النتائج العملية أكثر من التفاصيل التعاقدية. في وقت تزداد فيه المنافسة بين منصات التواصل على دمج تقنيات الذكاء الصناعي في خدماتها اليومية.
سباق المنصات نحو دمج الذكاء الصناعي
بهذه الإضافة، تصبح “تروث سوشيال” أحدث منصات التواصل التي تلجأ إلى الذكاء الصناعي لتعزيز خدماتها، وهو توجه بدأ يترسخ منذ أن أطلقت عدة منصات أخرى روبوتات محادثة أو أنظمة بحث ذكية,حيث سبقتها منصات معروفة بدمج أدوات قادرة على تحليل البيانات وتقديم إجابات فورية للمستخدمين، وهو ما منح تلك المنصات ميزة تنافسية في جذب المهتمين بالتقنيات الحديثة, وقد حرصت إدارة المنصة الجديدة على التأكيد أن محرك البحث سيعمل على زيادة حجم المعلومات المتاحة وتحسين سرعة ودقة الوصول إليها.
الخطوة تأتي أيضًا في سياق سياسي وتقني أوسع، إذ إن الرئيس “ترامب” جعل من قضية التفوق في مجال الذكاء الصناعي أولوية في أجندته، سواء خلال ولايته الأولى أو الحالية، بل إن إدارته أصدرت أوامر تنفيذية تهدف إلى إزالة العقبات أمام تطوير هذه التقنيات، وهو ما يعكس قناعة بأن التفوق في هذا المجال بات جزءًا من التنافس الدولي، خاصة مع تسارع الخطوات التي تتخذها الدول الكبرى لفرض حضورها في هذا الميدان.
“تروث سوشيال” .. تطلعات وخطط مستقبلية
وفق ما أعلنه المدير التنفيذي لشركة “ترامب ميديا”، فإن الشركة ستولي اهتمامًا لآراء مستخدمي “تروث سوشيال” بعد تجربة المحرك الجديد، وذلك بهدف تحديد مسار التطوير في المراحل التالية، وهو نهج يعكس إدراكًا لأهمية التفاعل المباشر مع الجمهور لضمان أن التقنيات المضافة تلبي احتياجاتهم الفعلية، ويأتي ذلك في وقت تتجه فيه شركات التكنولوجيا إلى بناء خدمات مرنة وقابلة للتطوير السريع بناءً على ملاحظات المستخدمين.
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن إدخال الذكاء الصناعي في محركات البحث على منصات التواصل قد يغيّر طريقة استهلاك المحتوى، حيث لم يعد الأمر يقتصر على عرض المنشورات بترتيب زمني أو وفق خوارزميات التوصية التقليدية، بل أصبح بالإمكان توفير معلومات منظمة ومبسطة ومحددة وفق طلب المستخدم، مما قد يرفع من قيمة هذه المنصات كمصادر معرفة بالإضافة إلى دورها الاجتماعي.
ومع دخول “تروث سوشيال” إلى هذا المسار، من المتوقع أن يشهد سوق منصات التواصل مزيدا من الابتكار والمنافسة، وهو ما قد يدفع المستخدمين إلى إعادة تقييم خياراتهم بناء على جودة الخدمات التقنية المتاحة، وليس فقط على الطابع السياسي أو الفكري للمنصة، وهو ما يعكس تحولًا تدريجيًا في طبيعة المنافسة الرقمية خلال السنوات المقبلة.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله