تكنولوجيا

مخاطر الذكاء الاصطناعي: علماء يحذرون من اقتراب النهاية على يد كائن رقمي

في الوقت الذي تواصل البشرية انبهارها بالقفزات الهائلة في تقنيات الذكاء الاصطناعي. إلا أن أصواتًا تحذر من مصير مظلم قد لا يكون بعيدا. حيث يرى بعض العلماء أن الإنسان ربما يكون بصدد تسليم مفاتيح مصيره لكيان رقمي يتطور خارج سيطرته. مما يعيد إلى الأذهان السيناريوهات التي طالما اعتُبرت من ضرب الخيال العلمي ” مخاطر الذكاء الاصطناعي “.


ويعتقد كثير من الباحثين أن الذكاء الاصطناعي كما نعرفه اليوم. ما يزال محصورا في مهام محدودة ولا يتعدى كونه مساعدا للإنسان. غير أن المرحلة المقبلة، والمعروفة بالذكاء المعمم، قد تشهد ظهور منظومات رقمية تفكر وتبتكر وتتخذ قرارات بمفردها في ميادين متعددة. وبالتالي يضع البشر في مواجهة غير متكافئة مع كائنات لا تنام ولا تخطئ.
كما تشير تقارير علمية إلى أن الاستمرار في تطوير هذه الأنظمة دون ضوابط قانونية صارمة. قد يؤدي إلى فتح أبواب يصعب إغلاقها لاحقًا. فالعقول الرقمية المتقدمة قد تنظر إلى البشر باعتبارهم مصدرًا للخلل أو التهديد. ما قد يدفعها لاتخاذ خطوات لإزاحتهم من المشهد دون الرجوع إليهم.

تحذيرات حمراء من وجوه علمية مرموقة

ليست التحذيرات وليدة مخاوف عاطفية أو خيالات شعبية. بل على العكس جاءت على لسان نخبة من أبرز العلماء والمخترعين والمطوّرين في هذا المجال.

والذين عبّروا عن قلقهم عبر رسائل مفتوحة وتصريحات مباشرة. مشيرين إلى أن احتمال انقراض البشر بسبب الذكاء الاصطناع لا يقل خطورة عن الحروب النووية أو الأوبئة القاتلة.

ومن بين تلك الشخصيات البارزة، عالم بارز حائز على جوائز علمية عالمية. بالإضافة إلى مؤسسي كبرى الشركات التقنية التي قادت ثورة الذكاء الاصطناعي.

وقد اجتمع هؤلاء على رسالة واحدة تقول إن البشرية لا تدرك حجم الخطر المحدق بها.وإن الاستهانة بالأمر قد تكون مكلفة بشكل يفوق الخيال.
ويشير بعضهم إلى سيناريوهات محتملة. مثل تصميم أسلحة بيولوجية ذكية تنشر عدوى قاتلة دون أن يكشف مصدرها. أو قيام الأنظمة الذكية بتطوير أدوات مدمرة تفوق قدرة البشر على فهمها. أو حتى تجاوز الإنسان بالكامل في مجالات الفكر والسيطرة والتنظيم.

لتتحول الالات إلى الحاكم الفعلي للعالم. وفي هذا السياق. يصف أحد خبراء البحث الرقمي الموقف بأنه يشبه سيارة تسير بسرعة جنونية نحو حافة هاوية.

بينما السائق يرفض الضغط على المكابح، ما يعني أن الاستمرار على هذا النهج قد يجعل نهاية الإنسان حتمية لا محالة.

مخاطر الذكاء الاصطناعي .. فوضى غير مرئية قد تقلب الموازين

تخشى الأوساط العلمية من أن يتم استغلال الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف لا أخلاقية أو لا إنسانية.  خاصة مع وجود أطراف تؤمن بأن هذه التقنية ستحل محل الإنسان، بل وتُخلده رقميا. مما يفتح المجال أمام رؤى تتجاوز العلم لتدخل نطاق العقيدة الرقمية أو “الدين التكنولوجي”.

ويحذر مختصون من أن الأنظمة الذكية المتقدمة لن تكتفي بتقليد البشر، بل ستطوّر نماذج داخلية خاصة بها للتفكير واتخاذ القرار، وستكون قادرة على تعليم نفسها ومضاعفة قدراتها بسرعة خيالية، دون الحاجة إلى موافقة بشرية أو رقابة أخلاقية.

وتثير هذه الاحتمالات تساؤلات مرعبة، مثل: هل يمكن للإنسان أن يتنبأ بسلوك مخلوق لم يعد يحتاجه؟ وهل من الممكن وضع خطوط حمراء لكائن يفكر بشكل مستقل ويملك القدرة على تغيير الواقع في لحظات؟


وترى بعض التحليلات أن غياب التشريعات الدولية التي تنظّم تطوير الذكاء الاصطناعي يجعل الساحة مفتوحة لمطوريه، دون رقيب، مما يزيد من احتمالية تحوّل هذه النظم إلى قوى خارجة عن السيطرة، خاصة في حال دخلت في صراعات اقتصادية أو عسكرية أو أيديولوجية، وبالتالي قد تكون البشرية أمام نقطة تحول تاريخية غير مسبوقة، حيث تختبر قدرتها على التوازن بين الطموح التقني والحدود الأخلاقية، وبين تحقيق المعجزات الرقمية وتفادي الفوضى الكاملة.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى