
انتشرت ظاهرة نصب الخيام لإقامة حفلات الأعراس والولائم والمآتم بالعديد من أزقة وطرقات مدن ولاية تيارت، وذلك تجنبا لإقامتها بقاعات الأفراح المكلفة ماديا ولغلائها.
هذه الظاهرة، تنتشر طول السنة وخلال العطلة الصيفية، التي تعتبر موسما خصبا للأعراس تزيد بشكل ملحوظ، حيث تتزاحم خيام الأعراس لتغدو شبحا مخيفا للسكان المجاورين لهذه الخيام، وتعيق حركة السير في الشوارع الفرعية أو الرئيسية .
هذه الظاهرة غير القانونية لم تعهدها مدن تيارت التي اعتادت إقامة حفلاتها بالمنازل بالنسبة للأسر المتواضعة أو الراغبة في تقليص المصاريف، أو قاعات الحفلات المنتشرة بضواحي المدن بالنسبة للعائلات الميسورة، مع احترام القوانين الجاري بها العمل التي تأخذ بعين الاعتبار راحة ساكنة الحي وسكينتهم، وتحترم حريتهم في التحرك وتضمن سلامتهم داخل المحيط .
نصب الخيام هوغلق منافذ زقاق أو طريق بالحي أو حتى الشوارع، وفي بعض الأحيان إحدى الجهتين من طريق ثنائي، قد يكون مسارا لخط حافلات النقل الحضري، الذي قد يرغم السائق على تغيير الخط إلى آخر غير مؤمنمخالفاالقانون، وسطصمتالسلطات المحلية وغياب ردود فعلها، رغم المخاطر العديدة والمتنوعة التي يشكلها هذا الوضع الغير الطبيعي.مما يستوجب من السلطات المحلية والأمنية التدخل لإزالة الخيم،إذا ثبت أنها تعطل الحركة وتهدد سلامة الموطنين.
عادة متوارثة وجزء من التراث
يرى العديد من المواطنين أن تنصيب الخيم لإقامة الأعراس تقليد أصيل ومتوارث، يعكس روح التضامن والترابط بين أفراد العائلة والجيران. فالخيمة، بالنسبة لهم، ليست مجرد مكان للجلوس، بل هي فضاء يجتمع فيه الأحبة ويتبادلون التهاني والأفراح.
كما أنها حل عملي لتوفير مساحة تستوعب عددا كبيرا من المدعوين، خصوصا في الأحياء التي تفتقر إلى قاعات الأفراح.
مظاهر الفرح… لكن!
في المقابل، هناك شريحة أخرى من المواطنين ترى أن هذه العادة رغم جماليتها ورمزيتها، تتسبب في إزعاج الجيران وتعطيل حركة المرور. فتنصيب الخيم في الطريق العام يعرقل سير المركبات، ويجبر المارة على البحث عن طرق بديلة، ناهيك عن الأصوات العالية للأغاني والموسيقى التي تمتد أحياناحتى ساعات متأخرة من الليل.
بين الاحترام والقانون
البعض يطالب بضرورة تنظيم هذه العملية بشكل قانوني، بحيث يتم تحديد أماكن خاصة لإقامة الخيم، أو اشتراط الحصول على ترخيص من السلطات المحلية لتفادي الفوضى.
كما يقترح آخرون اللجوء إلى قاعات الأفراح التي توفر بيئة مناسبة للاحتفال دون التأثير على راحة الآخرين أو التسبب في أضرار للحي.ويرى مختصون أن الحل يكمن في توفير بدائل عملية، مثل قاعات بأسعار معقولة أو فضاءات عمومية مجهزة، إلى جانب حملات توعية تحث المواطنين على احترام حق الآخرين في التنقل وتجنب السلوكيات التي قد تعرض حياتهم للخطر.
يبقى تنصيب الخيم في الأعراس ظاهرة اجتماعية، تحمل جانبا إيجابيامن حيث تعزيز الروابط الاجتماعية، لكنها تحتاج في الوقت نفسه إلى تنظيم وضبط يوازن بين حق العائلات في الاحتفال، وحق الآخرين في الراحة وحركة المرور السلسة. فالفرح جميل، لكنه يزداد جمالا عندما لا يسبب إزعاجا للآخرين.
ج.غزال