
تعاني العديد من بلديات ولاية مستغانم، خاصة تلك التي تعتبر شبه حضرية، من نقص في عدد الحافلات المخصصة للنقل شبه الحضري، الذي يؤدي إلى صعوبات كبيرة في تنقل السكان، خاصة خلال أوقات الذروة وأثناء فترات المساء، خلال فترة العودة إلى المنازل من العمل أو الدراسة وغيرها.
حيث يشهد قطاع النقل في ولاية مستغانم، تذبذبافي الخدمات، خاصة في المناطق شبه الحضرية، أفضى إلى تسجيل شكاوى من نقص الحافلات وتدهور حالتها، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الوضع.
نقص الحافلات ورداءة الخدمات أبرز الأسباب
وتتعدد أسباب المشكلة، غير أن أبرزها يكمن في نقص في عدد الحافلات المخصصة لخدمة هذه البلديات، مما يؤدي إلى ازدحام وتأخير في التنقل. في ظل غياب التنظيم وانعدام الضبط ومخطط ولائي للنقل، مما أدى إلى تشبع بعض الخطوط والوجهات في حين بقية خطوط أخرى تعاني من العجز نتيجة توزيع غير عادل من جهة، وكذا بفعل أن بعض البلديات قد تكون بعيدة عن المراكز الحضرية الرئيسية، مما يجعل من الصعب توفير خدمات النقل إليها بشكل كاف.
كما أن النمو السكاني والتوسع العمراني في بعض البلديات لم يواكبه زيادة في عدد الحافلات في السنوات الأخيرة، وقد نتج عن هذه المعضلة معاناة السكان من صعوبة الوصول إلى أماكن العمل والدراسة والخدمات الأخرى، ونشوب ازدحام بالحافلات من الركاب، مما يسبب إزعاجا ومعاناة للمسافرين، إضافة إلى تأخر في الوصول الى الوجهات المرغوب فيها في الوقت المناسب بسبب التوقف الطويل وغير القانوني لحافلات الخواص ببعض المحطات. وتتأزم هذه الوضعية أكثر في أوقات الذروة، بصفة يومية، كما تسوء خلال هطول الأمطار وفي أيام الصيف، بفعل التوافد الكبير للمصطافين، إلى جانب التوسع السكاني الكبير للأحياء في السنوات الأخيرة، دون فتح طرقات جديدة، حيث ساهمت كل هذه الأمور في تعقيد الوضع أكثر.
وفي هذا الصدد، طالب عديد السكان بزيادة عدد الحافلات المخصصة للنقل شبه الحضري لتلبية احتياجاتهم، مع ضرورة توزيع عادل لوسائل النقل على جميع البلديات، مع الأخذ بعين الاعتبار الكثافة السكانية والاحتياجات الخاصة لكل بلدية، فضلا عن تطوير البنية التحتية للنقل في بعض المناطق، مثل إنشاء محطات جديدة للحافلات وتنسيق الجهود بين البلديات المختلفة لتوفير خدمات نقل متكاملة،إلى جانب تشجيع الاستثمار الخاص في قطاع النقل لتوفير المزيد من الحافلات.
فإذا كانت مدينة مستغانم لا تعاني البتة من مشكل النقل والتنقل بالنظر إلى تشبعها بالخطوط الحضرية، سواء تابعة للقطاع العام أو الخاص، وكذا توفر عدد هائل من خطوط النقل عبر سيارات الأجرة، إلى جانب الامتياز التي حظيت به بانطلاق مشروع الترامواي الذي قضى بنسبة كبيرة على مشكل النقل، لاسيما في المساء، فإن باقي البلديات الكبرى على غرار حاسي ماماش، سيدي علي،عشعاشة، عين تادلس، ماسرى، بوقيراط وخير الدين، خصوصا التي تعاني منذ سنوات من معضلة حقيقية في عملية تنقل الأفراد منها وإليها، خاصة وأن هذه الجماعات المحلية التي تعرف توسعا كبيرا المذكورة تعد أقطابا تجارية وسياحية تستقطب الوافدين إليها، من مختلف بلديات الولاية، حيث لا تزال تنتظر تحيين وتجديد مخطط النقل، حتى يتماشى مع التوسع السكاني والعمراني الكبيرين اللذين عرفتهما في السنوات القليلة الماضية.
بلديات في عزلة يوم الجمعة بفعل غياب النقل
وتتأزم وضعية النقل بكثير خلال كل نهاية الأسبوع،وبالضبط يوم الجمعة حيث يعاني سكان بعض البلديات الأمرين ممن يريدون التنقل إلى مستغانم منهم القاطنون بحاسي ماماش، خير الدين، سيرات والسور وغيرها، حيث يرفض الناقلين الخواص العمل في هذا اليوم، بعدما يضطر بعضهم للخلود إلى الراحة، بينما يقوم البقية بتغيير الخط بدون رخصة، الذي يغيب بصفة كلية يوم الجمعة سواء عبر الحافلات أو عن طريق سيارات الأجرة.
في حين، يقوم بعض الناقلين العاملين بحاسي ماماش بتحويل الخط نحو سوق ماسرى الأسبوعي في يوم الجمعة، انطلاقا من حاسي ماماش، من أجل استقطاب عدد هائل من الركاب الذين يرغبون في التوجه إلى هذا الفضاء التجاري .
التوقف الطويل بالمواقف وعدم تسليم التذاكر أكبر انشغالات الركاب
وحسب شكاوى السكان لـ “البديل”، فإن معاناتهم مع الناقلين الخواص على مستوى خط حاسي ماماش مستغانم، تتلخص في التوقف الطويل في المواقف، حيث يضطرون للبقاء في الحافلة وسط درجات حرارة صيفية مرتفعة لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة في موقف الحديقة والمركز الثقافي بحاسي ماماش ذهابا.
أما في العودة، فإن المعاناة تكمن في موقف مزغران، أين تتوقف الحافلة لمدة ربع ساعة كاملة الأمر الذي يثير حفيظة الركاب ويدخلهم في دوامة من التذمر. وقد وقفت الجريدة على نوعية الخدمة المقدمة للمسافرين التي تبيّن أنها بعيدة كل البعد عن المواصفات والمقاييس المعمول بها، على غرار مشكل غياب النظافة عند جل الحافلات واهتراء الكراسي، إضافة إلى عامل زيادة بعض السائقين في السرعة دون الاكتراث للركاب، كما تزيد الزحمة المرورية في بعض الأوقات من حدة أزمة النقل في مستغانم، لاسيما بوسط المدينة.
كما يتعمد جل الناقلين إلى عدم منح الركاب التذاكر التي انتشرت في كل الخطوط العاملة في ولاية مستغانم، ماعدا حافلات المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري، حيث اعتاد الركاب عدم تسلمهم للتذاكر إلا في حالة واحدة، وذلك عندما يعلم القابضون بأن هناك حاجز للدرك الوطني في إحدى المسارات.
الحافلات الـ 10 الجديدة غير معنية بالنقل شبه الحضري
وقد استبشر سكان البلديات خيرا عندما علموا بمنح ولاية مستغانم 10 حافلات جديدة من قبل وزير النقل خلال زيارته الاخيرة لمستغانم، حيث طالبوا بأن يتم تدعيم بها بعض الخطوط شبه الحضرية على غرار حاسي ماماش وخير الدين، غير أنهم سرعان ما أصابهم الإحباط،بعدما أقدمت مديرية النقل على توظيف هذه الحافلات في دعم خطوط حضرية ببلدية مستغانم،ولطالما طالبسكان هاتين البلديتين بإعادة تفعيل حافلات “ايتو” في خطين المتوجهين إلى عاصمة الولاية دون جدوى.
مديرية النقل: “اقتراحات مهمة لتحسين القطاع وتطويره”
من جانبها، أكدت مديرية النقل للولاية عن تقديم اقتراحات مهمة من شأنها تحسين قطاع النقل وتطويره، فضلا عن تنظيم حركة المرور وتخفيف الضغط المسجل خاصة خلال الذروة وموسم الاصطياف. وفي مقدمتها إعادة النظر في هيكلة شبكة النقل الحضري على مستوى ولاية مستغانم، ليتماشى مع متطلبات العصر والاستجابة لانشغالات السكان استنادا إلى قطاع النقل الولائي. من ذلك، تقديم اقتراحات تخص إنجاز محطة برية بكل من بلديات ماسرى،عشعاشة وعين النويصي.
ولمحاربة الخدمات المتدنية لبعض الناقلين، فإن مصالح المديرية ذكرت بأنها تعمل على مراقبة نشاط الناقلين وإعذار المخالفين لنظام النقل، مع رفع انشغالات وشكاوى المواطنين بخصوص تذبذب حركة النقل، عن طريق الحافلات على مستوى عدة خطوط وفتح خطوط جديدة وغيرها.
مختار. م