
في بيت متواضع بالمنطقة الجبلية النائية سيدي عابد، 12 كلم من بلدية سيدي الحسني ولاية تيارت،يشتمل على مطبخ وغرفة فقط، بدون هاتف أو دروس خصوصية، استطاعت التلميذة “محمد شهرزاد” أن تفتك معدلات الأولى في اللغة الألمانية، الفرنسية، العربية والإنجليزية.
زار والي الولاية السيد “سعيد خليل” التلميذة “محمد شهرزاد”، المتحصلة على شهادة البكالوريا بمعدل 17،64 شعبة لغات أجنبية، والقاطنة بدوار سيدي عابد ببلدية سيدي الحسني، بحضور مدير التربية لولاية تيارت ورئيس المجلس الشعبي البلدي لسيدي الحسني،حيث تفاعل مع قصة التلميذة التي رفعت التحدي رغم ظروفها الاجتماعية الصعبة، ونالت شهادة البكالوريا عن جدارة واستحقاق، وبالمناسبة تم تكريمها وعبر عن فخره بهذا الإنجاز الدراسي للتلميذة شهرزاد، والذي اعتبرها مثال يقتدى به في العزيمة والإصرار والتغلب على التحديات.
وقال والي الولاية “في مثل هذه البيوت يولد العباقرة ويصنع المجد، مضيفا أن شهرزاد رفعت راية التميز، فنتائجها ليست في متناول الجميع في مثل حالتها، إنما هي إرادة قوية، وطموح لا يعترف بالحدود.”
كما أثبتت أن النجاح ليس حكرًا على أحد، وأنها رغم ظروفها، وصلت لنتائج لا يحققها إلا القليل. من هنا يولد الأمل وأنه ليس رهينًا بالظروف، بل هو نتاج إرادة وعزيمة،ونتائجها تبين أن المستحيل ليس موجودًا إذا توفرت الإرادة.”
وقال والي الولاية “الحمد لله كاين النقل المدرسي”، الذي كان يقل شهرزاد إلى الثانوية على مسافة 12 كلم ذهابا وإيابا، حيث إن توفره ليس مجرد خدمة، بل كان عاملًا رئيسيًا في تيسير طريقها نحو النجاح، حيث التعليم في متناول الجميع.”
ومن جهة أخرى، اعتبر القائمون على مديرية التربية أن ما حققته “شهرزاد” هو ثمرة جهد وعمل مستمر، وتعتبر مثالاً حقيقيا للتفاني والإصرار، وأن نتائجها تبرز قدرة شبابنا على التفوق حتى في أصعب الظروف. نحن فخورون بما حققته، وسنعمل جاهدين لتوفير المزيد من الدعم لكافة الطلاب لتحقيق آمالهم وطموحاتهم.'”
يذكر أن قصة التلميذة “محمد شهرزاد” نالت تعاطف عبر مواقع التواصل الاجتماعي،كما أن والي الولاية وعد عائلة “محمد شهرزاد” بتسوية وضعيتهم السكنية، كما قدم لها هدايا بذات المناسبة.
للإشارة،أن والي الولاية تنقل إلى بيوت كل من صاحبة المرتبة الأولى ولائيا “اسماعيلي وصال” ببلدية عين كرمس، و”منصوري دعاء” من ذوي الهمم ببلدية الناضورة، وكذا المقيمة “ب.س” من مركز الطفولة المسعفة، والتي اعتبرها رواد التواصل الاجتماعي لفتة طيبة وتركت أثرا كبيرا في نفوس هؤلاء، مما سيجعلهن مثابراتلتحقيق نجاح آخرخلال مسارهن الدراسي.
ج.غزالي