الصحة

مخاطر الإصابة بالتسممات الغذائية

الحيطة والحذر مطلوبان عند اقتناء المواد الغذائية

تزداد مخاطر الإصابة بالتسممات الغذائية مع ارتفاع درجة الحرارة التي تعد البيئة المثالية لنمو البيكتيريا، خاصة تلك المواد سريعة التلف أو المحفوظة بالعبوات البلاستيكية، ومعروف عن التسمم الغذائي بأنه حالة مرضية مفاجئة تظهر أعراضها خلال فترة زمنية قصيرة على شخص أو عدة أشخاص بعد تناولهم غذاء غير سليم صحيا، وتظهر أعراض التسمم الغذائي على هيئة غثيان وقيء وإسهال وتقلصات في المعدة والأمعاء.

 

وفي بعض حالات التسمم الغذائي، تظهر الأعراض على هيئة شلل في الجهاز العصبي بجانب الاضطرابات المعوية، وتختلف أعراض الإصابة وارتفاع درجة الحرارة وشدتها والفترة الزمنية اللازمة لظهور الأعراض المرضية، حسب مسببات التسمم وكمية الغذاء المتناولة.

وفي موضوعنا هذا، نتطرق إلى مدى وعي المواطن بأهمية مراقبة المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك من حيث سلامتها قبل شرائها، واختيار الأماكن المخصصة لبيعها، كما رصدنا انطباعات تجار المحلات ومخطط مديرية التجارة  الموسمي لمواجهة التسممات الغذائية، وإرشادات ونصائح من قبل الأطباء حيال هذا الموضوع، البداية كانت بتوجهنا إلى سوق “لوفلا” سابقا بعاصمة الولاية المدينة منالذي يعرف حركية واسعة من قبل المتسوقين الذين يزداد تعدادهم أكثر في الفترة الصباحية، أين تباع في هذا الفضاء التجاري مختلف الخضر والفواكه، إلى جانب اللحوم بنوعيها وكذا الأسماك التي يأتي بها تجار المدينة  من الولايات الساحلية، على غرار وهران والجزائر.

الداخل إلى سوق “لوفلا” يرى النظافة عبر محيطه والتنظيم المحكم للسلع، وخلال تواجدنا بالسوق التقينا بعينة من المواطنين الذين سألناهم بخصوص مدى وعيهم بأهمية بمراقبة المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك من حيث سلامتها قبل شرائها، أكدوا لنا في هذا الجانب بأنهم واعون كل الوعي في كيفية شراء المنتوجات الاستهلاكية من التجار، ولاسيما منها السريعة التلف، من خلال الاطلاع على سلامة المنتوج في تاريخ صلاحياته، وكذا الوسم مشيرينا في ذات السياق أن الحذر دائما يبقى مطلوبا في اقتناء أي منتوج استهلاكي.

الباعة من جهتهم أبدوا حرصا كثيرا على احترام الصحة العمومية، من خلال السهر على حفظ المواد الغذائية وفق الشروط والمعايير الصحية المطلوبة فضلا عن تقديم خدمة أفضل للزبون. وجهتنا الثانية كانت بسوق “السبالة” الواقع بالدرب العتيق، حيث لاتزال هناك بعض الظواهر السلبية المتمثلة في عرض بعض المواد الغذائية خارج المحلات وعدم الإشهار بالأسعار، وهو الأمر الذي يؤثر على صحة المستهلك الذي يطالب باقتناء المنتوجات في ظروف ملائمة، وهو ما تعمل عليه مصالح مديرية التجارة لولاية تيسمسيلت من خلال تكثيف العمل الرقابي والتحسيسي في هذا الجانب لردع التجار المخالفين، وتوجيههم نحو التطبيق الصارم للقانون، من خلال عرض سلعهم المتنوعة، ويبقى على المستهلك مرافقة المصالح المعنية وهذا بالتبليغ عن التجاوزات المسجلة وعدم اقتناء المنتوجات الغذائية المعرضة لأشعة الشمس وخاصة الخضر الموسمية، ويندرج هذا العمل في ثقافة الاستهلاك ما يجعل التاجر لا يمارس مثل هاته الحالات المخالفة للقانون.

 

  • تنفيذ برنامج موسمي تحسيسي رقابي تجاه المتعاملين الاقتصاديين والمستهلكين للحد من التسممات الغذائية

مديرية التجارة ومع كل صائفة، تشرف على تنفيذ برنامج موسمي تحسيسي رقابي تجاه المتعاملين الاقتصاديين والمستهلكين، للحد من التسممات الغذائية من خلال تجنيد أعوان المراقبة والتحسيس، الذين يجوبون مختلف المحلات والأسواق التجارية والمراكز التجارية الكبرى بشكل دوري ومفاجئ لضبط حالات الغش والتجاوزات. وفي هذا السياق، أكدت مصادر مسؤولة من ذات المديرية، أن هناك نوعين من التسممات الغذائية، وهما التسمم الميكروبيولوجي والتسمم الكيميائي، والذي يحدث خاصة في فصل الصيف هو التسمم الميكروبيولوجي، بحيث تتسبب بها الميكروبات التي ترتفع بمجرد ارتفاع درجات الحرارة وقد تسبب أمراض خطيرة.

 

  • تواصل الحملة تحسيسية حول الوقاية من التسممات الغذائية

تتواصل بتيسمسيلت الحملة التحسيسية حول الوقاية من التسممات الغذائية، تحت شعار “معا لصيف آمن بدون تسممات غذائية”، الحملة التي تندرج ضمن الأيام الوطنية للإعلام والتحسيس صائفة 2025، التي أطلقتها الوزارة الوصية تمتد خلال الفترة من 1 جوان الماضي إلى غاية نهاية شهر سبتمبر.

حيث تم خلالها تسطير برنامج مكثف بالتنسيق مع مختلف الشركاء على غرار مصالح الدرك الوطني، الأمن الوطني، الخدمات الجامعية، الحماية المدنية، الفلاحة، البيئة، النشاط الاجتماعي والتضامن، التربية الوطنية، التكوين المهني والتمهين، الصحة والسكان، الشؤون الدينية والأوقاف، الإذاعة المحلية، البريد والمواصلات، الصناعة، الثقافة، السياحة، الشباب والرياضة، الهيئات التابعة للقطاع، مكاتب (جمعيات حماية المستهلك وحفظ الصحة العمومية)، الكشافة الإسلامية، المكتب الولائي للهلال الأحمر الجزائري وكذا اتحاد التجار، ليشمل كل بلديات الولاية بتوزيع مطويات ونشريات على مستوى الساحات العمومية، الأسواق الجوارية، المراكز التجارية، محطات الحافلات، الجامعة وأمام المساجد.

إلى جانب القيام بخرجات ميدانية عبر بلديات الولاية، لتحسيس المستهلكين والمتعاملين الاقتصاديين، مع إدراج موضوع “الوقاية من التسممات الغذائية والاستهلاك العقلاني للمواد الغذائية، ضمن خطب الجمعة والدروس الترشيدية، وكذا على مستوى المواقع الإلكترونية لعدة هيئات، خاصة ضرورة احترام شروط النظافة الصحية، الحفظ والتبريد للمواد الغذائية السريعة التلف، والغذاء الصحي الضروري لتحضير الوجبات الغذائية ومدى تطبيق نظام تحديد المخاطر وكيفية التحكم في النقاط الحرجة، والتطرق إلى أحكام المرسوم التنفيذي رقم 17/140 الخاص بشروط النظافة الصحية المطلوبة عند عملية عرض الأغذية للاستهلاك البشري الخاصة بنشاطات بيع الخضر والفواكه، المثلجات، المواد الغذائية العامة، المطاعم، المقاهي، فنادق، حلويات …الخ

وتم في خضم هذه الخرجات الميدانية، تنظيم أيام إعلامية تحسيسية على مستوى مراكز التكوين المهني والتمهين، دور الشباب، الجامعة، والمراكز التابعة لمصالح النشاط الاجتماعي والتضامن، حول عدة مواضيع المدرجة في التعليمة الوزارية المؤرخة في 4 فيفري 2025.

وفي سياق ذي صلة، وضمن عمل مديرية التجارة لولاية تيسمسيلت في شقه الإعلامي والتحسيسي، أنه تم توعية تجار نشاط الخضر الفواكه حول ما جاء في القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 02 أكتوبر 2024 المتضمن شروط عرض الخضر والفواكه للاستهلاك البشري وضرورة تطبيق مواده وهذا لتلبية احتياجات المستهلك في الجانب القانوني، وفي الأخير يبقى الهدف من الحملة التحسيسية والإعلامية حول الوقاية من التسممات الغذائية، هو حماية المستهلك من معظم الأخطار التي تهدد صحته، أمنه وسلامته.

.

  • نصائح وإرشادات من قبل الأطباء للمستهلكين لتفادي التسممات الغذائية

ينصح العديد من الأطباء الذين التقين بهم عموم المستهلكين، بضرورة تجنب ترك الأطعمة مكشوفة، وتغليفها بإحكام وحفظها في أماكن آمنة، كذلك تجنب استخدام ادوات تقطيع اللحوم والدجاج لتقطيع الأطعمة الأخرى، كذلك ضرورة غسل الأدوات جيدا وتعقيمها ووضع اللحوم والدجاج في أسفل الثلاجة حتى تذوب وبعد ذلك طبخها، استعمال الماء النظيف وإن كان مصدره مجهول، فيجب غليه جيدا لقتل الجراثيم، وأيضا الامتناع عن شراء الأطعمة من الباعة المتجولين، حيث تتعرض لدرجة حرارة عالية، كما تتعرض للتلوث والغبار إلى جانب الحذر عند شراء المنتجات والأطعمة والانتباه إلى مدة صلاحياتها وخلوها من الثقوب والانتفاخ والصدأ، حيث تسبب ضررا خطيرا كونها فاسدة، هذا ويبقى في الأخير الحذر أكبر منبه للمواطن في اختيار مواد استهلاكية خاصة في فصل الصيف .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى