الجهوي‎

تأخر فتح شعبة العلوم الإسلامية بجامعة تيارت

شهد ملف فتح شعبة العلوم الإسلامية بجامعة تيارت فصولا متتالية من الانتظار والمناشدة والتأجيل، انتهت مرة أخرى إلى خيبة أمل عميقة لدى الأساتذة والطلبة وكل من كان يأمل في تحقيق هذا المشروع العلمي المهم.

 

بدأت القصة منذ الموسم الجامعي 2022/2023،حين تم إعداد عرض رسمي ومتكامل لفتح تخصص العلوم الإسلامية، غير أن الملف لم يلق التجاوب المطلوب، ولم يتجاوز ـ كما حدث في مرات سابقة ـ مبنى المديرية أو ربما تخطاه قليلا دون أن يصل غايته، على غرار ما صرّح به وزير سابق حينها بأن ملف الشريعة وملف الطب على مكتبه، واعدا بفتحهما معا في الموسم الموالي. وبالفعل تم فتح شعبة الطب في الموسم التالي، فيما بقي ملف الشريعة عالقا دون أي تفسير.

في الموسم الجامعي 2023/2024 تحرك الأساتذة مجددا، هذه المرة بالتنسيق مع الإدارة المحلية، وتم عرض الملف على مجلس إدارة الجامعة، حيث وعد المدير بالسعي الحثيث لفتح قسم خاص بالشعبة. غير أن الوعود لم تترجم إلى خطوات فعلية، وانقضى الموسم كما سابقيه دون تحقيق الهدف.

في موسم 2024/2025 عاد الأساتذة للعمل بجدية على إعادة صياغة عرض جديد، استوفى جميع الشروط الأكاديمية والإدارية، مدعوما بإحصائيات دقيقة وبيانات توضح الحاجة الأكيدة لفتح هذا التخصص. وبجهود جماعية ومثابرة متواصلة، حصلوا أخيرا على موافقة المدير، قبل ساعات فقط من غلق المنصة الرقمية المخصصة لإيداع المشاريع، ليتم إيداع الملف في الآجال القانونية، كما أرسل أيضا مباشرة إلى اللجنة الوطنية لميدان العلوم الإنسانية بسبب إشكال تقني على المنصة.

ما أعطى بارقة أمل حقيقية، هو أن اللجنة الوطنية وافقت على المشروع دون أي تحفظ، ما اعتبر مؤشرا قويا على جدية الملف وقيمته العلمية. إذ لا يعقل ـ كما صرّح أصحاب المبادرة ـ أن ترفض لجنة مختصة ملفا مؤطرا من طرف 11 أستاذا متخصصا في المجال، ينتمون إلى رتب علمية عليا كأستاذ التعليم العالي وأستاذ محاضر أ. بل ويقارب العدد الإجمالي للأساتذة القادرين على تأطير الشعبة 20 أستاذا، وهو ما لم يتوفر لأي جامعة عند إنشائها لنفس التخصص.

من جهة أخرى، أبرز العرض المقدم وجود أعداد معتبرة من الطلبة المنحدرين من ولاية تيارت يزاولون دراساتهم في شعبة العلوم الإسلامية بجامعات أخرى، حيث ناهز عددهم الألف طالب خلال السنوات الخمس الأخيرة، ما يؤكد الطلب المتزايد على هذا التخصص والحاجة الملحة لفتحه محليا.

غير أن الآمال التي انعقدت سرعان ما اصطدمت بواقع مخالف، فقد صدرت مسودة دليل توجيه حاملي شهادة البكالوريا 2025/2026 خالية تماما من شعبة العلوم الإسلامية في جامعة تيارت، الأمر الذي شكل صدمة كبيرة للأساتذة والطلبة وأوليائهم. وعلى الرغم من تقديم طعن رسمي في قرار الوزارة، لم يلق هذا الطعن آذانا صاغية، وتم اعتماد الدليل نهائيا بعد توقيع الوزير، ليأتي خاليا من التخصص مرة أخرى، ضاربا عرض الحائط كل تلك الجهود الحثيثة.

وفي خضم هذا الإحباط، لم ينس الأساتذة أصحاب المبادرة توجيه رسائل شكر لكل من ساندهم، من إداريين وأكاديميين ونواب برلمان وفاعلين من مختلف القطاعات، مؤكدين في الوقت ذاته عزمهم على مواصلة المساعي إلى أن ترى الشعبة النور في الموسم الجامعي المقبل.

وقد وقع هذا البيان كل من الدكتور “عبد الله عابدي”، أستاذ الشريعة والقانون، والأستاذ الدكتور “بلمرسلي سبع”، أستاذ التفسير وعلوم القرآن، والأستاذ الدكتور “بو عبد الله بن عطية”، أستاذ الفقه وأصوله، معبرين عن التزامهم العلمي والمهني تجاه جامعة تيارت وطلبتها، على أمل أن يأتي الموسم القادم بما لم تحققه المواسم السابقة.

ج.غزالي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى