
أكد رئيس وحدة المساعدة الطبية على الإنجاب بمصلحة أمراض النساء والتوليد بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بوهران، ورئيس الجمعية الصحية “من أجل الخصوبة والإنجاب الدكتور “مخاطرية علي”، عن تسجيل رهيب في نسب العقم وتراجع الخصوبة في أوساط الشباب الجزائري، وبالتالي تراجع الولادات.
مشيرا إلى توجه أغلب الأزواج للقيام بالتلقيح الاصطناعي والمجهري، حيث تم القيام بأكثر من 400 عملية للتلقيح الاصطناعي سنويا على مستوى الوحدة، منوها عن ارتفاع في عدد الطلبات والحالات التي تشكو تفاقم العقم بين الأزواج.
وأضاف المختص في هذا الجانب، على هامش فعاليات اليوم العالمي للسكان، المنظم الخميس بساحة المغرب العربي بوسط وهران، تحت شعار “تمكين الشباب من تأسيس الأسر التي يرغبون فيها في جزائر مزدهرة ومليئة بالأمل”، أن الحملة تهدف إلى تحسيس المواطنين بقضايا العقم والخصوبة والصحة الإنجابية”، منوها أن الوحدة تعكف على مساعدة الأزواج، لاسيما مع ارتفاع حالات العقم، وذلك بتسجيل زوج مقابل 6 أزواج يعانون من العقم، بتسجيل بين 20 إلى 25 بالمائة من الأزواج يعانون من العقم ونقص الخصوبة.
كما أشار المتحدث أن العديد من الحالات التي ترفض الفحص الطبي، حسب الدرجة والحالات، حيث تحدثوا عن عدة أسباب أدت إلى توسع هذه الدائرة وتراجع عدد الأطفال في العائلة الواحدة، مستعرضا في نفس الوقت الكثير من الطرق العلاجية التي ساعدت في شفاء بعض الحالات وبلوغ نسبة الـ 35 بالمائة في عودة القدرة على الإنجاب للخاضعين للعلاج، مبرزا أن العلاج في مرحلته الأولى يكمن في إزالة المسببات وعوامل الخطر، لاسيما وسط الأزواج المدمنين على التدخين والجلوس المطول ونقص الحركة وعلاقتها على تأثير الخصوبة، الكحول، المصابين بالأمراض المزمنة، السمنة، الإفراط في استعمال الهواتف والتلوث وغيرها من العوامل التي تسبب في تأخر الحمل.
400 عملية للتلقيح الاصطناعي سنويا تتم بوحدة المساعدة على الإنجاب بمستشفى أول نوفمبر بوهران
علاوة على ذلك، تطرق رئيس الجمعية الصحية ووحدة المساعدة على الإنجاب “مخاطرية” إلى الطرق العلاجية الجديدة وحديث التطور العلمي، مستعرض تجارب ناجحة تم طرحها في جلسات طبية وملتقيات بالولايات المتحدة، إسبانيا وفرنسا والتي أثبتت نجاعتها، من خلال علاج لفترة 3 أشهر باستعمال الأدوية ونمط غذائي قبل التوجه للعمليات الخاصة بالتلقيح الاصطناعي، وغالبا ما تعطي نتائج ايجابية لدى الزوجين.
كما أن الأولوية تعطى لكبار السن من الأزواج تبعا لمخزون البويضات ونوعية الخلايا، مقابل الشباب الذي لديه مساحة أوفر من الكبار، كما أن التغذية لاسيما المبيدات الفلاحية المستعملة في الفلاحة والتي تلعب دورا في تضرر نسبة الخصوبة وارتفاع معدل الولادات، مقابل السنوات الأخيرة بتراجع نسبة الإنجاب التي تعتبر ظاهرة عالمية يضيف المتحدث.
وذكر المتحدث أنه بالمقابل، تطور العلاج بعد فهم ميكانيزمات البويضة، حيث يمكن للطبيب المعالج فهم أسباب عدم الإنجاب وكيفية تنقل البويضة، والوقت الذي يمكن التوجه خلالها نحو التلقيح الاصطناعي والحقن المجهري.
ضرورة تجميد الحيوانات المنوية والبويضات لحفظ الخصوبة وتكثيف حملات التشخيص المبكر
أشارت الدكتورة “محند اعراب وسيلة”، بيولوجية مختصة في العقم بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر، ومتخرجة من جامعة فالونسيا الإسبانية أن الحملة التحسيسية ترمي إلى تكثيف حملات التشخيص والتحسيس، لاسيما في الشق المتعلق بتجميد الحيوانات المنوية والبويضات، لاسيما وسط الشباب، منوهة أنه يعد تجميد السائل المنوي إجراءً شائعاً جداً في سياق العلاج المساعد على الإنجاب.
كما يوصى بالحفظ بالتبريد في حالة خضوع الرجل للعلاجات الجراحية/الطبية، التي قد تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية، وفضل التقدم في تقنيات تجميد العينات البيولوجية، يمكن أن يظل السائل المنوي مبردا طالما احتاج المريض ذلك، وتظل العينة دون تغيير إلى أجل غير مسمى.
وأبرزت المختصة أن العديد من الشباب معرضين لحوادث مستقبلا، ما يجعل الاحتفاظ بالمخزون المنوي والبويضات مستقبلا، يكفل حماية وضمان للإنجاب، لاسيما سرطان الخصية الأكثر شيوعا عند الرجال، الذين هم في سن الإنجاب ويمكن أن يكون علاجه جراحيا، باستئصال الخصية، أو بواسطة الإشعاع أو بالعلاج الكيميائي الذي يمكن أن يقلل أو يوقف إنتاج الحيوانات المنوية، التي تمكن من تحقيق نتائج ايجابية وسط 35 من المصابين.
كما تحدثت عن دراسات علمية وطبية كثيرة تسمح بعلاج العقم، خاصة وأن التقنيات متوفرة لدى الأطباء في الجزائر، ولم تعد مقتصرة فقط على بلدان الخارج، وأوضحت أن المراكز أضحت متوفرة بكثرة والقطاع الخاص أصبح مكملا للقطاع العام بعدما أخذ على عاتقه جزء كبيرا من الحالات وضمان فعاليات العلاج، مع وجود مراكز التجميد لتؤكد في ذات الفكرة أن نسب نجاح عمليات التلقيح الاصطناعي تختلف من حالة إلى أخرى، وتتراوح نسب النجاح ما بين 30 إلى 100 بالمائة، لاسيما أن تطور العلم سمح بالقدرة على تجميد بويضات المرأة المصابة بالسرطان، خلال فترة خضوعها للعلاج عن طريق الأشعة، ثم يمكنها الحمل بعد الشفاء. وهو الأمر ذاته بالنسبة للنساء الخاضعات لعملية تصفية الكلى عن طريق الجهاز، حيث تتم متابعة حالاتهن إلى غاية الولادة.
منصور.ج