محلي

ورشة تكوينية حول تقنية الرأب الوعائي التاجي

في إطار تعزيز التكوين الطبي المستمر، والرفع من كفاءة الأطباء في التعامل مع أمراض القلب والشرايين، نظمت مصلحة أمراض القلب بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران، تحت إشراف البروفيسور “بن عطا نادية”، ورشة عمل تكوينية حول تقنية الرأب الوعائي التاجي (Angioplastie)، المستعملة في علاج حالات النوبات القلبية الحادة المعروفة طبيًا بمتلازمة الشريان التاجي الحادة.

وفي تصريحها بالمناسبة، أوضحت البروفيسور “بن عطا نادية”، أن هذه التقنية تُعدّ من أهم وسائل العلاج الفوري للحالات القلبية الطارئة، حيث تُستخدم لفتح الشريان التاجي المنسد أو المتضيق، مما يُمكّن من استعادة تدفق الدم إلى عضلة القلب وتجنّب التلف الدائم للنسيج القلبي، وهو ما يُساهم بشكل مباشر في إنقاذ حياة المرضى، مشيرة الى أن هذا المرض يُعتبر من أكثر الأمراض القلبية انتشارا، وهو السبب الأول في الوفيات عبر العالم، بما في ذلك الجزائر، مشيرةً إلى أن الأشخاص المعرضين للإصابة هم الذين لديهم عوامل خطر،مثل:التدخين، داء السكري، ارتفاع الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم.

وأكدت البروفيسور “بن عطا” أن الهدف الأساسي من هذه الورشة، هو تكوين الأطباء العامين لتمكينهم من تشخيص النوبات القلبية في الساعات الأولى من الإصابة، مما يسمح بالتدخل العلاجي السريع، وتوجيه المرضى إلى مصلحة أمراض القلب لتلقي العلاج المناسب عن طريق تقنية الرأب الوعائي التاجي قبل أن تصل الإصابة إلى مرحلة التلف غير القابل للعلاج في عضلة القلب.

وفيما يخص النشاط اليومي للمصلحة، كشفت البروفيسور “بن عطا”، أن المصلحة تستقبل أكثر من 60 حالة شهريًا من المرضى الذين يعانون من نوبات قلبية، وتقوم يوميًا بإجراء هذه التقنية في إطار الحالات الاستعجالية لمريض أو مريضين، إضافة إلى3 إلى 4 عمليات مبرمجة يوميًا.

من جهته، صرّح البروفيسور “الطيب جيلالي”، رئيس وحدة الطب التدخلي القلبي (القسطرة القلبية)، التابعة لمصلحة الامراض القلبية أن العديد من المرضى الذين يُعانون من نوبات قلبية حادة تصل أعراضهم في شكل ألم حاد على مستوى القفص الصدري، ويتم تحويل عدد من الحالات الاستعجالية من مؤسسات استشفائية أخرى بولاية وهران، وكذا من ولايات أخرى معسكر، مستغانم وغليزان، حيث يتم تشخيص الحالة بسرعة بفضل تخطيط القلب الكهربائي (ECG)، وأكد البروفيسور “طيب” أن “هذه التقنية فعّالة، متطورة، ومريحة للمريض، وتُعد وسيلة علاجية جذرية لأمراض الشرايين التاجية، وهي تقنية دقيقة تتطلب طاقمًا طبيًا مؤهلًا ومعدات متطورة.”وفي شرح مبسّط لآلية عمل هذه التقنية، أوضح أنه:” هذه التقنية تعتمد على إدخال قسطرة رفيعة من شريان الفخذ أو الرسغ، وتوجيهها نحو الشريان التاجي المسدود. بعد تحديد مكان الانسداد، يتم تمرير سلك رفيع، ثم وضع دعامة صغيرة مثبتة على بالون. يُنفخ البالون لتوسيع الشريان، وتُترك الدعامة في مكانها لاستعادة جريان الدم. ”

وأضاف أن الورشة تهدف أيضًا إلى نقل الخبرة للأطباء في هذا المجال، مشيرًا إلى وجود مشروع لتوفير هذه الخدمة على مدار 24 ساعة في اليوم، ما سيساهم في إنقاذ حياة العديد من المرضى.

وتضمنت الورشة برنامجًا علميًا ثريًا، جمع بين العروض الإكلينيكية، والجلسات النقاشية، ومحاضرات متخصصة ألقاها أطباء ومختصون في أمراض القلب، حيث تم التطرق إلى حالات سريرية تتعلق بالذبحة الصدرية غير المستقرة، احتشاء عضلة القلب مع أو بدون ارتفاع ST، الذبحة المكافئة، ومضاعفات التخثر، إلى جانب محاضرات حول تدبير الألم الصدري، اضطرابات النظم، والتوصيات الخاصة بمتلازمة الشريان التاجي الحادة.

منصور.ج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى