
شهدت مدينة شنزن الصينية خلال الفترة الممتدة من 20 إلى 24 ماي الجاري، فعاليات النهائيات العالمية لمسابقة “هواوي” لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2024/2025، بمشاركة قياسية بلغت أكثر من 210.000 طالب من أزيد من 2000 جامعة تمثل أكثر من 100 دولة عبر العالم.
وسط هذه المنافسة العالمية الشرسة، سطع نجم الطلبة الجزائريين الذين أثبتوا مجددا جدارتهم وتألقهم، بتحقيقهم أربع جوائز مرموقة، في إنجاز نوعي يعكس المستوى المتقدم الذي بلغته المنظومة الجامعية الجزائرية في مجال التكنولوجيا والرقمنة.
الجائزة الكبرى من نصيب طلبة المدرسة العليا للإعلام الآلي بسيدي بلعباس
أحرز الفريق المكون من الطلبة (دلة عبد الرحمان، سنوسي إبراهيم ومهلول محمد) من المدرسة العليا للإعلام الآلي بسيدي بلعباس، الجائزة الكبرى في فئة الحوسبة، تحت إشراف وتأطير المهندس “أنيس مسعودي”، وذلك في تتويج جديد يُضاف إلى سلسلة من النجاحات الدولية التي تحققها هذه المؤسسة الأكاديمية الرائدة.
وفي إنجاز فردي لافت، حصد الطالب “طالبي عبد الرحمان” من المدرسة نفسها المرتبة الأولى في فئة الشبكات، بإشراف المهندس والأستاذ “مختار المراح”، مما يعكس ثنائية التفوق الجماعي والفردي التي تتميز بها المدرسة.
تألّق متواصل وثقة دولية في الكفاءة الجزائرية
اللافت في هذه الدورة، أنه للمرة الثالثة على التوالي، تواصل المدرسة العليا للإعلام الآلي بسيدي بلعباس تصدرها للنهائيات العالمية، ما يؤكد أن هذا التميز ليس وليد الصدفة، بل نتيجة عمل منهجي وتكوين أكاديمي عالي المستوى. وبهذه المناسبة، قدّم رئيس الجامعة البروفيسور “بوزياني مراحي” ومدير المدرسة الأستاذ “بن سليمان سيدي محمد” أحر التهاني والتبريكات للطلبة المتوّجين، مؤكدا أن هذا الإنجاز هو ثمرة اجتهاد الطلبة والتأطير النوعي للمؤسسة، كما يعكس المكانة الدولية التي بدأت تحتلها الجزائر في مضمار التكنولوجيا الرقمية.
دعم مؤسسي واهتمام متواصل بالطلبة المتفوقين
في إطار سياستها الرامية إلى دعم الطلبة المتفوقين، وتهيئة بيئة محفزة على الإبداع والابتكار، تواصل جامعة “جيلالي ليابس” بسيدي بلعباس، تعزيز شراكاتها مع المؤسسات الرائدة في مجالات التكنولوجيا والبحث العلمي، بهدف تمكين طلبتها من فرص حقيقية للتكوين والتوظيف.
وفي سياق هذا التوجه، نظمت كلية العلوم الدقيقة، بالشراكة مع شركة “هواوي” العالمية، يومًا إعلاميًا لفائدة الطلبة، احتضنته قاعة المحاضرات بالمكتبة المركزية. وقد هدف هذا الحدث إلى تسليط الضوء على فرص التدريب والتوظيف المتاحة في مجالات البرمجة، الحوسبة والشبكات، وهي مجالات تزداد أهميتها في سوق العمل الرقمي.
الفعالية جاءت بمبادرة من النادي العلمي لكلية العلوم الدقيقة، وبجهد وتنسيق مباشر من الطالب “سايح عبد الإله”، ممثل شركة “هواوي” بسيدي بلعباس، الذي أكّد في كلمته الافتتاحية أنّ الحدث يشكّل خطوة نوعية في فتح أبواب التوظيف والتربصات في الحرم الجامعي، مشيرًا إلى أهمية الشراكة المثمرة مع شركة “هواوي” في دعم المواهب الشابة.
وقد شهد اليوم الإعلامي حضور ممثلين عن شركة “هواوي”، إلى جانب إطارات من الجامعة، وأساتذة، وطلبة من مختلف النوادي العلمية، مما يعكس روح الانفتاح والتفاعل بين الجامعة والمؤسسات الاقتصادية الكبرى، ويؤكد عزم الجامعة على مواكبة متطلبات العصر الرقمي من خلال تكوين طلبة أكفاء ومتمكنين.
فرص مستقبلية وتفاعل مؤسسات داعمة
تميز هذا اليوم المفتوح بحضور ممثلين عن المجمع “حسناوي” و”اتصالات الجزائر”، إضافة إلى مؤسسات داعمة مثل حاضنة الأعمال، مركز دعم المقاولاتية، مكتب الربط الجامعي بالمحيط الاقتصادي والاجتماعي، والنادي العلمي، ما ساهم في جمع عدد كبير من السير الذاتية للطلبة المتفوقين وتوجيهها نحو الشركات الوطنية والدولية، وعلى رأسها شركة “هواوي”، بهدف خلق فرص عمل حقيقية تعزز من حضور الشباب الجزائري في سوق الشغل العالمية.
نجاح أكاديمي وشراكة واعدة نحو اقتصاد رقمي
يؤكد التتويج الجديد الذي حققه الطلبة الجزائريون في النهائيات العالمية لمسابقة “هواوي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2024/2025” بالصين، أن الجزائر باتت تمتلك رأسمالا بشريا معرفيا قادرا على المنافسة في المحافل التكنولوجية الدولية. فقد أثبت طلاب مؤسسات جامعية مرموقة، من بينها جامعة “جيلالي ليابس” بسيدي بلعباس، أنهم سفراء العلم والإبداع، بفضل كفاءتهم العالية، وتكوينهم العصري، واستعدادهم لرفع التحديات الرقمية.
ويُعدّ هذا الإنجاز دليلاً ساطعًا على القدرات التكنولوجية المتقدمة التي يتمتع بها الطلبة الجزائريون، وعلى جودة التأطير الأكاديمي الذي توفره الجامعات الجزائرية، خاصة مع نجاح برامج الشراكة بين الجامعة والقطاع الصناعي، وعلى رأسها التعاون مع شركات عالمية مثل “هواوي”، التي تفتح آفاقًا حقيقية للتكوين الميداني، والتوظيف، وابتكار الحلول الرقمية.
في هذا السياق، تلعب جامعة “جيلالي ليابس” دورًا رياديًا في ترسيخ ثقافة التميز، حيث أصبحت فضاءً خصبًا للإبداع والابتكار، بفضل الرؤية الاستراتيجية التي يشرف عليها مدير الجامعة، البروفيسور “بوزياني مراحي”، الذي يولي أهمية بالغة لتطوير المهارات الرقمية، وتعزيز انفتاح الجامعة على محيطها الاقتصادي والاجتماعي، إيمانًا منه بأن الجامعة ليست مجرد فضاء للتلقين، بل فاعل محوري في رسم ملامح المستقبل.
إن النجاحات المتتالية التي يحققها الطلبة الجزائريون دوليًا ليست مجرد إنجازات فردية، بل تعبير صادق عن نضج المنظومة الجامعية، واستعدادها الكامل للمساهمة في بناء اقتصاد رقمي تنافسي ومتكامل، يضع الجزائر في مصاف الدول المنتجة للمعرفة والتكنولوجيا.
فتحي مبسوط