
كشفت البروفيسور “نضار” المختصة في علاج تأخر الإنجاب والعقم ليومية
“البديـل”، أن مشروعا جديدا يلوح في الأفق، يتعلق بإنجاز مركز علاج تأخر
الإنجاب والعقم بولاية وهران بالتنسيق مع مصر الشقيقة.
مضيفة أن هذا الصرح الصحي سيكون دعما حقيقيا للمراكز الثلاثة الموجودة،
مما سيساهم في تخفيف عناء التنقل عن المرضى ويمنح الفرصة للأزواج من
أجل تلقي التكفل الصحي التام، سواء من وهران أو من باقي الولايات، خاصة
وأن الجزائر بحاجة إلى مراكز متخصصة في هذا المجال، في وقت لا يتجاوز
عدد مراكز علاج تأخر الإنجاب والعقم 15 مركزا عبر كل التراب الوطني،
وهو ما يعتبر عددا منخفضا جدا، أمام انتشار هذا المشكل الصحي بين الأزواج،
مقارنة بدولة تونس الشقيقة التي تتوفر على عدد هائل منها، رغم قلة الكثافة
السكانية بها.
كما ذكرت أن الدولة الجزائرية وفرت عديد الآليات، التي تسمح للطبيب
والمختص توفير التجهيزات المتطورة، من أجل ضمان رعاية صحية في
المستوى للمريض الجزائري، على غرار مؤسسات الدعم “آناد، ناسدا….”،
ناهيك عن الدور الكبير لشركات الأدوية التي تزود السوق الجزائرية بآخر ما
توصلت إليه تكنولوجيا الطب في عالم التجهيزات، إلى جانب مساهمتها في التكفل
بالأطباء، الذين يحاضرون أو يتنقلون إلى الخارج للمشاركة في المؤتمرات طبية،
وهذا ما يساهم في تطور الرعاية الطبية للفرد.
وفيما يخص وضعية مشكل تأخر الإنجاب والعقم في الجزائر، فقد أوضحت
البروفيسور “نضار”، أنه في العالم يوجد من 15 إلى 20 بالمائة من المتزوجين
حديثا يعاون من تأخر الإنجاب أو العقم. موضحة أن تواجدها في العمل الميداني،
كشف أن النسبة تضاعفت، مقارنة بالـ 10 سنوات الأخيرة، فإن تأخر الإنجاب
أصبح ضعفين وثلاثة أضعاف النسبة التي كانت في سنوات سابقه، مؤكدة أنه
خلال فحصها لـ 30 مريضة، كانت تصادف بين 5 و6 حالات تعاني من تأخر
الإنجاب، بينما في الوقت الحالي أصبحت تصادف 10 حالات إلى 15 حالة من
بين 30 حالة تعاني من تأخر الإنجاب.
مراكز التلقيح على مستوى الجمهورية ضئيل جدا
من جهة أخرى، كشفت البروفيسور “نضار” أن مراكز التلقيح على مستوى
الجمهورية الجزائرية تعتبر قليله جدا مقارنة بالكثافة السكانية، عكس عديد الدول،
على غرار الدول الغربية، تونس ومصر…، مشيرة إلى أنه في وهران مثلا هناك
3 مراكز فقط، وتعتبر قليلة جدا مقارنة بعدد الوافدين إليها، لاسيما وأنها تستقبل
عديد الولايات.
في استشرافات هذه الوضعية إلى غاية 2035، تشير حسب البروفيسور
“نضار”، إلى أن مشكل تأخر الإنجاب والعقم سيزدادان، معناه الجنس البشري
أصبح مهددا بالانقراض، مما يفرض علينا البحث عن حلول جذرية للمشكل، عن
طريق الوقاية من الإصابة به عبر حملات تحسيس وتوعية، خاصة وأن سبل
الوقاية سهلة جدا، ويمكن تطبيقها بكل بساطة من طرف المرأة والرجل، عبر
اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة الرياضة، تجنب استهلاك المواد الخطيرة
والممنوعة، ممارسه المشي، لبس ألبسة فضفاضة، عدم الجلوس لفترات طويلة
وتغيير نمط الحياة إلى نمط طبيعي وصحي.
ميمي قلان