الجهوي‎محلي

المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 54

أيام تكوينية حول ضمان الجودة في البيولوجيا الطبية

 أكثر من 600 تحليل بيولوجي يوميا

 احتضنت المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران، بحر الأسبوع الماضي، فعاليات الأيام التكوينية الدراسية الأولى حول ضمان الجودة في البيولوجيا الطبية، من تنظيم مصلحة البيوكيمياء التابعة للمؤسسة تحت إشراف البروفيسور “ناشي مراد”، وذلك في إطار البرنامج العلمي السنوي المسطر من طرف المصلحة.

وقد شهد هذا الحدث العلمي الهام مشاركة ما يقارب 100 مشارك من أطباء وبيولوجيين وشبه طبيين، من مختلف المصالح التابعة للمؤسسة الاستشفائية الجامعية، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات صحية عمومية وخاصة من ولاية وهران، وقد شكّل هذا اللقاء مناسبة علمية هادفة لتسليط الضوء على أهمية تعزيز دقة وموثوقية التحاليل البيولوجية، من خلال التحكم الصارم في مختلف مراحل العمل المخبري، بدء من سحب العينة إلى غاية إصدار النتائج، مع تحليل العوامل التي قد تؤثر على مصداقية النتائج، باعتبارها عنصرا محوريا في التشخيص الطبي واتخاذ القرار العلاجي السليم.

ووفقا للبروفيسور “ناشي مراد”، فإن اختيار موضوع جودة التحاليل الطبية يندرج ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى تحسين نتائج التحاليل البيولوجية، باعتبارها ركيزة أساسية في اتخاذ القرارات الطبية والعلاجية. وأضاف أن تحسين جودة هذه النتائج ينعكس مباشرة على تحسين نوعية التكفل بالمرضى. كما كشف البروفيسور أن مصلحة البيوكيمياء تستقبل يوميًا ما يقارب 300 طلب تحليل من مختلف مصالح الاستشفاء، إلى جانب حوالي 200 إلى 300 طلب تحليل يستقبله مخبر التحاليل المتواجد بمصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية التابع لمصلحة البيوكيمياء، ما يرفع إجمالي التحاليل اليومية إلى نحو 500 إلى 600 تحليل، مؤكدا أن هذا الحجم الكبير من التحاليل يفرض ضرورة قصوى لتوفير نتائج دقيقة وموثوقة وفي أقصر الآجال الممكنة، بما يُمكّن الأطباء من التدخل العلاجي في الوقت المناسب.

وتضمن برنامج هذا اليوم العلمي العديد من المحاضرات، استُهلت بجلسة حول مراقبة وضبط الجودة، ناقشت أهمية التأكد من صحة نتائج التحاليل والإجراءات الواجب اتباعها لضمان مصداقيتها، وقد أطر هذه الجلسة مختص في مجال الجودة البيولوجية قدم من أوروبا.

أما الجلسة الثانية، فتناولت موضوع وضع نظام لإدارة الجودة داخل المخابر الطبية، من خلال تقديم آليات عملية تسمح بتوحيد المعايير وتطبيق بروتوكولات دقيقة تضمن دقة النتائج وتحسن أداء المخابر. كما نُظّمت ورشات تكوينية موجهة للشبه طبيين، الذين يمثلون ركيزة أساسية في سلسلة ضمان الجودة، خاصة فيما يتعلق بالمرحلة ما قبل التحليل، وقد تناولت هذه الورش موضوع الممارسات الجيدة في سحب الدم ونقل العينات البيوكيميائية، بالإضافة إلى أسس أخذ العينات في علم الجراثيم.

للإشارة، فقد أشرف على افتتاح هذه التظاهرة العلمية “بار رابح” المدير العام للمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران، بحضور كل من   “عاشوري مجيد” المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي “بن زرجب” وهران، البروفيسور “تومي هواري” رئيس المجلس العلمي والسيد “قادي محمد هبري” المدير العام المساعد، إضافة الى حضور رؤساء المصالح الاستشفائية والإدارية.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد المدير العام أن البيولوجيا الطبية تُعدّ ركيزة أساسية في منظومتنا الصحية، إذ تمثل المرحلة الأولى للتشخيص، وتشكل الأساس لاتخاذ القرارات الطبية، مضيفا أن الجودة في هذا المجال ليست خيارا، بل ضرورة حتمية، ويُعتبر هذا اليوم التكويني فرصة لتعزيز التزامنا المشترك، وتبادل الخبرات، واستعراض مختلف التحديات التي تواجهنا، مع تسليط الضوء على أفضل الممارسات التي من شأنها أن تقودنا نحو التميز.

منصور.ج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى