
في مشهد يفيض فخرا بالعلم والعلماء، احتضنت القاعة الشرفية بمقر ديوان ولاية سيدي بلعباس، حفلا رسميا مهيبا لتكريم نخبة من الأساتذة الجامعيين الذين تمت ترقيتهم إلى رتبة “أستاذ مميز” و”أستاذ استشفائي جامعي مميز”، بلغ عددهم 14 أستاذا من مختلف التخصصات على مستوى ولاية سيدي بلعباس.
جاء هذا التكريم المرموق بتنظيم مشترك بين ولاية سيدي بلعباس وجامعة “جيلالي ليابس”، وتحت إشراف السيد والي الولاية، الذي حرص على توجيه تهانيه الخالصة للأساتذة المتوجين، مشيدًا بمساهماتهم العلمية الرفيعة وجهودهم في خدمة الجامعة والمجتمع. وأكد في كلمته أن هذا التكريم يكرّس ثقافة الاعتراف بالجميل ويعكس المكانة التي بات يحتلها التعليم العالي في الجزائر الجديدة.
حضور رسمي يترجم رمزية الحدث ورفعة مكانته
عكست مراسم التكريم التي احتضنتها القاعة الشرفية بديوان ولاية سيدي بلعباس الأهمية الكبيرة التي توليها السلطات المحلية والجامعية للعلم وأهله، من خلال حضور رسمي ضم شخصيات بارزة في المشهد المؤسساتي والإداري.
فقد شارك في هذا الحفل كل من رئيس المجلس الشعبي الولائي، أعضاء اللجنة الأمنية والأمين العام للولاية، إلى جانب ممثلي الهيئات الاستشارية الوطنية، مدير جامعة “جيلالي ليابس”، رئيسة دائرة سيدي بلعباس، رئيس المجلس الشعبي البلدي والأمين الولائي لمنظمة أبناء المجاهدين، إضافة إلى المدراء التنفيذيين لمختلف القطاعات.
وقد أضفى هذا الحضور الرسمي على الحفل طابعًا خاصًا يترجم التقدير العالي الذي تحظى به الكفاءات الجامعية. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، عبّر مدير جامعة “جيلالي ليابس” عن تهانيه الخالصة للأساتذة المتوجين، معتبرًا هذا التكريم أكثر من مجرد احتفاء فردي، بل رسالة واضحة تعكس احترام المؤسسة الجامعية لقيم العمل والعطاء العلمي، وشكر بالمناسبة السلطات المحلية على دعمها لهذا الحدث الذي وصفه بـ”الاستثنائي”، لما يحمله من رمزية ودلالة في تعزيز ثقافة التميز والوفاء للعلم والمعرفة.
14 أستاذا يصنعون المجد الأكاديمي في سيدي بلعباس
في إطار التكريم الرسمي الذي نُظم من طرف ولاية سيدي بلعباس وجامعة “جيلالي ليابس”، تَوجت 14 قامة أكاديمية من خيرة الأساتذة الباحثين في الولاية، بلقب “أستاذ مميز” و”أستاذ استشفائي جامعي مميز”، عرفانًا بجهودهم العلمية وتقديرًا لمسيرتهم الحافلة بالعطاء في خدمة التعليم العالي والبحث العلمي.
وقد ضمت قائمة المكرّمين كلا من (زينب بن عمارة، علي جباري، علي خالفي، بلعباس سوديني، ماجدة سقال، حمزة عبيد، محمد كريم فلاح، عبد الدايم قدون، عبد الرزاق مسلي، مصطفى بجاوي، طيب جادل، زهية زواوي، عبد الكريم سليمان، وبدر الدين عبد الكريم قندوسي). ويُعد هذا التكريم المستحق شهادة حيّة على ما قدمه هؤلاء الأكاديميون من إسهامات نوعية في مجالاتهم، تأكيدًا على أن التميز لا يأتي صدفة، بل هو ثمرة جهد متواصل، ورؤية علمية راسخة، والتزام حقيقي برسالة الجامعة.
تكريم وطني يعكس رؤية الدولة للعلم
يُذكر أن هذا التكريم المحلي يأتي استكمالا لحفل وطني مماثل، أشرف عليه وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد “كمال بداري”، بتاريخ 16 أفريل 2025، أين تم تكريم 304 أستاذا مميزا من مختلف جامعات الوطن.
وبهذه المناسبة، أكد الوزير أن اعتماد القانون الخاص بالأستاذ الجامعي المميز يعكس حرص الدولة الجزائرية، وعلى رأسها رئيس الجمهورية السيد “عبد المجيد تبون”، على تعزيز مكانة الجامعة الجزائرية وتمكين البحث العلمي من أداء دوره كمحرّك رئيسي للمجتمع والاقتصاد الوطني.
حفل التكريم لم يكن مجرد لحظة احتفالية، بل هو رسالة أمل بأن الجزائر الجديدة تُبنى بسواعد علمائها وبجهود أساتذتها، ممن أثبتوا التزامهم برسالة الشهداء والمجاهدين، وساهموا في بناء مجتمع معرفي يرتقي بالفكر ويصنع الفرق.
فتحي مبسوط