رياضة

اجتماع طارئ اليوم برئاسة “صادي”…

ثالوث "التحليل"، "التحكيم" و"خطاب الكراهية" يلغم الملاعب الجزائرية

وصلت أحداث الشغب التي باتت تميز الملاعب الجزائرية إلى قبة البرلمان، حيث وجه النائب البرلماني “مصطفى بصيري” من ولاية وهران سؤال كتابي لوزير الاتصال.

وطالب النائب بتفعيل سلطة الضبط السمعي البصري، بعد تزايد خطابات الكراهية والخرجات الإعلامية لأشباه المحللين وفق ما وصفه عبر بعض القنوات التلفزيونية، والتي أصبحت تشكل خطر كبير لتفشي ظاهرة العنف سواء في الملاعب أو خارجها، وأثناء تنقلات أنصار مختلف الأندية المحلية يضيف ذات النائب، مؤكدا أن بعض المحللين يواصلون مهامهم القذرة بإيعاز من بعض الأطراف.

وفي ذات السياق، أصدرت رابطة كرة القدم المحترفة، بيانا أعربت فيه عن قلقها الشديد إزاء الأحداث المتسارعة والبعيدة عن الروح الرياضية التي عرفتها مباريات الجولة الـ 23 من منافسة المحترف الأول، وأكدت الرابطة رفضها القاطع لكل المظاهر التي تسيء لصورة الكرة في الجزائر. كما دعت جميع الفاعلين من أندية وأنصار ولاعبين إلى التحلي بالروح الرياضية العالية، واللعب النظيف، فيما شددت على أن الهزائم ليس مبررا لتجاوز القانون والمساس بسلامة المناصر واللاعب. وحذرت الرابطة في الأخير، من أي تصرفات مخالفات للقانون التي قد تعرض المتسببين لأقصى العقوبات.

وكان رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم “الفاف”، “وليد صادي” قد وجه استدعاء لرؤساء أندية الرابطة المحترفة، لعقد اجتماع طارئ. وكشف الموقع الرسمي لـ”الفاف”، يوم الأحد، بأن هذا الاجتماع، يأتي في ظل التصاعد المقلق لظاهرة العنف في الملاعب، وتزايد خطابات التحريض، والكراهية. كما أضاف بيان “الفاف”، بأن هذا الاجتماع، يأتي في وقت يقترب فيه الموسم الكروي من محطته الأخيرة، ما يضع مسؤولية كبيرة على عاتق جميع الفاعلين، لضمان استمرارية المنافسة في إطار يحترم القوانين، ويُعلي من شأن القيم الرياضية.

وجدد الاتحاد الجزائري لكرة القدم، تأكيده على التمسك بأخلاقيات الرياضة، والمنافسة الشريفة، داعيا جميع الأطراف المعنية للتحلي بروح المسؤولية.

وعرفت الملاعب الجزائرية خلال الأسابيع الأخيرة تصاعدًا مقلقًا في وتيرة العنف، بدء بمباراة اتحاد الحراش ومستقبل الرويسات في دوري الدرجة الثانية في نهاية شهر فبراير الماضي، والتي أجلت لاحقًا ولم يتم الفصل فيها حتى الآن، بسبب الأحداث المؤسفة التي رافقتها. كما تعرض أنصار مولودية الجزائر إلى اعتداءات خطيرة أثناء عودتهم من مدينة بسكرة، بعد فوز فريقهم على الاتحاد المحلي بهدف من دون رد، حيث تم إحراق إحدى حافلات المشجعين، مع وقوع العديد من الجرحى.

وضجّت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأولى من يوم الأحد بصور ومقاطع فيديو، تظهر تعرض مشجعي مولودية الجزائر لاعتداءات خطيرة في طريق العودة إلى العاصمة الجزائرية بعد نهاية مباراة اتحاد بسكرة، وسط الكثير من الروايات المختلفة حول أسباب اندلاع تلك الاعتداءات الخطيرة.

ولم تكن أحداث ما بعد مباراة اتحاد بسكرة ومولودية الجزائر الوحيدة منذ بداية الموسم الجاري التي شابتها أحداث شغب، حيث شهدت الكثير من الملاعب حالات عنف وشغب خطيرة لم تقتصر على دوري المحترفين، بل تعدتها حتى إلى مختلف الدوريات الأخرى، ومنها دوري الدرجة الثانية للهواة.

وكان الموسم الماضي من الدوري الجزائري، شهد بدوره العديد من أعمال العنف والتخريب في الملاعب، ورغم العقوبات المغلظة التي سلطتها رابطة كرة القدم المحترفة على الأندية ومشجعيها، من خلال فرض عقوبة اللعب دون جمهور في العشرات من المباريات منذ الموسم الماضي وإلى غاية الموسم الجاري، إلا أن هذه العقوبات لم تكن رادعة وتواصل العنف بسبب تغذيته من عدة مصادر فاعلة في محيط كرة القدم الجزائرية.

ويرى الكثير من المتابعين بأن ظاهرة العنف في الملاعب الجزائرية تتغذى من ثالوث الشغب المعروف، على حد تعبيرهم، التحليل والتحكيم وخطاب الكراهية، بعدما تجاوز الأمر كل الخطوط الحمراء، بدليل خروج استوديوهات التحليل بالجزائر عن قواعد الموضوعية والروح الرياضية وتبنيها للخطاب الشعبوي والنعرات التشجيعية بلغة الولاء للانتماء والألوان.

ولا تخضع الكثير من استوديوهات التحليل في القنوات الجزائرية برأي الكثير من المتابعين لأي قواعد وضوابط، وتجنح في الكثير من المرات إلى تبني نظريات المؤامرة والفوضى والحسابات الضيقة، والتشهير لأغراض ربحية وشخصية في الغالب دون الاكتراث بردود الفعل الجماهيرية، وضرورة مخاطبة المشجعين المراهقين الذين يشكلون الفئة الأكبر من عشاق كرة القدم الجزائرية.

ويبرز متابعون تصاعد خطاب الكراهية والتحريض على العنف في منصات التواصل الاجتماعي، كمؤشر محوري في تأجيج ظاهرة العنف في الدوري الجزائري للمحترفين، ولو أن هذا الخطاب يمر في بعض الأحيان عبر القنوات الإعلامية سواء بالتدبير والتحضير أو الجهل والتقصير.

وكانت أزمة مستقبل الرويسات واتحاد الحراش أكبر دليل على تنامي ظاهرة خطاب الكراهية والعنصرية وسط مشجعي كرة القدم الجزائرية، ما أدى إلى تدخل السلطات الرسمية والاتحاد الجزائري لكرة القدم من أجل احتواء هذه الأزمة، من خلال نشر بيانات للتهدئة وتفعيل مبادرة صلح للرد على المروجين للأفكار العنصرية والجهوية التي لم يسبق أن طفت إلى السطح في كرة القدم الجزائرية، كما يحدث حاليا بسبب الجانب المظلم للسوشيال ميديا، الذي بات خطرا يهدد مستقبل الكرة الجزائرية، إن لم يتم احتواؤه في الوقت المناسب.

شريف. م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى