الحدث

جون نويل بارو يحل اليوم بالجزائر للقاء نظيره أحمد عطاف

الهجرة، الذاكرة وملفات أخرى على طاولة النقاش

تعود اليوم العلاقات الجزائرية – الفرنسية لتصنع الأحداث العالمية من خلال الزيارة التي سيقوم بها وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، السيد “جون نويل بارو” من أجل إذبة الجليد وإعطاء إفراج للأزمة بين البلدين والتي غذاها اليمين المتطرف بحقده الدفين وإصراره على إذكاء نار الفتنة والحقد.

وعليه، فإن زيارة السيد “جون نويل بارو” ستشكل دون ريب منعطفا حاسما في العلاقات بين البلدين في انتظار مخرجاتها وستؤسس لا محالة  لإستعادة الحوار الدبلوماسي بعد أزمة بين البلدين عرفت عدة تقاطعات وتجاذبات على غرار سحب الجزائر سفيرها من باريس واستدعاء سفير فرنسا بالجزائر لمسائل وقضايا أخرى.

وبرأي الملاحظين فإنّ زيارة  السيد “جون نويل بارو” اليوم إلى الجزائر والتي كان الرئيسان الجزائري، السيد “عبد المجيد تبون” والفرنسي “إيمانويل ماكرون” قد إتفقا عليها أثناء الإتصال الهاتفي بينهما يوم 31 مارس الماضي، وأيضا بعد مهاتفة السيد “جون نويل بارو” لوزير الخارجية، السيد “أحمد عطاف”، الخميس الماضي، وتأكيدها من طرف كي دورساي بباريس، ستكون دون مراء لبنة أساسية لعودة الدفء في العلاقات بين البلدين وإذابة الجليد بسبب الحرب العشواء والحملة البشعة والموجهة من اليمين المتطرف غلى كل ما هو جزائري. كما ستكون المناسبة للعودة التدريجية للعلاقات الثنائية ومناسبة للحديث حول ما لم بيكن يسر الناظرين وأثقل حمل البلدين.

ورغم أن السيد “جون نويل بارو”، المعروف برويته ورصانته ورغبته الشديدة في أكثر من مناسبة على إنهاء الأزمة بين البلدين وفتح الملفات العالقة ومناقشة القضايا التي أزمت العلاقات بين البلدين وفتح حوار بناء وشفاف مع نظيره الجزائري، السيد أحمد عطاف”، فإنّ اليد الممدودة للجزائر سيجد فيها ما يبحث عنه لكن وفق إلتزامات وخطوط مروسمة كخريطة طريق لإعادة العلاقات من باب المصالح المتبادل والقواسم المشتركة دون التخلي عن القضايا الجوهرية التي تتشبث بها الجزائر.

ولعل وزير خارجية فرنسا يعرف ذلك جيدا وأكثر ويدرك أنّ هذه الزيارة ستكون مصيرية وقد تعيد البوصلة إلى اتجاهها الصحيح بما يحذو وعليه فإنّ الجزائر ظلت ملتزمة بحكمتها الراسخة حين الأزمة بأن الحل يكمن في الحوار ولكن مع الرئيس الفرنسي أو من يختاره لينوب عنه أو بين وزيري خارجيتي البلدين، كما صرح به رئيس الجمهورية، السيد” عبد المجيد نبون: في لقائه الدوري الأخير مع الإعلام الجزائري، وقد كان واضحا وحازما وحاسما، وكانت رسالته واضحة لوزير الداخلية الفرنسي “برينو روتاريو” الذي لا يزال يعتقد بأن الجزائر مقاطعة فرنسية، وخاض في مسائل لم تكن ضمن صلاحياته، واستغل الأزمة بين البلدين ليؤجج نار الفتنة ويصنع منها ديباجة لحملته الإنتخابية المقبلة باستمالة كل أنصار اليمين المتطرف.

لقاء اليوم بين وزيري خارجيتي البلدين سيتم خلاله التباحث حول ملف الهجرة، الذي سيأخذ لا ريب حصة الأسد لأنه كان بنسبة كبيرة في توتر العلاقات بين البلدين، إلى جانب ملفات أخرى على غرار التعاون والتنسيق الأمنيين والقضائيين وعودة اللجة المشتركة للمؤرخين الجزائريين والفرنسيين للإجتماع والشراكة الإقتصادية، فهل سيصلح السيد “جون نويل بارو” ما أفسده اليمين المتطرف؟

هشام رمزي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى