
تظل (إنفيديا) اللاعب الأقوى في سوق الرقائق
أصبح المستثمرون مؤخرا، أكثر حذرا عند الحديث عن ضخ المزيد من الأموال في شركة صناعة الرقائق
الأمريكية (إنفيديا)، بعدما تبين أن تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي الحاسوبية، لن يكون مسارا مستقيما
ولن يعتمد فقط على التقنيات التي تنتجها الشركة العملاقة. ومع ذلك، تظل (إنفيديا) اللاعب الأقوى
في سوق الرقائق، والبائع الأبرز للشركات التي تريد الاندفاع نحو الذكاء الاصطناعي، مستفيدة من
الطلب الهائل على معالجاتها المتقدمة مثل “هوبر” و”بلاكويل”.
ترقب لأرباح “إنفيديا”.. ما الذي تنتظره الأسواق؟
ولكن استمرار نجاح (إنفيديا)، يعتمد على ما إذا كانت (مايكروسوفت) و(غوغل) وشركات التكنولوجيا
العملاقة الأخرى، ستجد استخدامات تجارية كافية للذكاء الاصطناعي، تتيح لها تحقيق أرباح من
استثماراتها الضخمة، في شرائح (إنفيديا)، باهظة الثمن، في حين تسبب إصدار شركة DeepSeek
الصينية نموذجا للذكاء الاصطناعي يتطلب موارد أقل، بضغوط هائلة على صانعة الرقائق الأميركية.
فمنذ قرابة الشهر نشرت DeepSeek الصينية ورقة تفصيلية، عن قدرات نموذجها الجديد وكيف تم
إنشاؤه، ما تسبب بانخفاض القيمة السوقية لـ Nvidia بمقدار 589 مليار دولار في يوم واحد، وهو
أكبر انخفاض في تاريخ سوق الأوراق المالية، لتعود الشركة الأمريكية وتتعافى على مدار الأسابيع
التالية، إلا أنها وبحلول أواخر شهر فبراير 2025 كانت لا تزال أقل من مستواها عند مطلع العام.
ما هي رقائق الذكاء الاصطناعي الأكثر شعبية من إنفيديا؟
المنتج الأكثر تحقيقاً للأرباح لدى (إنفيديا)، هي شريحة Hopper H100، التي تمت تسميتها
تيمّناً برائدة علوم الحاسوب “غريس هوبر”، ولكن الآن، يتم استبدال شريحة Hopper بشريحة
Blackwell التي تحمل إسم عالم الرياضيات ديفيد بلاكويل.
وتتضمن شرائح Hopper وBlackwell تقنيات تتيح تحويل مجموعات من الحواسيب إلى وحدات
فردية يمكنها معالجة كميات هائلة من البيانات وتنفيذ العمليات الحسابية بسرعات فائقة، وهذا
يجعلها مثالية للمهام التي تتطلب قدرة حوسبة عالية، مثل تدريب الشبكات العصبية، التي تشكّل
الأساس لأحدث جيل من منتجات الذكاء الاصطناعي.
ووفقاً لشركة (إنفيديا)، ، تقدم شرائح Blackwell أداءً أعلى بمقدار 2.5 مرة من أداء شرائح
Hopper في تدريب الذكاء الاصطناعي، حيث يحتوي تصميم Blackwell الجديد على العديد
من الترانزستورات التي تمنح أشباه الموصلات قدرتها على معالجة المعلومات.
وبالنسبة للعملاء الذين يتسابقون لتدريب منصات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم، فإن الأداء
الذي توفره شرائح Hopper وBlackwell أمر بالغ الأهمية، وهذا ما دفع الحكومة الأميركية
إلى منع بيع هذه الشرائح للشركات الصينية، نظرا لدورها الأساسي في عملية تطوير
الذكاء الاصطناعي.
كيف أصبحت (إنفيديا)، رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي؟
تأسست (إنفيديا)، في عام 1993، وكانت بالفعل ملكة شرائح الرسوميات، والمكونات التي
تولد الصور التي نراها على شاشة الكمبيوتر، وقد راهنت الشركة على قدرتها على جعل
رقائقها ذات قيمة خارج شاشات الكمبيوتر، ولذلك عمدت إلى تصميم مكونات تحتوي على
آلاف الأنوية المعالجة، التي تتيح للشرائح تنفيذ مهام متعددة ومعقدة بأجزاء من الثانية.
وبالفعل أدرك مهندسو (إنفيديا)، أن الشرائح الجديدة التي تم إنتاجها، بإمكانها تسهيل أعمال
باحثي الذكاء الاصطناعي في حال استخدامهم لهذا النوع من الشرائح.
وكالات