
تواصل المصالح الفلاحية بولاية عين تموشنت، حملتها التحسيسية وسط الفلاحين لتشجيعهم على بذر
المحاصيل الكبرى من القمح والشعير بعد التحسن الذي عرفته المغياثية خلال الشهر المنصرم وزيادة
المساحات المعتمدة على السقي التكميلي.
جاء ذلك بعد العزوف المسجل على التوجه للزراعات المشار اليها بسبب فترة الجفاف التي شهدتها الولاية خلال السنوات
المنصرمة وهو حسب السيدة “دليلة نيقرو”، رئيسة قسم فرعي للفلاحة بحمام بوحجر، مضيفة بلغة الأرقام، أنه وبالرغم من
تضرر الفلاح الموسم الماضي بفعل الجفاف، إلا أن العزيمة والإرادة وتدخل الدولة بإدخال الكهرباء والإنارة عبر عدد من المزارع
في هذا العام، شجع الفلاح وإعطاه نفس جديد، بحيث السنة الماضية منطقة حمام بوحجر اقتصرت على مساحة 300 هكتار
مسقية، وعرفت هذا العام قفزة نوعية إلى بلوغ 950 هكتار من الأراضي المسقية.
هذا ما يؤكد تجاوب الفلاح بهذا النظام بالرغم من تخوف الفلاح في فصل الخريف، وذلك هو تدخل السلطات بالتحسيس
والتوكل على الله، وهو ما أكدته المصالح الفلاحية من خلال القافلة التحسيسية التي انطلقت من عاصمة الولاية عين
تموشنت، لتمس مختلف المقاطعات من واد الصباح لعين الاربعاء وحمام بوحجر وصولا إلى الحساسنة.
المبادرة هذه استحسنها الفلاحون لما لهم من وزن ومسؤولية في هذه الشعبة الاستراتيجية، واعتبروها جسر بين الإدارة
والفلاح مع إرجاع الثقة في نفسية الفلاح.
وفي هذا السياق تقول ذات المتحدثة، أن عملية البذر بحمام بوحجر فاقت التوقعات، كما تقوم ذات المصالح بتحسيس الفلاح
للتوجه نحو غراسة البقول الجافة المتزامنة مع نهاية شهر فبراير ومنتصف مارس، ولا سيما الفلاحين الذين لم يستهلكوا كل
الأراضي للمحاصيل الكبرى باستغلال الميغاثية واستدراك ما تبقى في البقوليات لبلوغ الأهداف المسطرة.
السيد “هواري” مستثمر فلاحي وصاحب عقد امتياز لـ 20 هكتار يؤكد
أن الفلاح هذا الموسم كان متخوفا ومتمنيا إنشاء تامين على الجفاف وهو غير موجود حاليا بعد أن تكبد خسائر كبيرة السنة
الماضية، وغراسة ما يربو عن 80 هكتار
بالشراكة مع بعض المستثمرين، مذكرا أن الفترة هذه هي المثلى في البقوليات واستحداث بند للتعويض كالقمح والشعير،
ووضع دفتر شروط لتحفيز الفلاحين حتى لا تبقى الأراضي بورا واستغلالها في البقوليات.
كما دعا إلى يد المساعدة في تصنيف أنواع الحمص التي بحوزته والبالغة 04 على مستوى المعهد الوطني للأبحاث الزراعية
بسيدي بلعباس، مؤكدا أن الخطوة الصادقة من رئيس الجمهورية في إعادة النظر في سعر البقوليات، كانت دافعا للفلاح
للاستثمار في شعبة البقوليات عوض الاستيراد العشوائي، كما دعا تدخل الدولة في حفر الابار مع وضع برنامج لتسديد
مستحقات الحفر .
من جهتها السيدة “دليلة” تقول أن مصالحها ترافق الفلاح وتشجيعه لقطع دابر الاستيراد بمنتوج محلي على ارض مسقية
بدماء الشهداء.
يــس