
نظمت في بلدية حاسي الڨارة بولاية المنيعة حملة نظافة واسعة مصحوبة بحملة تشجير، تحت رعاية والي الولاية بن مالك مختار. تم تنظيم هذه الحملة من قبل مديرية البيئة لولاية المنيعة وبالتنسيق مع جمعية شباب المنيعة لحماية البيئة والتراث، وبمشاركة عدة هيئات ومديريات منها مديرية الري، مديرية الغابات، مديرية الديوان الوطني للتطهير، مركز الردم التقني والمجلس الشعبي البلدي لبلدية حاسي الڨارة.
كما شاركت في الحملة جمعيات فاعلة في المجتمع المدني مثل الهلال الأحمر الجزائري، جمعية الجزائر الخضراء، جمعية وفاء للإحسان والتضامن، والكشافة الإسلامية. تركزت الحملة على الطريق الرئيسي لبلدية حاسي الڨارة، حيث انطلقت من مدخل حي الواجدة. وشملت أعمال التشجير والنظافة عدة مواقع مهمة في البلدية، بما في ذلك مدرسة الشهيد علي بن تاسة الابتدائية، مركز التكوين المهني والتمهين، والملعب البلدي. كما أعرب السكان عن إعجابهم بهذه المبادرة، معربين عن أملهم في أن تمتد هذه الحملة لتشمل جميع أحياء البلدية، وأن يتم إشراك المزيد من فئات المجتمع المدني في مثل هذه المبادرات البيئية التي تساهم في تحسين جودة الحياة والحفاظ على البيئة.
السيد”زقزق عبد الرحمان” مدير البيئة لولاية المنيعة:” أهمية مثل هذه المبادرات في تعزيز الوعي البيئي”
في كلمة له خلال الحملة، أكد “زقزق عبد الرحمان” مدير البيئة لولاية المنيعة على أهمية مثل هذه المبادرات في تعزيز الوعي البيئي والحفاظ على الموارد الطبيعية، قائلاً:”تأتي هذه الحملة انسجامًا مع توجيهات الدولة في تعزيز الاستدامة البيئية ومكافحة التلوث. إن مشاركة كل هذه الفعاليات الحكومية والجمعيات والمتطوعين دليل على أن حماية البيئة مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود. لن نقتصر على تنظيف الشوارع أو زراعة الأشجار فحسب، بل نسعى إلى غرس ثقافة بيئية دائمة لدى الأجيال القادمة، خاصة عبر استهدافنا للمدارس والمراكز المجتمعية.”
السيد “محفوظ شاور”، مدير الديوان الوطني للتطهير:” هذه المبادرة الوطنية التي تجسد التعاون بين المؤسسات والمواطنين”
في كلمة السيد “محفوظ شاور”، مدير الديوان الوطني للتطهير خلال الحملة، أبرز الدور المحوري للديوان في الحفاظ على النظافة العامة والصحة البيئية، قائلًا: “يسعدنا أن نكون جزءًا من هذه المبادرة الوطنية التي تجسد التعاون بين المؤسسات والمواطنين لبناء بيئة نظيفة ومستدامة. كمؤسسة مسؤولة عن التطهير وإدارة النفايات، نؤكد أن مثل هذه الحملات ليست مجرد أعمال رمزية، بل خطوات عملية لتعزيز البنية التحتية للتطهير، وضمان معالجة النفايات بطرق علمية تحمي الصحة العامة وتقلل من الآثار السلبية على البيئة.”
السيد “أحمد شريف”، مدير الري، لولاية المنيعة:” أهمية حماية الموارد المائية في بناء مجتمع مستدام”
وتحدث السيد “أحمد شريف”، مدير الري، لولاية المنيعة، عن دور المياه كعصب الحياة وأهمية ترشيد استهلاكها وحماية الموارد المائية في بناء مجتمع مستدام، قائلًا: “لا يمكن فصل جهود التشجير والنظافة عن استراتيجية متكاملة لإدارة الموارد المائية. نحن في مديرية الري نعمل على دعم هذه الحملة من خلال تأمين موارد مائية مستدامة لري الأشجار المُزروعة، مع الحرص على استخدام تقنيات تُقلل الهدر، مثل الري بالتنقيط، والتي نطبقها في المناطق الخضراء الجديدة.”
بينما شدد مُدير غابات ولاية المنيعة هورو عبد القادر على الدور الاستراتيجي للغطاء النباتي في مواجهة التحديات البيئية، خاصة في المناطق الصحراوية مثل حاسي الڨارة، قائلًا: “تشجير المناطق الحضرية والمساحات العامة ليس مجرد إضافة جمالية، بل خط دفاع حيوي ضد التصحر وتحسين جودة الهواء، وتعزيز التنوع البيئي. من خلال هذه الحملة، قمنا بزراعة أنواع محلية مُتكيفة مع الظروف المناخية القاسية، مثل أشجار الطلح و السدر ، التي تُسهم في تثبيت التربة وتوفير ظلال تُخفف من حرارة الجو.” وأضاف موضحًا إجراءات المديرية:” اعتمدنا في هذه الحملة على خطة تشجير علمية تشمل مراقبة نمو الأشجار ورعايتها على المدى الطويل، بالتعاون مع البلدية والمتطوعين”.
مُمثلو الجمعيات المشاركة في الحملة يؤكدون:”حماية البيئة جزء من حماية هويتنا وتراثنا”
وفي كلمة مُشتركة لمُمثلي الجمعيات المشاركة في الحملة، عبَّروا عن فخرهم بالانخراط في هذا العمل المجتمعي البيئي، مؤكدين أن الشراكة بين المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني هي أساس نجاح أي مبادرة. جاء في كلمة مامين محمد الطاهر رئيس جمعية شباب المنيعة لحماية البيئة والتراث نحن كشباب مؤمنون بأن حماية البيئة جزء من حماية هويتنا وتراثنا. هذه الحملة ليست مجرد غرس أشجار أو تنظيف شوارع، بل رسالة للأجيال القادمة بأن الحفاظ على الأرض واجب مقدس. سنواصل تنظيم ورش التوعية في المدارس والأحياء، وندعو كل شاب إلى الانضمام إلينا.” من جهته، قال رشيد زاكي ممثل الهلال الأحمر الجزائري: “انخرطنا في الحملة انسجامًا مع رسالتنا الإنسانية، لأن النظافة العامة والصحة البيئية مرتبطة مباشرة بصحة المجتمع. قدّمنا الدعم اللوجستي والتوعوي، وسنعمل مع البلدية على تأسيس نقاط ثابتة لجمع النفايات الخطرة، مثل البطاريات والأدوية منتهية الصلاحية.” أما ممثل جمعية الجزائر الخضراء فأكد على البعد البيئي: “نسعى لتحويل حاسي الڨارة إلى نموذج للاستدامة. شاركنا في اختيار أنواع الأشجار المناسبة للبيئة الصحراوية، بدوره، ذكر ممثلة جمعية وفاء للإحسان والتضامن حمزة عبد العزيز “لا يمكن فصل العمل البيئي عن البعد الاجتماعي. ركزنا خلال الحملة على دمج الأسر ذات الدخل المحدود في أنشطة التشجير، لأن العدالة البيئية تعني ألا يُستثنى أحد من حق العيش في بيئة نظيفة.” من ناحيته، ختم **ممثل الكشافة الإسلامية** الكلمة بدور الشباب: “كوحدات كشفية، نفذنا حملات تنظيف في الأماكن الأكثر إهمالاً، مثل الساحات الخلفية للمنازل. نرى أن الشباب قادر على قيادة التغيير إذا وُفرت لهم الأدوات والثقة. نعدكم بأن نكون عيونًا ساهرة على الحفاظ على مكتسبات هذه الحملة.”في الختام، أجمع الممثلون على أن هذه المبادرة هي بداية لمسيرة طويلة، وأن نجاحها يتطلب تحولًا فرديًا وجماعيًا في التعامل مع البيئة، معربين عن استعدادهم لتنظيم حملات دورية وتقديم مقترحات لصناع القرار لتعزيز السياسات الخضراء في البلدية.في كلمة عقب الحملة، تحدث **رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية حاسي الڨارة، سعيدات عبد المالك، معبرًا عن فخره وامتنانه للجهود الكبيرة التي بذلها الجميع لإنجاح هذه المبادرة البيئية، قائلًا: “اليوم، نحن نشهد لحظة تاريخية تُجسد قوة التعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والمواطنين. هذه الحملة ليست مجرد تنظيف أو تشجير، بل هي رسالة واضحة بأن حاسي الڨارة تستحق الأفضل، وأننا قادرون على تحقيق التغيير عندما نعمل معًا.” وأضاف: “بلدية حاسي الڨارة ليست مجرد مكان نعيش فيه، بل هي وطن صغير نحميه ونهتم به. لقد قمنا بتوفير كل الإمكانيات اللازمة لدعم هذه الحملة، من آليات النظافة إلى تخصيص مساحات خضراء، وسنواصل العمل لتحويل بلديتنا إلى نموذج للاستدامة والنظافة.” وتابع مُوجهًا حديثه إلى المواطنين: “لكن نجاح هذه الحملة يعتمد على كل فرد منا. أدعو كل مواطن إلى أن يكون شريكًا في هذه الجهود، من خلال الحفاظ على نظافة الشوارع، وزراعة الأشجار، والإبلاغ عن أي ممارسات تضر بالبيئة. البيئة النظيفة ليست مسؤولية البلدية وحدها، بل هي مسؤولية كل واحد منا.” واختتم كلمته برسالة أمل وتفاؤل: “نحن نعمل اليوم من أجل غدٍ أفضل لأبنائنا وأحفادنا. حاسي الڨارة ستكون مثالًا يُحتذى به في النظافة والاستدامة، وسنواصل العمل معًا لتحقيق هذا الهدف. شكرًا لكل من ساهم في إنجاح هذه الحملة، وعدناكم ببلدية نظيفة وخضراء، ونحن أوفياء بوعودنا.” هكذا جمعت كلمة رئيس المجلس الشعبي البلدي بين التقدير للجهود الحالية، والتطلع لمستقبلٍ طموح، مع تأكيده أن الإدارة المحلية ستظل بابًا مفتوحًا لكل مبادرة تُعلي من قيمة البيئة والإنسان.
السيد “بوكريوع محمد عبد الله”، رئيس المكتب الولائي للتحالف الوطني للنخبة والشباب:” الهدف إلى تحسين جودة الحياة والحفاظ على البيئة”
في كلمة له خلال الحملة، توجه رئيس المكتب الولائي للتحالف الوطني للنخبة والشباب، السيد “بوكريوع محمد عبد الله”، بالشكر الجزيل لوالي ولاية المنيعة، السيد بن مالك مختار، على دعمه اللامحدود لهذه المبادرة البيئية، قائلًا:” نشكر السيد الوالي على وقوفه الدائم إلى جانب الشباب والمجتمع المدني، ودعمه لكل المبادرات التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة والحفاظ على البيئة. هذا الدعم ليس جديدًا، بل هو جزء من رؤيته الاستراتيجية لتعزيز التنمية المستدامة في ولايتنا.”وأضاف”نحن كشباب نؤمن بأن المستقبل يبدأ اليوم، وأن حماية البيئة هي مسؤولية وطنية لا تقل أهمية عن أي قضية أخرى. من خلال هذه الحملة، أثبتنا أن الشباب قادر على قيادة التغيير، وأننا جاهزون للمساهمة في بناء وطن أخضر ومستدام.”وتابع مُوجهًا حديثه إلى المشاركين: “هذه الحملة ليست مجرد حدث عابر، بل هي بداية لسلسلة من المبادرات التي ستشمل كل أحياء بلدية حاسي الڨارة. ندعو كل الشباب إلى الانخراط في هذه الجهود، لأن المستقبل ملكٌ لهم، وهم من سيُحافظون على إرثنا البيئي للأجيال القادمة.” واختتم كلمته برسالة تفاؤل.
لحسن الهوصاوي