
في الطبعة الـ 29 من معرض الإنتاج الجزائري الذي أسدل عليه الستار بداية هذا الأسبوع، استقطبت الصناعة العسكرية شغف الجمهور من مختلف الأعمار وانبهر رواد المعرض بالمستوى العالي الذي بلغته الصناعات العسكرية بمختلف فروعها، مؤكدة أن الجيش الشعبي الوطني كان ولا يزال في الطليعة بما يشكل فخرا للجميع، مما يترجم بالفعل التطور الحاصل في التصنيع الميكانيكي والتحكم في التقنيات الدقيقة وتطور أجهزة الإشارة وأنظمة المعلومات، سيما وأن الجناح قد تضمن 15 وحدة إنتاجية تابعة لكل من قيادة القوات الجوية وقيادة القوات البحرية وكذا دائرة الإشارة وأنظمة المعلومات والحرب الإلكترونية إضافة إلى المديرية المركزية للعتاد ومديرية الصناعات العسكرية.
ولعل أبرز ما تسعى إليه المؤسسة العسكرية حاليا، هو تكوين نسيج مناولاتي وربط الصناعة العسكرية بالمدنية للرفع من الأداء الوطني وتقليص الفاتورة من العملة الصعبة ومن خلال التحكم في الآلة الوطنية -حسب أراء العديد من المشاركين في المعرض –.
للإشارة، فقد كان الإقبال على جناح المؤسسة العسكرية كبيرا للغاية من أجل التعرف عن كثب على آخر ما وصلت إليه الكوادر الجزائرية، من منطلق أن الجيش لا يرتبط فقط بتلك الصورة النمطية في الدفاع عن أمن وسلامة الوطن إنما تعداه إلى المشاركة الفعلية في المعادلة الاقتصادية بحكم أن بعض النشاطات قد تخطت الحدود من خلال التصدير بتبني استراتيجية فعلية ومدروسة مكنت نشاطات أخرى من تحقيق الاكتفاء الذاتي، وبعد أن وسع الجيش بتوصيات عليا من دائرة اهتماماته الصناعية لتشمل إلى جانب تلبية حاجياته وحاجيات الأسلاك المشتركة والسوق المحلية لتتعداها إلى الأسواق الإقليمية وحتى الدولية القاعدة المركزية للإمداد ببني مراد البليدة متفتحة على كل الشركات.
وفي ذات السياق، أكد لنا المصدر ذاته سعي المجمع إلى إعادة تأهيل المعدات خدمة للاقتصاد الوطني وتقليص فاتورة الاستيراد وكذلك التعاون وتبادل المعلومات والاحتكاك بين المؤسسات العمومية والخاصة لخلق الانسجام الوطني في هذا المعرض حيث تم عرض العديد من القطع في هذا المجال بعد أن تم الوصول إلى نسبة اندماج تعدت الـ 30 بالمائة.
مشيرا، أن القاعدة المركزية للإمداد ببني مراد هي متفتحة على كل الشركات، وتقوم بتوجيه خدماتها في مجال صناعة مختلف القطع الميكانيكية وقطع الغيار للشركات الوطنية بما في ذلك شركائها من مجمع سوناطراك وسونلغاز ومركب الحجار للحديد والصلب، وغيرها ولديها ورشات عديدة وهامة لصناعة القطع الميكانيكية وقطع الغيار للآليات العسكرية، وبصناعة مختلف القطع المطلوبة للمؤسسات الوطنية في القطاع العمومي أو الخاص وكل ذلك يصب ضمن إطار التخفيف من نزيف العملة وترشيد النفقات وزار المعرض بعض الشركات المشتغلة في إطار الاشغال العمومية وغيرها من أجل عقد شراكات المديرية المركزية للعتاد: مخابر بسمعة عالمية.
من جهة أخرى، وفي جناح المديرية العامة للعتاد القلب النابض للجيش والتي توليها المصالح المعنية عناية خاصة أكد أنها تمثل في المعرض المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري وكذا مركز الهندسة والتطوير في الميكانيك والإلكترونيك، والتي انفردت هاته المرة بالتعريف بمخبرين اثنين وهما مخبر المعايرة معتمد حسب المعيار ايزو 1725 المعيار العالمي الخاص بكفاءة المخابر ويحوي العديد من الأجهزة لتي تسمح لنا بالقيام بالقياسات منها القياسات الهندسية والضغط وقياس الحجم والحرارة والرطوبة والكتلة وكذا القياسات الكهربائية موضحا أن المخبر حاليا هو معتمد حسب المعيار ايزو 17025في الضغط، وسيكون معتمدا الشهر المقبل بالعديد من القياسات منها الحجم الوزن تم المخبر الثاني فهو مخبر التجارب وتتمثل مهامه في تقديم مجموعه من التحاليل الحرارية والفيزيوكيميائية باستخدام أجهزة عالية الدقة وذات نوعية وذلك لتقييم المواد التولية المستوردة والمواد المصنعة محليا عن طريق تطبيق التقنيات التحليلية المطابقة للمعايير الدولية.
أما بجناح المؤسسة لإنجاز أنظمة المراقبة بواسطة الفيديو، فإن مؤسسة عمومية ذات طابع اقتصادي تهدف إلى تأمين المؤسسات في المناطق الحساسة وتقوم بانجاز المشاريع نذكر على سبيل المثال تأمين الولايات كولايات الجزائر و البليدة و قسنطينه و سطيف وعنابة وهران فضلا عن تأمين المطارات والموانئ ومحطات القطار والترامواي وكذا المسجد الأعظم وذلك بوضع منظومات مراقبة بواسطة الفيديو وكاميرات ذات جودة عالية وكاميرات حرارية تستغل بعضها، للتمكن من القبض عن الأشخاص المبحوث عنهم ومراقبة الدخول والخروج أو أخرى لاسيما الحرارية الذكية لقياس الحرارة كأول عامل للتعرف على المصاب بكورونا.
من جهتها مؤسسة تجديد عتاد الطيران بالدار البيضاء، فمن مهمتها الأساسية تجديد الطائرات وصيانة وتصليح الطائرات القتالية وطائرات النقل وحتى الحوامات إلى جانب التدخلات الميدانية وتوفير بعض قطاع الغيار وتخصيص نسبة عالية من قدراتها الصناعية والإنتاجية لصالح وزاره الدفاع الوطني وكذا المتعاملين الخواص الاقتصاديين العموميين وعملت خلال أيام المعرض على شرح مجالها الاحتكاك مع المواطن وهذا من اجل إثبات قدراتنا الإنتاجية كقطب ومؤسسة رائدة في توفير قطع الغيار والخدمات لدعم الاقتصاد الوطني وشملت الجاهزية للقوات الجوية بفضل الكفاءات الجزائرية التي وصل صيتها إلى الدول الأخرى، حيث تستفيد بعض البلدان الإفريقية من المراجعة العامة للطائرات وعكفت الشركة منذ سنوات على توفير على الأقل 40 بالمائة من قطع الغيار الرئيسية المستعملة في التجديد والمراجعة العامة للطائرات والحوامات التابعة لسلاح الجو وتصنيع قطع الغيار اللازمة لذلك.
ق.ح