
“الذكاء الاصطناعي أكثر من مجرد تكنولوجيا”
في عالم يتغير بوتيرة غير مسبوقة، يبرز “الذكاء الاصطناعي” كقوة محورية قادرة على إعادة تشكيل المجتمعات والقطاعات الاقتصادية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك العالم العربي. الرحلة نحو استكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي ليست مجرد تقنية بل حكاية ملهمة عن التحدي، الإبداع، والرؤية الواضحة لمستقبل أفضل.

“محمد وصفي المشهراوي”، شاب عربي من غزة، يمثل واحدة من تلك الحكايات الملهمة، بعد سنوات طويلة من العمل في قطاع الصناعات الدوائية، اتخذ قرارا مفصليا بتغيير مساره المهني والدخول في عالم “الذكاء الاصطناعي“. هذا القرار لم يكن مجرد استجابة لتطورات العصر، بل كان جزء من رؤية أشمل تهدف إلى المساهمة في تحقيق التحول الرقمي والتنمية المستدامة في المنطقة.
الذكاء الاصطناعي أكثر من مجرد تكنولوجيا
“محمد وصفي المشهراوي”، يؤمن بأن الAI هو أكثر من مجرد تكنولوجيا، إنه أداة أساسية لتعزيز الكفاءة والابتكار في القطاعات الحيوية. من خلال تجربته ومعرفته، يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يحدث تحولاً جوهريًا في:
– القطاع الصحي، حيث يمكنه تحسين التشخيص الطبي وتسريع عمليات البحث عن الأدوية الجديدة.
– التعليم، عبر تقديم تجارب تعلم شخصية تعتمد على تحليل بيانات الطلاب.
– القطاع الزراعي، باستخدام أنظمة ذكية لتوقع الإنتاجية وإدارة الموارد الطبيعية بكفاءة.
– الصناعة والطاقة، من خلال تحسين أنظمة الأتمتة وإدارة الطاقة بشكل أكثر استدامة.
الدول العربية والAI
في ظل هذه الفرص، يُشير “محمد وصفي المشهراوي”، إلى أن المنطقة العربية تشهد خطوات واعدة في مجال “الذكاء الاصطناعي”، دول الخليج مثل الإمارات والسعودية وضعت استراتيجيات طموحة لتعزيز استخدام هذه التقنية. الجزائر أيضاً تقود جهودًا ملحوظة عبر مبادرات مثل المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي ودار الذكاء الاصطناعي بجامعة الجزائر 1.
ورغم هذه الجهود، يرى “محمد وصفي المشهراوي”، أن هناك تحديات تعيق الاستفادة الكاملة من إمكانيات “الذكاء الاصطناعي”. من أبرزها مقاومة التغيير وضعف الكوادر البشرية المؤهلة. لكنه يظل متفائلاً بأن المستقبل يحمل إمكانيات هائلة، خاصة مع ازدياد الوعي الحكومي والمجتمعي بأهمية التكنولوجيا.
صناعة المحتوى من خلال الAI
إحدى أبرز محطات رحلة “محمد وصفي المشهراوي”، كانت في صناعة المحتوى الرقمي حوله ، يرى أن التحدي الرئيسي في هذا المجال هو تحقيق التوازن بين الجوانب التقنية والإبداعية، بحيث يتم تقديم المعلومات بلغة بسيطة تجذب الجمهور من مختلف الخلفيات.
كانت أولى خطواته هي تصحيح المفاهيم الخاطئة الشائعة، مثل الاعتقاد بأن الAI سيقضي بالكامل على الوظائف البشرية. ويوضح أنه أداة داعمة، وإذا استُخدمت بشكل صحيح، ستفتح أبواباً جديدة للابتكار والإنتاجية.
التحول الرقمي والأتمتة في الAI
بالنظر إلى المستقبل، يعتبر “محمد وصفي المشهراوي”، التحول الرقمي والأتمتة الذكية جزء لا يتجزأ من التطورات القادمة، كما يرى أن دمج “الذكاء الاصطناعي” في الأنظمة الصناعية والزراعية والخدمية سيكون له تأثير كبير على تعزيز الإنتاجية وتقليل التكاليف، مع ضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
في خططه القادمة، يطمح إلى تعزيز محتوى الفيديو التعليمي الذي يقدمه على منصات التواصل الاجتماعي، مع التركيز على توضيح الفوائد العملية للتحول الرقمي في الحياة اليومية، وتسليط الضوء على المشاريع الناجحة في العالم العربي.
رسالة إلى الشباب العربي لفهم الAI
“محمد وصفي المشهراوي”، يرى أن المستقبل يزخر بالإمكانيات، لكنه يتطلب عملاً جادًا وصبرًا ومثابرة. يوجه نصيحته للشباب بضرورة فهم أساسيات “الذكاء الاصطناعي” وعدم الاكتفاء بالاستهلاك التقني، بل السعي نحو الإبداع وإيجاد حلول جديدة. يقول: “العالم يتغير بسرعة، وهو ليس مجرد أداة؛ بل هو فرصة لنكون جزء من هذا التغيير. علينا أن نستثمر في أنفسنا، ونسعى لتطوير مهاراتنا، ونقدم أفكارًا تخدم مجتمعاتنا”.
ختامًا، رحلة “محمد وصفي المشهراوي”، ليست مجرد قصة شخصية، بل تعكس التحديات والطموحات التي يعيشها العالم العربي في سعيه نحو التحول الرقمي. “الذكاء الاصطناعي” يمكن أن يكون الحافز الذي يحقق هذا التحول، إذا ما استُخدم بالشكل الصحيح وبقيادة شباب يؤمنون بالمستقبل.
ياقوت زهرة القدس