
- توقّع استقبال أكثر من 30 ألف سائح
- أكثر من 16 ألف سائح أجنبي وفد إلى الصحراء الجزائرية خلال 2024
تعرف السياحة الصحراوية في الجزائر طفرة نوعية بحيث تبذل الدولة منذ سنوات جهودا حثيثة من أجل إنجاح موسم السياحة الصحراوية خاصة في ظل الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة ومواقع الإنترنت، وبشكل خاص في عاصمة منطقة قورارة تيميميون، التي تتهيأ لاحتضان عديد التظاهرات الثقافية والرياضية، أبرزها فعاليات الاحتفال الوطني والرسمي برأس السنة الأمازيغية الجديدة (2975)، خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 12 جانفي الجزائر.
وعليه، كل المؤهلات متوفرة سواء المادية والبشرية لإنجاح هذا الحدث السياحي والرياضي والثقافي بامتياز بولاية تيميون، وتسعى من جهتها جميع المصالح الولائية إلى توفير كافة الظروف الملائمة لاستقبال أفواج السياح من داخل الوطن وخارجه، وذلك بالتنسيق مع مختلف المتعاملين السياحيين من وكالات سياحة وأسفار ومرشدين وهياكل الإيواء، لتقديم خدمات سياحية نوعية تليق بضيوف قورارة. يذكر أن ولاية تيميمون تتوفر على 15 هيكل استقبال سياحي, منها 4 فنادق و11 مخيما سياحيا إلى جانب 11 وكالة سياحية تساهم في الترويج للمنتوج السياحي القوراري.
وسائط التواصل الإجتماعي في قلب الحدث
وموازاة مع ذلك، تعرف وسائط التواصل الإجتماعي من بين أبرز الوسائل التي تساهم في ترقية القطاع السياحي بالنظر إلى ما توفره من معلومات وأحداث آنية، ناهيك عن وصولها لأكبر شريحة من المجتمع، حيث اختصرت الزمان والمكان أين أضحت السياحة تروج بمواقع التواصل الاجتماعي دون اللجوء إلى التنقل واستكشاف المناطق بصفة شخصية، ويعمد العديد من المؤثرين إلى استغلال هذه الوسائل للترويج للمناطق السياحية التي تزخر بها الجزائر قصد جعلها مقصدا للسياح وإبراز ثراء وتنوع الثقافة الجزائرية، الأمر الذي شكل عامل جذب للسياح سواء من الداخل أو الخارج،بحيث أضحت وسائل التواصل الاجتماعي على غرار (الفايسبوك، اليوتوب، الانستغرا) أكثر الوسائط اعتمادا للأبحاث السياحية، وتعرف حركية غير معهودة من حيث التعريف بالموسم السياحي الصحراوي والفضول الكبير لدى المتابعين من جنسيات أجنبية مختلفة لمعرفة كل التفاصيل المتعلقة بالبرامج وكيفية السفر ومراحل شراء تذاكر الطيران وأسعار الفنادق والإيواء، ناهيك عن الأكلات الشعبية والفولكلور العريق التي تتميز به المنطقة ورحلات الاستكشاف والترفيه والإستجمام. كلها تساؤلات واستفسارت يرغب متتبعي هذه الوسائط الإجتماعية معرفتها لتمكينهم الحضور إلى الجزائر وبشكل خاص ولاية تيميون ألتي تستعد بدورها للإستجابة الفورية لتلبية رغبات وفضول السياح الأجانب الذين لا يزالون يتدفقون عليها من كل حدب وصوب على مدار السنة ولكن نهاية السنة تكون استثناء للولاية وللسياح. وقد عبّر الكثير من هؤلاء المتابعين عن انبهارهم بجمال الصحراء الجزائرية وإعجابهم الكبير بولاية تيميون وما تخزنه من تراث معماري وثقافي متفرّدين، وتقاطعت التعليقات ما بين الرغبة العارمة وقلقهم الشديد لزيارة المدينة والتعرف على سكانها وثقافتها ومعالمها وتقاليدها، بل أن الكثير منهم قد بدأ في حجوزات تذاكر السفر والإيواء في الفنادق عبر الأنترنت بشكل خاص وسريع وفعال.
تضاعف عدد السواح الأجانب
وحسب ما أشارت إليه المصادر الرسمية من مصالح الولاية، فإنّ مديرية السياحة والصناعة التقليدية تتوقّع استقبال أكثر من 30 ألف سائح، منهم حوالي 2.000 أجنبي، خلال الموسم السياحي الحالي (2024-2025)، حيث تعد هذه الأرقام القابلة للإرتفاع، حسب ذات المصدر، ”مؤشرا إيجابيا لإحداث حركية في قطاع السياحة الذي يمثل أحد روافد التنمية الاجتماعية والاقتصادية”. ناهيك عن وجود عدد من زوار ولاية تيميمون منذ بداية هذا الموسم، تجاوز الـ 25 ألف سائح منهم أكثر من 1200 أجنبي، جاؤوا للاستمتاع بجمال الطبيعية والمعالم السياحية للواحة الحمراء. وفي السياق ذاته، أكد والي ولاية تيميمون، سونة بن أعمر، خلال خرجاته التفقدية الأخيرة، على أهمية تسريع وتيرة أشغال التهيئة الحضرية بوسط المدينة واحترام معايير الإنجاز، مشددا على ضرورة إطلاق حملات نظافة بمشاركة كل القطاعات, ”لتظهر عاصمة قورارة في أبهى صورها التي تعكس مكانتها وتترك انطباعا إيجابيا لدى زوارها”.
تظاهرات ثقافية ورياضية
الجانب الترفيهي والثقافي والرياضي سيطغى على الإحتفالات بولاية تيميمون التي تستعد لاستضافة عدة تظاهرات أبرزها الاحتفال الرسمي والوطني برأس السنة الامازيغية والمهرجان الثقافي الوطني أهلليل والمهرجان الوطني للطائرة الورقية، وكلها تظاهرات من شأنها إعطاء نفس قوي في إنعاش السياحة الصحراوية. حيث أكد رئيس الجمعية الولائية للسياحة المستدامة، توفيق بودراع، إلى أن الفعاليات الثقافية والرياضية المقبلة من شأنها أن تساهم في تنشيط الحركة السياحية بالمنطقة، لاسيما تلك التي تتزامن مع موسم السياحة الصحراوية الذي انطلق في أكتوبر الفارط ويدوم إلى غاية نهاية أبريل المقبل. وتشمل هذه الفعاليات زيارات للمعالم السياحية والأثرية، والاستمتاع بأهازيج الفلكلور المحلي, إلى جانب اقتناء منتجات الصناعات التقليدية والحرف المعروضة, وفق المتحدث ذاته.
من جهتهم، المتعاملون يتوقعون بالمنطقة استقطاب المزيد من السياح بفضل تنظيم المهرجانات والتظاهرات، بالإضافة إلى فتح خطوط جوية دولية مباشرة إلى تيميمون, مما يعزز الحركية السياحية ويدعم الاقتصاد المحلي عبر ستحداث فرص عمل موسمية ودائمة، حسب نائب رئيس الفرع الجهوي ”الساورة” للنقابة الوطنية لوكالات السياحة، مصطفى جبايلي. كما أنّ ”فندق قورارة” التابع لسلسلة فنادق الجزائر، يقوم بدور بارز في استقبال وإيواء أفوج السياح بالتنسيق مع وكالات السياحية والأسفار، حيث وفر لهم خدمات متميزة حازت على استحسان الزبائن.
فندق قورارة نموذج في الخدمات المتميزة
من بين أهم الفنادق السياحية التي تتميز بها ولاية تيميمون، فندق قورارة، حيث أكد أوضح السيد المدير، محمد بلونجة، بخصوص التوافد السياحي المتميز الذي بدات تعرفه الولاية، راجع إلى “البرنامج المسطر من طرف الوكالات السياحية بالتنسيق مع مختلف الشركاء، من خلال إقامة جولات عبر المسارات السياحية سواء باستعمال مركبات رباعية الدفع أو الإبل أو الدراجات النارية الرياضية لزيارة المعالم التاريخية والمواقع الأثرية التي تزخر بها المنطقة، على غرار مغارة إغزر وأغلاد وقصر الدراع”. مشيرا في السياق ذاته إلى أنّ هذا الفندق يحرص حرصا كبيرا على تقديم عروض خاصة للوكالات السياحية مع تنظيم سهرات ليلية وسط الكثبان الرملية، كما أنّ ذات المؤسسة الفندقية تحرص بدورها على تكوين اليد العاملة المحلية في المجال السياحي لتوفير المورد البشري المؤهل في تخصصات الاستقبال والإطعام والطبخ في إطار الاتفاقية المبرمة مع مديرية التكوين والتعليم المهنيين
أكثر من 16 ألف سائح أجنبي وفد إلى الصحراء الجزائرية خلال 2024
كشف نبيل ملوك، مدير مركزي في وزارة السياحة والصناعات التقليدية، عن تسجيل أكثر من 16 ألف سائح أجنبي وفد إلى الصحراء الجزائرية خلال السنة الجارية 2024، وأكد في السياق ذاته، أن الإجراء الذي أقره رئيس الجمهورية، والقاضي بمنح التأشيرة لفائدة السياح الأجانب، عند الوصول، قد ساهم بشكل كبير في رفع عدد السياح في المناطق الصحراوية وتنشيط هذا القطاع عبر خلق العديد من فرص العمل. وكشف المتحدّث عن تحضيرات تقوم بها الوزارة لاطلاق المهرجان الدولي للسياحة الصحراوية وذلك خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 17 نوفمبر الجاري، في ولاية الوادي، التي تعد من بين أكثر الولايات الصحراوية جذبا للسياح، نظرا للبنية التحتية التي تتميز بها الولاية والاستثمارات التي شهدتها خلال السنوات الماضية. وشدد أيضا على أهمية الاستغلال الأمثل للرقمنة في الترويج السياحي للجزائر، واستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح، وذلك عبر تقديم محتوى جيّد وثري، يبرز القيمة الكبيرة للأماكن السياحية الجزائرية، مفيدا بأن الجزائر وفق ما أكدته المنظمة العالمية للسياحة، تعدّ ضمن 10 وجهات سياحية عالمية مرشحة لاستقبال أكبر عدد من السياح، بالنظر إلى القوات الطبيعية التي تحوزها.
هـشـام رمـزي