
بدأت الحكومة البريطانية في إجراء مشاورات بشأن تنظيم استخدام المحتوى المحمي بحقوق الطبع والنشر لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، في خطوة تهدف إلى تحقيق توازن بين حماية حقوق المبدعين وتعزيز تطور التكنولوجيا.
أثارت مسألة تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي باستخدام محتوى محمي جدلاً واسعًا في الآونة الأخيرة، حيث تواجه شركات مثل (OpenAI) و(Stability AI) دعاوى قضائية من مؤسسات إعلامية مثل (نيويورك تايمز) و(Getty Images)، والتي تتهمها باستخدام بيانات محمية دون إذن مسبق، فالحكومة البريطانية تطالب بمزيد من الشفافية حول مصادر البيانات التي تستخدمها الشركات في تدريب هذه النماذج، لكن شركات التكنولوجيا تُبدي قلقها من فقدان مزاياها التجارية إذا تم الكشف عن هذه المعلومات.
ويعتقد العديد من الخبراء أن بريطانيا قد تكون في موقع استراتيجي لقيادة الجهود العالمية في هذا المجال، خاصة بالنظر إلى تركيزها على حماية حقوق الملكية الفكرية، على عكس الولايات المتحدة، التي تواجه ضغوطًا من كبرى الشركات التكنولوجية تحول دون تبني قوانين صارمة.
يأتي ذلك في وقت يتسارع فيه تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي متعددة الوسائط، مثل أداة (Sora) التي أطلقتها (OpenAI) مؤخرًا، مما يجعل قضية حقوق النشر أكثر إلحاحًا في ظل الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى نصي ومرئي وفيديو.
في هذا السياق، تسعى الحكومة البريطانية إلى وضع استثناءات قانونية تسمح باستخدام المحتوى المحمي في تدريب النماذج التجارية، بينما تضمن في الوقت نفسه حماية حقوق المبدعين وتمكينهم من الحصول على العوائد المالية من أعمالهم. وتناقش الحكومة أيضًا مقترحات تلزم الشركات التكنولوجية بالكشف عن البيانات التي تعتمد عليها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وفقًا لتقرير نشره موقع (CNBC) واطلعت عليه (العربية Business).
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله