
كرّست نتائج الانتخابات البلدية والولائية في الجزائر سابقتها التشريعية، لكن بنسبة مشاركة تصاعدية قاربت 35 بالمائة.
فقد أعلنت السلطة الوطنية للانتخابات في الجزائر تصدّر حزب جبهة التحرير الوطني للنتائج الأولية للانتخابات المبكرة على مستوى مجالس البلديات والولايات، وحلّ في المركز الثاني حزب التجمع الوطني الديمقراطي، فيما جاء المستقلون في المركز الثالث.
وبذلك، تكون الأحزاب الموالية التقليدية قد تصدّرت المشهد في الانتخابات المحلية بالجزائر، فيما تراجعت أحزاب التيار الإسلامي، وحققت القوائم المستقلة صعودا تاريخيا.
تحالفات سياسية واجبة
وبموجب النتائج الأولية للانتخابات المحلية في الجزائر، تتكرس أيضا مقولة إن أحزاب التيار التقليدي تحتفظ بمكانتها بعد كلّ استحقاق سياسي، وهو ما تعزوه السلطات لوعائها الانتخابي الثابت وكوادرها المهيكلة عبر 58 ولاية وأكثر من 1500 بلدية.
ويضاف إلى ذلك من العوامل المساعدة أيضا، أقدميتها في ممارسة الفعل السياسي، رغم إصدار قانون الانتخابات الجديد بأمر رئاسي قبل يومين فقط من تاريخ الاقتراع، وقد يحدّ هذا القانون من توغل أحزاب بعينها لتلجأ إلى التحالفات السياسية للتمكّن من ترؤس أحد المجلسين، محذرة من أن هذا الأمر سيشجع على عودة المال الفاسد.
حملة انتخابية فاترة
ورغم ارتفاع مستوى المشاركة نسبيا مقارنة مع التشريعيات، تظل مسألة العزوف قائمة بعد حملة انتخابية وصفت بالفاترة، في ظل انشغال الشارع بالغلاء المتزايد في البلاد رغم تطمينات السلطات بمواصلة الدعم الاجتماعي.
وبحسب المصادر، فإن المرشحين للانتخابات يملكون حق الطعن بالنتائج في فترة لا تتجاوز 48 ساعة، على أن تردّ السلطات المعنية في فترة خمسة أيام لتبدأ بعدها معركة التحالفات السياسية التي قد تحمل معها الكثير من المفاجآت.
ردود الفعل السياسية على النتائج الأولية للمحليّات:
بعجي: نتائج الانتخابات رد على المطالبين بإحالة الأفلان على المتحف
اعتبر الأمين العام لجبهة التحرير الوطني بعجي أبو الفضل، أن نتائج الانتخابات المحلية المعلن عنها اليوم هو رد على المطالبين بإحالة الأفلان إلى المتحف.
وأضاف بعجي في ندوة صحفية أعقبت الندوة الصحفية لرئيس سلطة الانتخابات التي اعلن من خلالها فوز الأفلان بالمركز الأول في الانتخابات المحلية، أضاف أن النتائج هي رد كذلك على المشوشين الذين أرادوا تشويه سمعة قيادة الحزب وقاموا بالبلطجة.
كما يرى بعجي أن النتائج تعتبر ردا من ماضلي الحزب الذين تمسكوا بالأفلان، وهو نجاح في شكل رسالة للجميع.
حمس: حققنا تقدم والتحالف متروك للقواعد
ثمنت قيادة حركة مجتمع السلم ما وصفته بالتقدم الجيد في نتائج الانتخابات المحلية، مقارنة مع مراحل سابقة ووفق الأهداف التي سطرتها مؤسسات الحركة.
وأفاد بيان لحمس أن قوائمها تصدرت في عدد من المجالس الشعبية الولائية والبلدية كما حققت تقدما في عدد المنتخبين على مستوى المجالس الشعبية الولائية وعدد المنتخبين في المجالس الشعبية البلدية، واعتبر أن النجاح من حيث العضوية بما يتجاوز 95 بالمائة في المجالس الشعبية الولائية والبلدية التي ترشحت فيها حمس يرسخ الانتشار والتواجد الميداني في مختلف الولايات على المستوى الوطني.
وأكدت حركة مجتمع السلم على ترك مسألة التحالفات الانتخابية إلى الديمقراطية المحلية وتقدير مؤسسات الحركة المحلية، حسب المعطيات والظروف المحيطة بكل بلدية وولاية وذلك وفق المعايير والأولويات.
بن قرينة: الحمد لله نزيد ولا ننقص
أكد رئيس حركة البناء الوطني “الحمد لله نزيد ولا ننقص وهذه إشارة إيجابية جدا” على حد قوله. وأضاف بن رينة قائلا لست فرحا بهذه النتائج ولكن أنا راض بحصول الحركة على المرتبة الرابعة.
وذكر بن قرينة، أن الحركة إنتقلت من تسيير 3 بلديات بالتحالف مع النهضة والعدالة إلى 17 بلدية مطلقة، و25 بلدية متقدمين فيها بأغلبية نسبية وأيضا من 100 مقعد إلى 1848 مقعدا.
وبخصوص التحالف مع الأحزاب، أوضح بن رينة أن حركة البناء الوطني متفتحة مع كل الخيرين للتعاون من أجل خدمة المواطن.
ق.ح