
أكد وزير الثقافة والفنون، أن سينما المقاومة كان لها دورا كبيرا في تدوين القضايا العادلة وإبراز صور التضامن العالمي معها، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني والصحراوي. وأوضح وزير الثقافة “زهير بللو”، خلال افتتاحه الملتقى الدولي السينما والذاكرة، أن السينما ساهمت بشكل فعال في تشكيل معالم الهوية الجماعية عبر الأفلام التي رسخت الملاحم المعارك الكبرى التي خاضها الشعب الجزائري في سبيل نيل الحرية والاستقلال، مطالبا بضرورة إعطاءها دفعا وروحاً جديدة تتناسب مع حجم التحديات المستقبلية.
وفي إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، وبرعاية رئيس الجمهورية، أشرف وزير الثقافة والفنون، “زهير بللو”، على الافتتاح الرسمي لفعاليات الملتقى الدولي السينما والذاكرة بحضور رئيس المجلس الشعبي الوطني ووزير المجاهدين وذوي الحقوق، ورئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني الوطني، إلى جانب نواب البرلمان بغرفتيه، وكذا الأسرة الثورية والإعلامية وضيوف الجزائر المشاركين في الندوة، إلى جانب نخبة من الباحثين الجزائريين المختصين في مجالات السينما والتاريخ.
وفي كلمته الافتتاحية للملتقى، أكد وزير الثقافة والفنون “زهير بللو”، أن تنظيم الملتقى الدولي السينما والذاكرة يعكس مدى اهتمام رئيس الجمهورية الشخصي وعنايته الخاصة بقطاع السينما، ورغبته المستمرة في إعطاء قطاع السينما دفعةً قوية لتحقيق النهضة الثقافية المرجوة، مؤكدا في ذات السياق على الدور المحوري والمهم الذي تلعبه السينما في تشكيل معالم الهوية الجماعية عبر الأفلام التي رسخت الملاحم المعارك الكبرى التي خاضها الشعب الجزائري في سبيل نيل الحرية والاستقلال.
ودعا وزير الثقافة والفنون، إلى ضرورة إعطائها دفعا وروحا جديدة تتناسب مع حجم التحديات المستقبلية تماشياً مع توجيهات رئيس الجمهورية، بتشجيع كل المواهب والطاقات السينمائية في الجزائر، إلى جانب استقطاب الكفاءات من أبناء الجالية الوطنية في الخارج، لتبقى السينما في خدمة الذاكرة الجماعية للأمة بما يعطي دفعا كبيرا للقطاع السينمائي في الجزائر.
كما نوه السيد الوزير، بدور سينما المقاومة في تدويل القضايا العادلة وإبراز صور التضامن العالمي معها وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني والشعب الصحراوي، كما سيثير هذا الملتقى قضايا ثقافية وفكرية هامة عبر مختلف المحاور الملفات الفكرية بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء في المجال السينمائي والتاريخي.
وعرفت مراسم الافتتاح تنظيم معرض يبرز بعض الأفلام السينمائية الثورية والتاريخية وبعض الأجهزة والآلات التصوير المستعملة إبان الثورة، كما تم تنظيم محاضرة علمية من إلقاء الأستاذ “أحمد بجاوي”، التي تأتي ضمن نشاطات الملتقى الدولي الذي يهدف إلى مناقشة دور السينما في دعم المقاومة وقضايا التحرر، وتوثيق علاقتها بالذاكرة الجماعية للشعوب، كما يهدف أيضا إلى تسليط الضوء على جهود أعلام السينما المقاومة وصُنُاعها ودورهم في دعم قضايا التحرر وذلك على مدار 3 أيام كاملة.
تكريم وجوه سينمائية ساهمت في التعريف بثورة نوفمبر الخالدة
ضمن فعاليات الملتقى كرمت وزارة الثقافة عديد الوجوه الفنية والسينمائية وأصدقاء الثورة التحريرية، الذين ساهموا بإنتاجاتهم وأعمالهم السينمائية في إيصال صور حية لجرائم الاستعمار إلى المحافل الدولية، والتعريف ببطولات ومآثر ثورة نوفمبر الخالدة على غرار المخرج الكبير “أحمد راشدي”، الذي ساهم بأعماله الفنية في وصف أحداث ثورة نوفمبر من خلال أفلامه التاريخية البطولية، ومنها فيلم الآفيون والعصا”.
كما تم تكريم المخرج القدير “رشيد بوشارب”، الذي فضح بأعماله وحشية فرنسا الاستعمارية، خاصة من خلال فيلم الخارجون عن القانون، حيث يعتبر المخرج العربي الوحيد الذي تمكن من الوصول إلى القائمة القصيرة لترشيحات الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي 3 مرات، ليتم بعدها تكريم مصور الثورة “ستفيان لابودوفيتش”، الذي أنجز العديد من الأفلام الوثائقية التي وثقت لنضال الشعب الجزائري، فكانت دعاية إيجابية حول ثورة نوفمبر وفضح كبير لجرائم الكولونيالية.
كما تم تكريم مخرج فيلم “معركة الجزائر الفقيد “جيلو بونتيكورفو”، الذي حاز على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي الدولي والذي سرد وقائع تاريخية لأهم حقبة زمنية في تاريخ الجزائر بالإضافة إلى تكريم المخرج الراحل عمار العسكري صاحب العمل الفني التاريخي دورية نحو الشرق، الذي سلط الضوء على كفاح ونضال الشعب الجزائري وجهاده لنيل الحرية والاستقلال، وكذا تكريم المخرج القدير المرحوم “بن أعمر بختي”، الذي أبدع في سرد أحداث المقاومة عبر الفيلم التاريخي “بوعمامة” .
واختتمت مراسم التكريم بالمخرج الفرنسي صديق الثورة الجزائرية الفقيد “رونيه فوتيه”، المناهض للاستعمار والذي عرف بمساندته للجزائر في كفاحها ضد الاستعمار الفرنسي.