تكنولوجيا

في زمن الرقمنة

كيف نواجه خطر الأخبار الزائفة؟

تعد الأخبار الزائفة من أخطر التهديدات التي تواجه المجتمعات والدول في العصر الرقمي، فهي تشكل خطرًا حقيقيًا على وعي الأفراد، واستقرار المجتمع، وأمن الدول، في ظل انتشارها الواسع وغير المنظم عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت المصدر الرئيسي للمعلومات. وهذا الانتشار غير المنضبط يتطلب استجابة فورية وحازمة، تشمل تعزيز الثقافة الإعلامية لدى الجمهور وتفعيل استراتيجيات فعالة لمكافحة الأخبار الكاذبة وضمان توجيه الرأي العام نحو مصادر موثوقة.

أظهرت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن الأخبار الكاذبة والإشاعات تنتشر بسرعة أكبر بكثير من الأخبار الحقيقية على وسائل التواصل الاجتماعي. يعود سبب ذلك إلى قدرة هذه الأخبار على إثارة مشاعر الخوف أو الدهشة لدى المتابعين، مما يزيد من رغبتهم في قراءتها ومشاركتها. استفادت الأخبار الزائفة من خصائص هذه المنصات، مثل سهولة الوصول إليها وانعدام الرقابة، مما جعلها تنتشر بسرعة عبر الحدود. كما تسهم الطبيعة المثيرة للجدل لهذه الأخبار في جذب الانتباه، خصوصًا في المواضيع التي تهم الرأي العام، حيث يسعى المستخدمون لتحقيق السبق الإعلامي وجذب المزيد من التفاعل بهدف تعزيز مكانتهم كـ “مؤثرين” على هذه المنصات.

 

كيف تُصنع الأخبار الزائفة؟

تستند الأخبار الزائفة في انتشارها إلى عدة أساليب وأساليب تشويش، أبرزها التضليل والتمويه، حيث تعتمد على تقديم معلومات مغلوطة تجعل القارئ ينخدع بالفكرة دون أن تترك له المجال للتحقق من صحتها. إضافة إلى ذلك، يتم الاعتماد على مصادر غير موثوقة أو مزيفة، وهو الأسلوب الذي تتبعه بعض الصحف والمواقع الإخبارية والإعلانات، حيث يتم نشر صور أو مواقف لأشخاص أو مؤسسات مع تعليقات مشوهة تُحرف المعنى الحقيقي للمحتوى أو المقصد، مما يؤدي إلى نشر رسائل خاطئة ومضللة

يعتبر التلاعب بالعناوين من أبرز الأساليب التي تعتمد عليها الأخبار الزائفة في انتشارها، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يكتفي العديد من القراء بقراءة العنوان فقط دون متابعة التفاصيل أو التحقق من المحتوى، مما يجعلهم عرضة للمعلومات المضللة. وتستغل بعض المواقع هذه العادة بتصميم عناوين بعيدة عن الحقيقة، مما يؤدي إلى تكوين انطباعات خاطئة لدى القراء الذين يظنون أنهم حصلوا على المعلومة كاملة من خلال العنوان فقط.

أيضا تتغذى هذه الأخيرة على الإشاعات التي تستهدف مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يكون الهدف الأساسي منها هو جذب الإعجاب أو جمع أكبر عدد من “اللايكات” والتفاعلات، بالإضافة إلى زيادة المشاهدات. وغالبا ما تُنسب هذه الأخبار إلى مصادر غير موثوقة، مما يسهم في انتشار المعلومات المضللة عبر مواقع متخصصة في نشر الشائعات والأخبار المتداولة حول المواضيع الفنية أو السياسية.

 

نصائح للحد من الأخبار الزائفة

يعد الاعتماد على المصادر الرسمية والموثوقة من أبرز الوسائل لمكافحة الأخبار الزائفة، حيث توفر هذه المصادر تأكيدات دقيقة عبر وثائق أو صور أو مقاطع فيديو رسمية، مما يساعد في التحقق من صحة الخبر المتداول. من الضروري أن يتأكد أي شخص يتلقى خبرًا من مصداقيته قبل نشره أو مشاركته عبر تطبيقات المراسلة الفورية. وفي هذا السياق، طورت العديد من الشركات أدوات للتحقق من صحة الأخبار والمحتوى الرقمي المنتشر، كما يمكن البحث عن مواقع موثوقة أخرى تؤكد نفس الخبر، بالإضافة إلى فحص الصور والفيديوهات المنتشرة للتأكد من صحتها.

تظل توعية الأفراد والمجتمع بأضرار الأخبار الزائفة من أبرز الوسائل الفعّالة في مكافحة هذا النوع من المحتوى المشوه. فعندما يدرك الناس خطورة تأثير الأخبار الكاذبة والشائعات، فإنهم يصبحون أكثر حذرًا ويتجنبونها بشكل تدريجي.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى