
إستفحلت ظاهرة سبّ وشتم أمهات اللاعبين في الملاعب، بشكل مريب في السنوات الأخيرة، بدعوى التأثير على معنويات اللاعبين، فصارت آلاف حناجر المشجعين كرة القدم لا تتوانى في توجيه عبارات مشينة للاعبين وبالأخص حراس المرمى الذي دأب عليه جانب من الجمهور “اللارياضي” في مختلف مباريات المنافسات الكروية ببلادنا.
واعلن قائد ترجي مستغانم توفيق عدادي عن قراره التوقف عن اللعب وطالب إدارة الفريق بفسخ عقده ” الله يسمح في الدراهم أعطوني كوارطي “على خلفية الضغوط التي تلقاها خلال مواجهة جمعية الشلف مساء السبت والتي خسرها الفريق بهدفين نظيفين، وأكد عدادي انه ورفاقه يتلقون السب و الشتم منذ لقاء الجولة الثالثة أمام إتحاد خنشلة ، وهو ضغط سلبي لم يتحمله اللاعبون.
ابن مدينة سعيدة توفيق عدادي أضاف في نهاية اللقاء ” لعبت لأكبر الأندية ولم يسبق لي أن عشت ضغط سلبي مثلما يحدث في ترجي مستغانم ومباراة اليوم هي الأخيرة لي بعد تعرض والدتي للشتم .. يمنحوني اوراق تسريحي والله يسمح في دراهمي “، مضيفا ان هذا الضغط الرهيب الذي لم يعشه على امتداد سنواته الطويلة في الملاعب الجزائرية، والذي جعله وزملاءه يفقدون تركيزهم بعد أن صاروا يدخلون مختلف المباريات خائفين ومرتعبين من ردة فعل الجمهور، التي تبقى غير مفهومة ولا مبررة.
وقبل عدادي، كان مدرب ذات الفريق، شريف حجار، قد أعلن بعد مباراة فريقه أمام أولمبيك أقبو، قراره بالرحيل من الترجي، بسبب تعرضه، هو الآخر، للشتم والسب من قبل جانب من الأنصار، مستغربا الضغط الكبير الذي عاد للتو إلى بطولة النخبة، بعد سنوات طويلة من الغياب.
وكانت آخر حادثة تفاعل معها الجزائريون في منصات التواصل الاجتماعي، ما تعرّض له حارس مرمى أولمبيك أقبو، حاتم بن شيخ لفقون، خلال مواجهة مولودية الجزائر (0-0)، من سبّ وشتم لوالدته، بعد تألقه في صدّ كرات الخصم ومنعه من حسم المواجهة لـ”الشناوة” (لقب يطلق على جماهير المولودية).
بدوره، كان مدافع اتحاد بسكرة، عادل لخضاري، قد أعلن قراره باعتزال الميادين، بعد أن تردد صدى شتم والدته في جنبات ملعب العالية، بمناسبة مباراة فريقه أمام جمعية أولمبي الشلف، قبل أن يتراجع عن قراره ويعود بعد إلحاح زملائه وإدارة الفريق.
وقد حفلت بطولة هذا الموسم بحالات وحوادث مماثلة مست مدربين ولاعبين ومسيرين، لكن حصة الأسد كانت موجهة إلى حراس المرمى الذين تشتم أمهاتهم في مختلف الملاعب والمباريات، في كل مرة يقومون فيها بإرجاع الكرة إلى الميدان وهو السلوك المشين المنافي للأخلاق، الذي تورط فيه حتى بعض من ينتسب إلى المصورين الصحفيين، كما حدث مع حارس أولمبيك أقبو، بن شيخ لفقون، عند مواجهة مولودية الجزائر بملعب 5 جويلية.
وللإشارة فإن قانون العقوبات الجزائري (القانون رقم 06-23 المؤرخ في 20 ديسمبر 2006) يعاقب على السب الموجه إلى فرد أو عدة أفراد بالحبس من شهر واحد إلى ثلاثة أشهر وبغرامة من 10.000 دج إلى 25.000 دج. وسبق وان الاتحاد الجزائري لكرة القدم رسالة لجماهير الأندية الناشطة في مختلف الرابطات الوطنية، بشأن ظاهرة سبّ أمهات اللاعبين في المدرجات، التي عرفت انتشارًا كبيرًا في المباريات الأخيرة.
ودعا بيان “فاف” مشجعي الأندية الكروية عبر مختلف الأقسام، إلى “الالتزام بالروح الرياضية والتقيد بقواعد اللعب النظيف”. كما دان “مختلف أعمال العنف الجسدي واللفظي.” واستنكر الإهانة التي يتعرّض لها عدد من لاعبي كرة القدم في الجزائر في إشارة إلى ظاهرة شتم اللاعبين، التي استفحلت في الملاعب، مؤخرًا.
وشدّد الاتحاد على أنّه “يجب أن نشعر جميعًا بالغضب، عندما يتعرض لاعب كرة قدم للإهانة في الملاعب، يجب أن تظل هذه الأماكن للترفيه الرياضي وتعزيز القيم الرياضية”. كما أوصى المكتب الفيدرالي رابطة كرة القدم المحترفة بالمبادرة لتطبيق عدد من الإجراءات الجديدة، مثل استحداث جوائز أفضل لاعب في الشهر، وجائزة اللعب النظيف، بهدف الترويج لمباريات بطولة المحترف الأول في الجزائر، وفق المصدر.
م/شريف