
انطلقت أمس السبت بالجزائر العاصمة أشغال الملتقى الدولي حول “الأمير عبد القادر”، تحت عنوان “في ضيافة أمجاد الأمة، التجليات التاريخية والحضارية والتراثية للأمير عبد القادر”، الذي يقام تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون”، بمبادرة من وزارة المجاهدين وذوي الحقوق.
حيث أبرز وزير المجاهدين وذوي الحقوق، السيد “العيد ربيقة”، تقدير رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون”، لرموز الجزائر وقادتها، مذكرا بالاهتمام الكبير للسيد الرئيس بذاكرة “الأمير عبد القادر”، “الشخصية الجزائرية العظيمة”. كما أكد السيد الوزير أن هذا اللقاء “دلالة على الاهتمام الذي يوليه رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون”، بذاكرة الأمير عبد القادر وتقديره لرموز الجزائر وقادتها الأفذاذ الذين رفعوا رايات العزة والمجد”، خاصة وأن القاضي الأول في البلاد يرعى شخصيا ليس فقط هذا اللقاء، بل أيضا “مبادرته بعمل سينمائي بأبعاد عالمية حول هذه الشخصية التاريخية، وإنجاز معلم كبير للأمير بولاية وهران”.
وبالمناسبة، تطرق السيد الوزير إلى مسار ومآثر “الأمير عبد القادر” الذي وصفه “برائد من رواد الجهاد والمقاومة والسلم، ورمز من رموز الحضارة الإنسانية، وكذا قطب رباني من أقطاب التصوف والعلم”، مشيرا في ذات الوقت انهه تجلت في هذه الشخصية “أبعاد متعددة فهو صاحب مجد أثيل، عالم بشؤون دينه، محيط بثقافة وتاريخ أمته، متبحر في شؤون السياسة والديبلوماسية وقائد عظيم”. ومبرزا أيضا بأن “المسيرة الغراء لـ “الأمير عبد القادر” يتجلى فيها تاريخ ناصع من البطولة والإخلاص والوفاء للأمة والوطن، كما تتجلى فيها سلوكاته التي ترفض الخنوع وتنتصر للحرية وتضحي في سبيل القيم السامية، وتتسم بحسه الحضاري ليس فقط مع أصفيائه وشركائه في العقيدة والتاريخ، بل حتى مع أعدائه”، مشيرا إلى أنه من “أعظم الشخصيات التاريخية في العالم أجمع”.
وفي ذات السياق، أشار السيد الوزير إلى أنه “ليس من باب الصدفة أن تطلق الولايات المتحدة الأمريكية اسمه على أحد مدنها، ألا وهي مدينة (القادر)”، وأنه “ليس اعتباطا أن يتبارى العلماء والمؤرخون والأدباء في الاستثمار في فكره ومسيرته”، والتي تعد بحق “خلفية مباشرة لنضال شعبنا عبر المقاومات الوطنية والحركات السياسية والإصلاحية وصولا إلى ثورة أول نوفمبر 1954”.
وأضاف السيد الوزير في ختام كلمته، أنه ليس “من باب الصدفة أن تقوم الجزائر في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين باسترجاع رفاته ودفنها بالجزائر، والعمل على حماية مآثر الأمير وأمثاله من عظماء هذا الوطن الشامخ والحفاظ على ذاكرتهم، والسهر على إيصال رسالتهم إلى الأجيال الصاعدة”. كما قال السيد “العيد ربيقة”.
هذا، وقد حضر افتتاح الملتقى، رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد “ابراهيم بوغالي”، مستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون المتعلقة بالأمن والدفاع، السيد “بومدين بن عتو”، ومستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون الدينية، الزوايا والمدارس القرآنية، السيد “محمد حسوني”، إلى جانب ممثلين عن مختلف الهيئات الوطنية والسلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. ويشارك في الملتقى المنظم بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، على مدار يومين بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، شخصيات سياسية وتاريخية وثقافية وأكاديمية من مختلف دول العالم على غرار عميد مدينة ألكادر بالولايات المتحدة الأمريكية، “جوش بوبي”، والعضو المؤسس للمشروع التربوي “الأمير عبد القادر”، “كاثي غارمس”، والرئيس الحالي لمؤسسة “الأمير عبد القادر” الدولية بدمشق (سوريا)، محمد الشريف الصواف”.
ويبرز اللقاء الذي يندرج في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة وإحياء للذكرى الـ 192 للبيعة الأولى للأمير عبد القادر، التجليات الحضارية والتراثية للأمير عبد القادر والتأكيد على عبقريته في مقاومته للاحتلال وكذا القيم الإنسانية والأبعاد الروحية لهذه الشخصية التي ظلت وما زالت تستقطب اهتمام الباحثين والمؤرخين والفاعلين في الحقل الثقافي والسياسي في الكتابات الوطنية والأجنبية.
هشام رمزي