
بقلم: الدكتور. إبراهيم سلامي
يساهم كل من الإعلام الإلكتروني السياحي والبيئي في تنمية السياحة وتحقيق زيادة متوازنة ومستمرة في الموارد السياحية، حيث يبقى الإنسان في هذه العملية المحور الأساسي وبمثابة الأداة لتحقيق هذه المهمة، وتبدأ التنمية السياحية مع تقدير الإنسان لأهمية السياحة، وأيضا مهام وسائل الإعلام خاصة الالكترونية الرقمية لمرافقة السياحة التي تعتبر بديلا للمحروقات.
من أبرز مشاكل التنمية السياحية عدم القدرة على استخدام واستغلال الطبيعة والمواقع السياحية في عملية التنمية، إذ من المفترض أن تركز جهود التنمية السياحية على المنتج السياحي بحد ذاته، وتبقى تنمية النشاط السياحي بحاجة إلى تعاون مختلف العناصر والإمكانيات والجهود العاملة في الحقل السياحي، من خلال عملية تنمية وتطوير السياحة والتي يجب أن تكون بجرد المصادر التي يمكن استخدامها في الصناعة.
وتمثل التنمية السياحية “مختلف البرامج التي تسعى إلى تحقيق الزيادة المستقرة والمتوازنة في الموارد السياحية وتعميق وترشيد إنتاجية القطاع السياحي، وبالتالي فهي تنطوي على الارتقاء والتوسع بالخدمات السياحية واحتياجاتها، الأمر الذي يتطلب رسم برامج تخطيط، حيث تستهدف تحقيق أكبر معدل ممكن من النمو السياحي بأقل تكلفة ممكنة في أقصر زمن متاح، وتعرف أيضا بأنها “هي التي تلبي احتياجات السياح والمواقع المضيفة إلى جانب حماية وتوفير الفرص للمستقبل”.
فاعلية الإعلام الإلكتروني السياحي في ترقية وتنمية السياحة
يعتبر الإعلام الرقمي السياحي أحد أشكال الإعلام المتخصص الهادف، إذ يعرف على أنه:”كافة أوجه النشاط الاتصالي المخطط والمستمر التي يمارسها إعلاميون ومتخصصون، بهدف تزويد الجمهور بكافة الحقائق والأخبار والمعلومات الصحيحة عن القضايا والموضوعات والمشكلات ومجريات الأمور المتعلقة بالسياحة بطريقة موضوعية وبدون تحريف عن طريق وسائل وأشكال الاتصال المختلفة وبكافة الأساليب الفنية للإقناع والتأثير من أجل تنمية الوعي السياحي لدى الجمهور من ناحية ومن أجل اجتذاب أكبر عدد من الأفراد للإقامة بعيدا عن موطن إقامتهم سواء داخل البلاد أو خارجها”.
كما تم تعريفه على أنه: ” أحد أشكال الإعلام الحديث والموجه لقطاع السياحة باستخدام وسائل إعلام واتصال عصرية حديثة، ويوفر المعلومات والبيانات عن كافة الأنشطة السياحية التي تقام في الدولة التي تشرف على تقديم ذلك الإعلام بقصد تنشيط السائحين وجرهم على سلك تجربة السياحة وتكرار تجربتها”، وعرف أيضا على أنه” تسليط الضوء على ما يحتويه البلد من معالم سياحية سواء أكانت طبيعية أم أثرية تاريخية أم فندقية أو أي مظهر آخر أو مجال من مجالات الجذب السياحي وذلك باستخدام كافة الوسائل الإعلامية والاتصالية المتطورة من أفلام وإعلانات، قادرة على جذب السياح الأجانب ومواطني البلد، وبالتالي فالإعلام السياحي صفة لازمة ومحورية للصناعة السياحية”.
الدور التوجيهي للإعلام السياحي والبيئي في نجاح تنمية السياحة
تحكم التنمية السياحية عدة اعتبارات، وذلك من خلال الدور التوجيهي الذي يلعبه الإعلام السياحي والبيئي، والتي يمكن إبرازها في ما يلي:
(01)- الاستغلال الجيد للموارد السياحية المتاحة من خلال دور الإعلام في هذه العملية.
(02)- تحديد المشاكل التي قد تعترض تنمية الصناعة السياحية ومعالجتها وتجنبها من خلال وضع خطط بديلة.
(03)- دراسة السوق السياحية المحلية ووضع كل الترتيبات اللازمة.
(04)- تنسيق السياسات المختلفة داخل البلد السياحي لارتباط السياحة بأنشطة أخرى.
العلاقة بين الإعلام الإلكتروني والسياحة البيئية
لا يخفى على الجميع أن علم السياحة وعلم الإعلام هما من العلوم الحديثة التي ظهرت وتبلورت بشكل دقيق، بعد الحرب العالمية الثانية وعلى مدى العقود الخمسة الماضية، وقد كانت العلاقة بين الإعلام والسياحة علاقة تبادلية أساسية لكل منهما فالإعلام الرقمي كأحد وظائفه يقدم الترفيه للجمهور، وهو ما يمكن أن يستخدم من خلاله بث المواد المتعلقة بالأنشطة السياحية المختلفة، كما أن السياحة لا يمكن أن تتطور وتزدهر بمعزل عن الاتصال بالعالم، فكيف للسياح أن يعلموا ويتعرفوا على المواقع السياحية بدون وسائل الاتصال المختلفة، فالإعلام هدفه الترويج فهو الوسيلة الأسرع والأنجع في مجال نشر التوعية والتثقيف السياحي لدى المجتمعات المستضيفة للسياحة.
انطلاقا من مخاطبة الجمهور داخل البلاد وخارجها مخاطبة موضوعية وعقلية، باستخدام عوامل الجذب والتشويق في تقديم المنتج السياحي بقصد إقناع الجمهور وإثارة اهتمامه بأهمية السياحة وفوائدها للفرد وللدولة وتشجيعه على التعرف على مقومات السياحة وذلك بهدف نشر الوعي السياحي بينهم، وحسن معاملة السائحين ومعاونتهم فيما يحتاجونه.
والهدف من الإعلام السياحي هو العمل على مخاطبة جمهور السائحين المرتقبين وتشجيعهم على الزيارة وجذبهم وتشويقهم للمنتج السياحي المتوفر والمتنوع، وتشجيع قدومهم للبلاد وتكرار الزيارات، والاهتمام بإقناع السياح المرتقبين بسياسات الشركات والجهات السياحية واتجاهاتها.
الإعلام البيئي ومساهمته في تنمية السياحة
هذا، وأولى المشرع الجزائري مبدأ الإعلام والمشاركة مكانة هامة في قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة، حيث اعتبره من الأهداف الأساسية التي يرمي هذا القانون لبلوغها، من خلال نص الفقرة السادسة من المادة 2 من القانون 03-10 والتي تنص على “تدعيم الإعلام والتحسيس ومشاركة الجمهور ومختلف المتدخلين في تدابير حماية البيئة “.
كما تلعب وسائل الإعلام دورا مركزيا في تشكيل الوعي البيئي لدى الجمهور العام سواء في مجال تزويده بالمعلومات الكاملة والصحيحة عن قضايا البيئة، أو في تشكيل الاتجاهات والمواقف تجاه هذه القضايا وأيضا في تحديد الأولويات البيئية على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، حيث يعتبر الوعي البيئي بمثابة الخطوة الأولى في تكوين الاتجاهات البيئية التي تتحكم في سلوك الفرد، ويعتبر الإعلام البيئي أحد أهم أجنحة التوعية البيئية وهو أداة أحسن استثمارها كان لها مردود ايجابي للرقي بالوعي البيئي ونشر الإدراك السليم للقضايا البيئية، ويعمل الإعلام البيئي في تفسير وفهم وإدراك المتلقي لقضايا البيئة المعاصرة.
وعليه، من خلال ما تم عرضه، فإن الإعلام الرقمي السياحي والبيئي من ناحية دورهما في تحقيق تنمية السياحة نستنتج أن هناك تكامل من ناحية الأداء والتوجيه نحو الارتقاء بصناعة السياحة ودورهما بارز لدى الاقتصادي والسياسي والسائح وغير ذلك.
فكل من الإعلام الرقمي السياحي والبيئي يعدان من المجالات الحديثة في دراسات الإعلام ومما لاشك فيه أن هناك تكاملا بين العلوم والدراسات السياحية وعلوم الإعلام على أساس أن كلاهما يمثلان فن من فنون الاتصال والانتقال والتقارب الثقافي والحضاري بين الشعوب والمجتمعات المعاصرة، حيث يساهم الإعلام (السياحي والبيئي)، باعتباره نشاط ذو وجود مؤثر في المجتمع في خدمة السياحة ويحقق أهداف التنمية المستدامة.