
في إطار احتفالات الذكرى الـ50 لتأسيس جامعة “أبو بكر بلقايد” تلمسان، وتزامنا مع الاحتفال بالذكرى الـ70 لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية المجيدة، استضافت جامعة تلمسان، الدكتورة “ياسمين بلقايد”، المديرة العامة لمعهد باستور بباريس، بحضور مدير جامعة تلمسان وأساتذة وباحثين.
أكدت الدكتورة الجزائرية البارزة التي تناولت موضوعاً علمياً دقيقاً حول التحكم في نظام المناعة عبر الميكروبيوم، حيث قدمت رؤى علمية متقدمة في مجال المناعة والميكروبيولوجيان، وأحدث الاكتشافات في مجال علم المناعة، وركزت على دور الميكروبيوم في تنظيم الاستجابة المناعية، واستطاعت من خلال أسلوبها العلمي الرصين والمبسط، أن تشرح للجمهور الواسع أهمية هذا المجال البحثي الواعد، وكيف يمكن أن يساهم في تطوير علاجات جديدة للأمراض المناعية والأورام.
كما استعرضت الباحثة بعض المعلومات العلمية، وما توصلت له نتائج الأبحاث حول السبل الداعمة والمعززة لوظائف الجهاز المناعي، بما يقوي مناعة الجسم والمتضمنة التغذية الصحية وطرق المحافظة على السلامة الجسدية، علاوة على التعامل مع بعض العلاجات المثبطة للمناعة وضرورات استعمالها مثل الكورتيزون، وأدوية الالتهابات وبعض المضادات الحيوية والتي تؤثر تأثيرا سلبيا في قوة جهاز المناعة، كونها تحارب خلايا الدم البيضاء التي تعتبر المسؤول عن تعزيز مناعة الجسم.
وتكتسي هذه المحاضرة أهمية مضاعفة، كونها تأتي ضمن سلسلة التظاهرات العلمية والثقافية والفنية التي تنظمها الجامعة احتفاءً بخمسينية تأسيها، وتحمل بُعداً رمزياً خاصاً كون المحاضِرة هي نجلة المرحوم أبو بكر بلقايد، الوزير السابق الذي تحمل الجامعة اسمه تكريماً لإسهاماته في مجال التعليم العالي الجزائري، وتأكيداً على استمرار عطائه العلمي من خلال أبنائه وأحفاده.
كما تعد هذه المحاضرة امتداداً للنشاطات الأكاديمية المتميزة التي دأبت الجامعة على تنظيمها منذ العام الماضي، مؤكدة دورها الريادي في تعزيز البحث العلمي والتبادل المعرفي على المستويين الوطني والدولي، وكانت استضافة باحثة جزائرية مرموقة بحجم البروفيسور “ياسمين بلقايد” التي تتولى إدارة واحد من أعرق المعاهد العلمية في العالم، بمثابة خطوة إضافية تعكس عمق العلاقات الأكاديمية التي تربط جامعة تلمسان بالمؤسسات العلمية العالمية، ويؤكد دورها في تعزيز التعاون العلمي بين الجزائر والمجتمع الأكاديمي الدولي.
كما تأتي هذه المبادرة العلمية لتؤكد التزام جامعة تلمسان بتقديم محتوى علمي رفيع المستوى لطلبتها وباحثيها، وحرصها على مواكبة أحدث التطورات في مجال البحث العلمي، مما يعزز مكانتها كصرح علمي رائد في المشهد الأكاديمي. كما تهدف الندوة إلى تحقيق مبدأ الوقاية خير من العلاج للحد من انتشار الأمراض، حيث عمدت الندوة إلى ترسيخ بعض المفاهيم العلمية الصحيحة حول وظائف الجهاز المناعي وأهم آليات الدفاع في الجسم، والأساليب العلمية الضرورية لتعزيز عمله بما يضمن المحافظة على صحة وسلامة الجسم.
وخلصت الندوة بإقامة سلسة من الدورات والندوات في المجالات المختلفة للعلوم الطبية والصحية، تستهدف بشكل خاص طلبة كليات التربية كونهم نواة للكوادر التعليمية ذات الدور الفاعل والمهم مجتمعيا، بغية نشر وتعزيز الوعي الصحي للحد من انتشار الأمراض واللوبئة وتنظيم حملات توعوية تقيمها فرق للعمل التطوعي تستهدف بعض فئات المجتمع المدني.
جرفاوي. ع